جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : اختطاف برلمان مصر

-
اجتماعات وحكايات داخل الغرف المغلقة التى يجرى فيها عملية تقسيم لمصر بين هذه الجماعة وهذا الحزب ومعظم الموجودن فى الغرف المغلقه هدفهم اختطاف مايستطيعون من مكاسب خاصة لا علاقة لها بالمصلحة العامة والصراع هذه المرة على برلمان مصر فالأخوان حريصون على ثلث مقاعد مجلس الشعب كحد ادنى للتحكم فى توجيه البوصلة السياسية للبرلمان والوفد لا يكفيه الحكومة عبر المناصب الوزارية التى يتربع عليها بل يريد هو الآخر اغلبية برلمانية تتيح له توجيه البرلمان حيث يريد أما فلول الحزب الوطنى فيرونهم فرصة للثأر واستعراض القوى والعودة إلى كرسى البرلمان الذى حصلوا عليه من قبل بالمال والبلطجة و التزوير الفاضح ثم طردتهم الثورة منه فاصبح لديهم ثأر يريدون أخذه ولهذا تحركوا لإعادة وصل الحبال المقطوعة وعدد كبير منهم معه المال والقبيله ومقعد البرلمان بالنسبة له أخر فرصة لإستعادة ماضاع من مكاسب ومصالح برحيل النظام السابق أما المواطن المصرى الغائب والمغيب رغم تضحياته فى الثورة فأنه خارج المشهد يصارع من أجل البقاء على قيد الحياه وهو يدرك أن الحكومة غير مشغوله به وهو فى أخر اهتماماته إن كانت تهتم به أصلاً وإطلاله على غلابة مصر فى ميدان التحرير فى الجمع الأخيرة تكشف هذه الحقائق التى لاتريد الحكومة رؤيتها فمعظم الذين يذهبون باعة جائلون يريدون تحصيل قوت يومهم أو اصحاب حقوق ضائعة من أسر مصابى وشهداء الثورة وهؤلاء يثورون ويغضبون وتجنى الأحزاب والجماعات المكاسب التى معظمها لا علاقة له بجوهر الموضوع بل هو مجرد هامش بسيط فكل مانراه تعديل هزيل فى قانون انتخابات كله الغاز عن دوائر لا تتضح رأسها من قدميها وكأن هناك من يصر على أن يدخل بمصر فى نفق مظلم فالطريق نحو المستقبل غير واضح و المطالب الشعبية والفئوية تزداد كل يوم عن اليوم الذى سبقه والدكتور عصام شرف لا يملك القدرة على أى شىء ولن يكون غريباً أن نراه قريباً يقوم هو الأخر بمظاهرة تتحرك من مجلس الوزراء إلى ميدان التحرير ليحقق سابقة فى تاريخ مصر ولا مانع من أن يعتصم بالميدان أو يقيم منصه يعترف فيها للشعب بحقائق مانحن فيه فالمعلومات غائبة عن الناس والغموض يحيط بكل شىء بالانتخابات وبالاقتصاد وبالمخططات التى تعدها الفلول وكذلك الجماعات والحركات وكذلك الأمن الذى لايزال مفقوداً فى بلد يزداد فيه السلاح فى أيدى الناس ولاشك أن الانتخابات سوف تكشف لنا عن ترسانة أسلحة فى مصر لا تقتصر على المسدس والبندقية بل تتعدى ذلك لمضادات الدبابات مثل (الـ آر . بى .جى ) والـ ( أم . أم ) وربما صواريخ سام سام المنتشرة على حدودنا مع ليبيا بعد أن انجز القذافى بسقوطه شعار ( سلاح لكل مواطن ) بل ( صاروخ لكل مواطن ) .إن المشهد فى مصر يزداد اضراباً وغموضاً مع إنفراد عدد محدود من الأفراد والقوى السياسية بعملية صنع القرار والشعب مفعول به لا يعرف بما يجرى إلا مصادفة أو فى المناسبات والذى يقال له اليوم يتم الرجوع عنه فى الغد وبالطبع لا حساب ولا عتاب شافع أو نافع بل المنظومة مستمرة من سيىء لأسوأ وعجبى