جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : كفانا طوارئ!

-
نحن نعيش في حالة طوارئ مستمرة بالإضافة إلي الطوارئ التي أصابت الناس والوطن في مقتل نتيجة حالات التخوف والإحباط والقلق التي أصابت الشعب بعد حالة التفاؤل القصوي بعد ثورة 25 يناير خاصة بعد إزاحة رئيس الطوارئ بالأقدمية مبارك ومهندسي وترزيىّ الطوارئ إلي سجن طرة ورغم محاكمة مبارك وحبسه في غرفة الطوارئ جاء قرار تفعيل حالة الطوارئ قبل انتخابات مجلس الشعب بأيام ليعيد للأذهان الصورة القبيحة التي حوصرت فيها مصر وشعبها بترسانة الطوارئ. ولا أعرف من هو صاحب إعادة الطوارئ إلينا في هذا التوقيت المهم، فالطوارئ تعني أن الشعب في حالة غيبوبة داخل العناية المركزة ولا يقدر علي الحركة والكلام، وهذا عكس الواقع الذي نعيش فيه الآن فبالرغم من حالة الانفلات الأخلاقي والإنساني والأمني الذي لايختلف عليها اثنان فإن القوانين العادية تحسم وترهب من يخالف القانون لو طبقت بقوة وسرعة.. ولكن المشكلة أن الحكومة الحالية هي الطوارئ بعينها وقاسم مشترك في كل الأزمات والمشاكل التي تمر بها البلد لأنها تتعامل بسياسة رد الفعل وليس الفعل بأن تكون صاحب القرار والضربة الأولي لمن تسول له نفسه- سواء أفراداً أو جماعات- أن يحرق هذا الوطن فعصام شرف كان المفروض عليه أن يكون الملف الأمني وترتيب البيت الأمني هو شغله الأول والأخير وبالتبعية تكون الملفات السياسية والاقتصادية ولكننا فوجئنا بظواهر وأزمات وأحداث لم تمر بها مصر من قبل حتي في أوقات النكسة والحروب ويتساءل الناس: الطوارئ لمن؟ للشرفاء والثوار والكتاب الذين يمثلون قافلة التحول نحو ديمقراطية واقعية تنعكس علي المواطن والوطن؟ فالنموذج المصري والشخصية المصرية لن تكون نموذجا تركيا أو إيرانيا بل ستكون نموذجا مصريا بخصائص وصفات مصرية. فالأحداث الأخيرة في انجلترا وحالة التخريب والسرقة والنهب وقطاع الطرق لم يتم مواجهتها بالطوارئ ولكن بتفعيل القانون والقوة والحزم والسرعة في تطبيقه في خلال أيام وليس سنوات كما يحدث عندنا فعندما تريد اغتيال أمة أو تفريغ ثورة من سلميتها وثوريتها ونقائها مثل ثورة 25 يناير اخترق القانون بالقانون. فالعيب ليس في القانون ولكن القائمين علي تطبيق وتفعيل القوانين فليس بالطوارئ يحيا شعب مصر وكفانا طوارئ في البيت والمستشفي والجامعة والبرلمان لأن زمن الطوارئ ولي، وعصر الحرية والإنسان هو الحقيقة والوجه الآخر لثورة الشعوب.. فلا حوادث بعد اليوم. فأنا ضد الطوارئ وأي طارئ بعد اليوم.وعجبي..!