جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب : احتفال مختلف بـ43 عاماً من نصر أكتوبر المجيد

-

مع إطلالة السادس من أكتوبر كل عام تتجدد ذاكرة الأمة وتهل بشائر الانتصار العظيم فى مناسبة لا يعكر صفوها إلا الحاقدون والمتآمرون على الوطن من الخونة والإرهابيين وأعوانهم.. فى هذه المناسبة المجيدة نستعيد ذكرى التضحيات العظيمة التى قدمها رجال مصر من أبناء القوات المسلحة.. القوات المسلحة المصرية التى يختلف مفهومها عن أى قوات مسلحة أخرى فى أى دولة من دول العالم.. فمصر بلد ينصهر فيه الجيش والشعب فى بوتقة واحدة منذ زمن طويل ممتد ضارباً بجذوره فى الوجدان الشعبى وفى التاريخ.. حيث إن عقيدة الاستشهاد والشهادة من أجل الوطن هى التى تهيمن عن رضا ومحبة ويقين على كل مصرى.

لقد كانت القوات المسلحة الحديثة منذ تأسيسها على يد محمد على تتداخل وتتلاحم مع الشعب فى كل المواقف الصعبة وفى إنجاز كل المشروعات الكبرى.. فى نموذج رائع بل نادر التكرار.. حيث تنتمى القوات المسلحة للشعب وينتمى الشعب للقوات المسلحة.. حيث لا تعمل القوات المسلحة كمؤسسة مستقلة فى عالم خاص بها منفصلة عن الشعب.. ولكنها تعمل باعتبارها جزءاً من هذا الشعب وهذا المجتمع الذى يؤمن بدورها فى البناء والتنمية، كما يؤمن بدورها فى تأمين حدوده وردع أعدائه.. ولا يمكن لأى صاحب رأى منصف أن يتجاهل ذلك الاحترام الفريد والتناغم المتفرد بين الجيش المصرى والشعب، حيث يثق المواطن المصرى بقواته المسلحة ثقة بلا حدود.. ذلك الحب بين الجيش والشعب هو خلطة ربانية فريدة بعيداً عن أى شعارات أو عبارات.
كلنا يعلم ما تبثه الأفاعى من شائعات للوقيعة بين الجيش والشعب وإثارة الفتنة بينهما من خلال عملاء مأجورين وخونة ممولين من الخارج، لا شىء يشغلهم سوى السعى للوقيعة بين الجيش والشعب المصرى.. حيث باع هؤلاء المأجورون أنفسهم وضمائرهم للأعداء بالدولارت مقابل بث الشائعات للانتقام من الجيش الذى تصدى للمؤامرات ومحاولات سرقة الوطن وإذلال المواطن.

لقد باتت كل جرائم هؤلاء مكشوفة بعد أن أسقطهم الشعب فى مظاهرات لا مثيل لها فى تاريخ العالم يوم أن التحم الجيش مع30 مليون متظاهر فى 30 يونيو خرجوا رافضين الخونة والخيانة.. رافضين العملاء والعمالة فى حدث لم يحدث فى العالم من قبل، وسوف يتوقف التاريخ أمامه طويلاً.

لكل هذا أطالب الشئون المعنوية بقواتنا المسلحة، برئاسة اللواء محسن عبدالنبى، بأن يكون الاحتفال بالذكرى الـ43 لنصر أكتوبر المجيد احتفالاً مختلفاً نعد فيه أفلاماً وثائقية تعرض ما قامت وما تقوم به القوات المسلحة من جهود فى التنمية وفى مواجهة الإرهاب.. وكيف نتصدى لحروب الجيل الرابع وحروب الجيل الخامس التى قوامها الشائعات ونشر الفوضى بوسائل عديدة ومتعددة عبر خلق فجوة بين الجيش والشعب لإسقاط الوطن.

علينا أن نقدم للشعب صورة حقيقية للجهود الجبارة التى يقوم بها الجيش والشرطة معاً فى مواجهة الإرهاب الدولى الذى تموله مخابرات عالمية من الخارج.. ويجب أن يعرف الجميع كيف نجح رجال القوات المسلحة والشرطة من خلال عملية حق الشهيد فى قطع يد الإرهاب وشل قدمه بنجاح كبير، حيث تم حتى الآن إنجاز ما يزيد على 95 بالمائة من هذه الخطة التى أفشلت مخططاً كبيراً جرى الإعداد له على مدى خمس سنوات لإقامة إمارة داعشية فى سيناء عبر هذه الميليشيات التى تحالفت مع الإخوان وحماس وتغلغلوا فى أرض الفيروز بتمويل قطرى– تركى، إضافة لدور الموساد الإسرائيلى الذى يمثل العدو الحقيقى لهذا الوطن.

لهذا علينا أن نحتفل بمرور 43 عاماً على نصر أكتوبر المجيد بصورة مختلفة؛ فنحيى روح أكتوبر ونكشف عن بطولات رجال قواتنا المسلحة من جنود وضباط سطروا أعظم صفحات البطولة والتضيحة بمشاركة أحرار هذا الوطن من أبناء الشعب المصرى ومع أبنائنا من بدو سيناء فى مواجهة العدو الصهيونى لتبقى مصر قوية أبية عزيزة شامخة أبد الدهر.