جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

شعبان خليفة يكتب : لغز «هوما عابدين» رئيسة حملة هيلارى كلينتون !

هوما مع كلينتون
-

 

والد "هوما " عضواً فى جماعة إسلامية  وتتلمذ في مدرسة المودودي بينما زوجها عضو الكونجرسى يهودى العوبان

مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية جمع فى عضويته بين والد رئيسة حملة هيلارى والشيخ القرضاوى القطب الاخوانى

هل تدفع هيلارى فى حالة فوزها بالانتخابات الرئاسية لمصالحة تعيد الإخوان للمشهد السياسى مجدداً ؟

 

تبدو المعركة الانتخابية الدائرة بين هيلارى كلينتون ودونالد ترامب واحدة من اغرب المعارك الانتخابية فى تاريخ أمريكا فعلى عكس كل الانتخابات السابقة التى كان يحسمها اللوبى اليهودى هذه الانتخابات ربما سيحسمها اصوات الاسلاميين فى امريكا سلباً أو ايجاباً ... حيث تشهد الانتخابات استقطاباً حاداً بين مرشح لا يترك مناسبة إلا وأطلق النار على الاسلاميين حتى صار " ترامب " موصوفاً لدى العديد من الجاليات الاسلامية بالعنصرية وبين مرشحه " هيلارى كلينتون "  تستعين بشخصية لغز بجذورها الإسلامية الموصولة والممتده إلى الأب الروحى لهذه الجماعات وهو أبو الأعلى المودودى لجذب اصوات الإسلامين اليها..هذه المرأة اللغز هى  «هوما عابدين»، رئيسة حملة هيلاري كلينتون الانتخابية، المسلمة من أصول هندية، والذى صارت  مثار جدل كبير في أميركا، نظراً كما اشرنا إلى أن والدها احد كبار الناشطين الاسلاميين في الغرب ونشأ في جماعة ابي الاعلى المودودي في الهند احد منظري الحركات الاسلامية في العصر الحديث.. و قد كان لـ " هوما" الدور المحورى فى دفع هيلارى لمناصرة الإخوان المسلمين عقب ثورة 25 يناير والدفع بهم للسلطة فما هى قصة هذه المرأة اللغز وعلاقتها بالإخوان وبدوائر صنع القرار فى أمريكا أسئلة نجيب عنها فى السطور التالية :-

 

علاقات متشعبة

فى البداية وحسب المعلومات المتاحة نشير إلى أن " هوما" رئيس حملة هيلارى هى أبنة د.سيد زين العابدين، مؤسس مركز شؤون الأقليات المسلمة ببريطانيا، ورئيس تحرير مجلتها التي تدار حالياً من قبل زوجته صالحة محمود عابدين.

ولد سيد زين العابدين في مدينة نيودلهي الهندية في أبريل 1928، وعاني في حياته من إعاقة جسدية، إثر سقوطه من على ظهر الخيل بعد إتمامه دراسة الماجستير، توفي في عام 1993.

أنجب سيد زين العابدين من زوجته «صالحة» 4 أبناء، هم: (حسان، هوما، محمود، وهبة)، الابن الأول لهما، هو أحد أعضاء مجلس الأمناء بمركز «أكسفورد للدراسات الإسلامية» ببريطانيا (معهد مرتبط بجامعة أكسفورد تأسس عام 1985م، إضافة إلى شقيقته «هبة عابدين»، والمقيمة بمدينة نيويورك، شاركت في هيئة التحرير لمجلة «شؤون الأقليات المسلمة»، لتشغل موقع «هوما» في هيئة التحرير، الذي أصبح فارغاً عقب انضمامها إلى فريق «هيلاري كلينتون» في 2008.

و من الأمور التى لا خلاف عليها أن والد «هوما عابدين» رئيسة حملة كلينتون عضو الجماعة الإسلامية وتتلمذ في مدرسة المودودي وهى جماعة تشبه جماعة الإخوان المسلمين بمصر وربما يفسر هذا دفع " هوما" لإقناع هيلارى بمساندة الإخوان المسلمين لحكم مصر ،  وبحسب المعلومات أيضاً فأن  والد هوما زين العابدين انضم  لعضوية عدد من المراكز الإسلامية في بريطانيا والولايات المتحدة من بينها مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية، يضم ضمن مجلس أمنائه أبو الحسن الندوي رئيس دار العلوم (ندوة العلماء) ورئيس أكاديمية الأبحاث والمنشورات الإسلامية في الهند، إلى جانب د. يوسف القرضاوي، رئيس اتحاد علماء المسلمين، إضافة إلى أسماء مختلفة من علماء الهند وباكستان، أو من يمكن تسميتهم بـ(الندويين) جماعة ندوة العلماء.

 

"هوما" من السعودية لامريكا

و رغم أن  " هوما عابدين " رئيسة حملة هيلارى كلينتون الرئاسية هى مسلمة من أصول هندية، إلا أنها ولدت في أميركا في 28 يوليو 1976 في كالامازو بميتشغان لوالدين هاجرا إلى الولايات المتحدة ثم انتقلا إلى جدة بالمملكة العربية السعودية عندما كان عمرها سنتين؛ الأب محمود عابدين هندي شغل منصب أستاذ في جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية في أوائل السبعينيات، والأم باكستانية اسمها صالحة، عملت أستاذة مشاركة في علم الاجتماع في كلية دار الحكمة في جدة.

بعدما أنهت هما دراستها الثانوية بأحد المدارس العالمية بجدة، تدربت لمدة قصيرة في صحيفة "عرب نيوز"، وقررت بعدها العودة للولايات المتحدة لإكمال دراستها الجامعية في جامعة جورج واشنطن.

عملت عابدين في البداية موظفة في معهد شؤون الأقليات المسلمة (IMMA)، وفي 1996 التحقت بفريق السيدة الأولى في البيت الأبيض هيلاري كلينتون أثناء رئاسة زوجها بيل كلينتون، ورافقتها إلى مجلس الشيوخ، وعملت نائبة رئيس الموظفين لديها عندما شغلت هيلاري منصب وزيرة الخارجية الأميركية.

كما شغلت هما منصب رئيسة الموظفين المتنقلة والمساعدة الشخصية لهيلاري أثناء حملتها للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2008، وعينتها نائبة رئيس حملتها في 2015 عندما أعلنت الترشح للرئاسيات عام 2016.

الزواج بالكونجرس

اعتبرتها مجلة تايم عام 2010 ضمن لائحة جيل جديد من القادة المدنيين تحت الأربعين سنة، ومن النجوم الصاعدة في السياسة الأميركية، وقالت عنها هيلاري في العام نفسه في حفل زواجها بعضو الكونجرس أنتوني وينر "لدي ابنة واحدة فقط، وإذا كان لي ابنة ثانية، لكانت "هوما". كما زارت والدتها بمدينة جدة بالسعودية عام 2011، مما أكد العلاقة الودية الكبيرة التي تجمع بين هيلارى وهوما .

هوما التى جرى اتهامها فى عام 2011، بأن لديها خلفية أصولية، وجرى الحديث عن وجود علاقة عميقة  بين أسرتها وجماعة الإخوان المسلمين، ووصل الأمر إلى أن طالب نائب المفتش العام في وزارة الخارجية بفتح تحقيق في هذا الشأن، ومدى تأثير هذه العلاقة المفترضة على سياسة وزارة الخارجية.

لكن أعضاء من مجلس الشيوخ من الديمقراطيين والجمهوريين استبعدوا ذلك ودافعوا عن عابدين، وقال جون ماكين "هذه الادعاءات ليست أكثر من هجوم لا مبرر له ولا أساس له على امرأة شريفة متفانية وموظفة عمومية مخلصة".

كما دافع عنها الرئيس باراك أوباما، في حفل إفطار رمضاني أقيم بالبيت الأبيض، قائلا "أميركا تفتخر بمسلمات من طالبات ومعلمات ومحاميات ومقاولات ومجندات، بينهن عابدين"، وأضاف "عملت من دون كلل في البيت الأبيض ومجلس الشيوخ ووزارة الخارجية، حيث نفذت عملا استثنائيا في تمثيل أميركا والقيم الديمقراطية، لذا تستحق امتنان الشعب الأميركي".

زوج لعوب

وما كادت هوما عابدين تخرج من دوامة الحملة الإعلامية والسياسية ضدها، حتى انفجرت في وجهها فضيحة أخلاقية بطولة زوجها اليهودى  أنتوني وينر حيث تم الكشف عن إرسال وينر صورا ورسائل قصيرة لمغازلة سيدات عبر موقع تويتر، مما اضطره لتقديم استقالته من مجلس الشيوخ.

وقد عرف زوجها بمساندته إسرائيل، ومطالبته بفرض عقوبات على المملكة العربية السعودية عقب أحداث سبتمبر 2001، وبتأييده غزو العراق عام 2003.

وتمثل " هوما عابدين " أهم ورقة أخوانية لتواجد الجماعة داخل البيت الأبيض بهدف المزيد من الضغوط على مصر و مساعدتهم فى العودة للسلطة فى مصر من جديد من خلال مصالحة تعيدهم للمشهد السياسى مجدداً .