جريدة النهار المصرية

سوشيال المشاهير

رحلة الـ10 سنوات للبحث عن صديقة الطفولة.. هكذا أخرج ”فيسبوك” ”فرح” من كآبتها

-

تجلس على مكتبها أمام جهاز الكمبيوتر، لترتيب مهام عملها التي ستنجزها خلال هذا اليوم الكئيب، الذي لم يختلف عن سابقيه، بعد أن خذلها من كانت تظنهم أصدقاء.

صوت إشعار رسالة جديدة على الـ"فيسبوك"، يكسر صمت اليوم الكئيب، بها صورة لـ"فرح" منذ أن كانت في المدرسة الإبتدائية، أرسلتها لها إحدى زميلاتها في العمل، وجدت الصورة على موقع التواصل الاجتماعي لتشابه اسم صاحبة الصورة دون أن تعرف أنها هي "فرح" نفسها.

الصورة ضمن منشور لبعض الفتيات يبحثن عن صديقة طفولتهن في مدرسة "الفاروق للغات" بمصر الجديدة، "فرح علاء"، والتي تركتهن منذ عشر سنوات، وهن في الصف الأول الإعدادي، لظروف عائلية.

ظلت ذكرى "فرح"، عند صديقات طفولتها، حية، يبحثن عنها طوال تلك الفترة الطويلة بكل السبل الممكنة، إلى أن أصابهن اليأس. ومع ظهور موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك"، تجدد أملهن في إيجادها، وبحثن عن اسم صديقتهن القديمة داخل الموقع، الذي يضم ملايين الحسابات حول العالم، إلا أن تشابه الأسماء جعل الأمر أصعب مما تخيلن، ثم تطورت الفكرة إلى إنشاء "جروب" "البحث عن فرح علاء صديقة الطفولة"، ومعه صورة لـ"فرح" وهي بجوار صديقاتها في المدرسة.

وفي الوقت الذي كانت فيه فرح على شفى اكتئاب، بعد أن خسرت من كانت تظنهم أصدقائها المقربين، نجحن صديقات طفولتها في العثور عليها. وتقول فرح وهي متأثرة: "كنت حاسة إنى لوحدى وأخر مرة أدعى، كنت ساجدة وبعيط وبدعى ربنا أنه يبدلنى خيرا عن ناس خذلونى وعن الوجع اللى جوايا، يعدي ساعة والاقى كم المسجات والناس اللى بتقولى أن صحابك بيدوروا عليكي وقلبين الدنيا".

 نرمين مجدي، معيدة في كلية هندسة جامعة مصر الدولية، ومي كامل، خريجة كلية الصيدلة جامعة القاهرة تعمل في أحد شركات الأدوية، وراجية القرشي خريجة فنون تطبيقية ومعيدة بالمعهد العالي للفنون التطبيقية، ودانية المنصور طبيبة أسنان، وسارة أيمن، تعمل فى شركة استيراد وتصدير، كن مثل فريق تقودهن ألاء لبيب، بدأن رحلة البحث عن صديقة طفولتهن،  ليكن المعنى الحقيقي "الصديق الزين" الذي ذكره صلاح جاهين.

لم تكن الفرحة تسع آلاء، التي تعمل Lead Teacher في أحد حضانات الأطفال، في أول مكالمة هاتفية مع فرح، التي لم يتغير صوتها منذ آخر لقاء يجمعهما في "حوش" المدرسة، الذي حمل الوعد الذي لم تنساه آلاء "لازم نبقى نتقابل".

فبدأت آلاء رحلة البحث، وهي في الصف الأول الثانوي، كانت تسأل أصدقاء المدرسة المقربين في دائرة مغلقة، تحاول كل عام تفتح "الأوتوجراف" الخاص بها، تقرأ كلمات صديقتها الصدوقة منذ عامها الأول بالمدرسة، تفتحه وهي تأمل في أي معلومة تفيدها، مرت السنوات ودخلت الجامعة، وبدأت الدائرة تكون أكثر اتساعا بها، فأصبحت تحكي لأصدقاء الجامعة عن فرح.

في الخطوة الفاصلة، أنشأت آلاء حسابا على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وبدأت طريق جديد للوصول إلى فرح، جمعت أصدقاء المدرسة القدامى، وبدأت تسأل وتكتب على صفحتها الشخصية، عن صديقتها وأنها تريد الوصول لها، تعليقات متباينة بين السخرية والمساعدة الحقيقة.

"كان عندي إصرار رهيب إني أفضل أدور عليها"، قالت آلاء لـ"النهار"، نشرت بعد ذلك صورة منذ المرحلة الابتدائية، وسألت في جروب "حد يعرف" كأكبر تجمع لفتيات بمصر على موقع التواصل الاجتماعي، الذي قابله اهتمام كبير، ونشرت الكثيرات الصورة مما دفعها من إنشاء جروب آخر للمساعدتها "البحث عن فرح علاء صديقة الطفولة"، حتى أخبرتها أحد المتواجدات أن هناك صلة قرابة تربطها بفرح.

وتابعت آلاء: "مكنتش مستوعبة أزاي كدة، أنا بكلمها ولاقيتها"، ووجهت كلمتها لصديقة الطفولة "يا فرح أنا مش هسيبك تاني وأنت حرة".

"دي أحلى حاجة حصلتلي في حياتي"، هكذا وصفت فرح سعادتها التي لم تتوقعها أبدا، "عايزة أقولهم شكرا على أحلى إحساس خلونى أحسه فى حياتى، وإصرارهم إن هما يلاقونى بعد كل السنين دى خلانى أحس أن أنا ربنا راضى عنى علشان زرع حبى فى قلب ناس بعيد عنى بقلهم سنين كتير قوى ورزقنى بيهم فى أكتر وقت كنت محتجاهم فيه، بس مكنتش متخيلة أن ربنا هيرزقنى بكل ده، ربنا يفرح قلوبهم زى ما فرحوا قلبى وخلونى اسجد لربنا باكية من الفرحة زى ما كنت بدعيله".