وزير الاعلام السوداني : ”اعلان الخرطوم”مرتكز اساسي للاستراتيجية التي سيتبناها وزراء الإعلام العرب

اكد د. أحمد بلال عثمان وزير الإعلام السوداني ان بلاده بذلت مجهودات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب وتحصين الشباب ضد الفكر المتطرف مشيرا إلي النهج الحواري الذي أنتهجه في سبيل معالجة ظاهرة التطرف والإرهاب.
وأوضح بلال في ختام ورشة عمل دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب أن توصيات الورشة ستكون بمثابة المرتكز الأساسي للاستراتيجية الإعلامية التي سيتبناها وزراء الإعلام العرب في اجتماعهم القادم ،مبينا أن السودان وفي سبيل تصديه لهذه الظاهرة أنشأ مجلس أعلى للتحصين الفكري برئاسة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ،مضيفا أن هذا المجلس يهدف الي تعزيز الحوار بالحسنى مع الشباب وإعلاء ثقافة الحوار معهم من أجل تحصينهم من الوقوع في أحضان الإرهاب والأفكار المتطرفة داعيا الدول العربية للاستفادة من تجارب السودان في هذا الصدد وصولا الى استراتيجية عربية راشدة تتصدى لتلك الظاهرة .
وكان ورشة العمل حول دور الاعلام العربي قد اختتمت اعمالها باصدار اعلان الخرطوم الذي اكد دعمه لانشاء مفوضية عامة للاعلام العربي مهمتها تنظيم البث الفضائي الاذاعي والتليفزيوني وتفعيل ميثاق الشرف الاعلامي .
ودعا الاعلان الى ضرورة تفعيل مبادئ وثيقة البث الاذاعي والتليفزيوني عبر الفضاء كخطوة بديلة في حالة عدم انشاء المفوضية العربية للاعلام .
كما دعا "اعلان الخرطوم " الذي تلاه وزير الدولة لشؤون الاعلام السوداني ياسر يوسف في ختام الملتقى بحضور الرئيس عمر حسن البشير والسفير احمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة العربية ، والدكتور احمد بلال عثمان وزير الاعلام ، دعا الى انشاء جهاز رقابي مشترك تكون مهمته مراقبة اداء البث الفضائي ، ووضع التوصيات اللازمة لتفادي السلبيات وتعظيم الايجابيات بما يخدم اهداف العمل الاعلامي في اطار ميثاق الشرف ، والتقييم المستمر لكفاءة وتأثير الحملات الاعلامية ، والعمل المستمر على تطويرها وفتح افاق جديدة مع مختلف الجهات والمؤسسات العاملة في مجال الاعلام والقياسات والعلوم السلوكية والنفسية والاجتماعية .
كما طالب المشاركون في الملتقى بانشاء شركة عربية مشتركة ، واكاديمية عربية لعلوم الاعلام بهدف التعاون لخلق صناعة عربية اعلامية مشتركة تتصدى للمضامين التي يقدمها النموذج الغربي للجماهير العربية ، من خلال كيانات كبيرة تبرز الهوية المشتركة وتكرس للوفاق وتنبذ الفرقة والخلاف ، وتضع اولويات لانتاج اعمال تقوم على الاعتزاز بالحضارة والتراث والتاريخ العربي الاسلامي وتعزز مشاعر الانتماء لهذه الثقافة .
وطلب "اعلان الخرطوم " ، من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الكسو" الأخذ بعين الاعتبار مراجعة محتوى وتأثير المناهج الدراسية في الدول العربية بما يضمن خلوها من كل ما يدعو لترسيخ الافكار المتطرفة لدى الطلاب في المراحل الدراسية كافة.
واكد ضرورة العمل على نشرالقيم الاسلامية واستثمار المخزون الثقافي للامة ، وادراج مواد في مناهج التعليم تركز على التسامح والعدالة والسلام وتجريم الظلم ونبذ العنف وحرمة الدماء.
ودعا "اعلان الخرطوم" وسائل الاعلام العربية لابراز سماحة الدين الاسلامي واعلائه لقيم الفضيلة ونبذ الارهاب والتطرف والعنف ، وتبني برامج اعلامية هادفة وموجهة لتجفيف منابع الانحراف الفكري وسد جميع منافذه ، مطالبا الدول الاعضاء العمل على انشاء مراكز لتأهيل الائمة والدعاة لتصحيح الخطاب الديني بما يلائم روح العصر.
كما دعا " اعلان الخرطوم" الدول الاعضاء للاسترشاد بتجربة السودان في جهودها لمكافحة الارهاب وانتهاج اسلوب المعالجات الفكرية والحوار بالحسنى .
وطالب وسائل الاعلام العربية تعزيز الاهتمام الاعلامي ببرامج المناصحة العربية واتاحة الفرصة امام التائبين للعودة الى الاندماج في المجتمع في اطار من الشراكة بين مؤسسات الدولة وقطاعات المجتمع .
واوصى المشاركون بضرورة العمل على ترشيد مناهج التربية والتعليم بما يتوافق مع عقيدة الأمة وثوابتها ، وعلاج ضعف المؤسسات التعليمية ، وتعزيز قدرتها على الوقاية من الفكر المضلل ، ودرء الانحراف السلوكي والفكري ، وتحويل المعرفة الى سلوك مؤثر في شخصية النشء.
واكد "اعلان الخرطوم" ضرورة توظيف الاعلام الجديد وادواته في نشر الوعي بين شرائح المجتمع ، لاسيما الشباب ، بمخاطر التعامل مع المواقع التي تشجع على الارهاب وتمويله والانخراط في صفوفه .
ودعا وزارات التربية والتعليم لاستحداث مادة للتربية الاعلامية في مراحل التعليم كافة بهدف توعية النشء للتمييز بين الغث والثمين .
كما دعا " اعلان الخرطوم " الدول الاعضاء الى الاهتمام بالشباب وحل مشكلة البطالة بتعزيز فرص العمل وتخفيف حدة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة