جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب:«25 يناير» ثورة وطن

-

حان الوقت لنتجاوز هذه الخلافات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع حول ثورة 25 التى تستحق وصفها بأنها ثورة وطن أوقفت قطار التوريث وأسقطت سلطة شاخت فى موقعها وكشفت كافة الأقعنة، خاصة أقنعة تيار الإخوان الذى انكشفت عورته فى أقل من عام.. الأهم وبعد خمس سنوات من 25 يناير، الثورة، اتضحت الصورة ... صورة مصر كدولة راسخة بوظائفها الأمنية والتنموية عصية على السقوط وإن سقط نظامان فى هذه الفترة القصيرة نسبياً «نظام مبارك ونظام المرشد».
لقد تابعت خطاب الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى بهذه المناسبة الذى كان واضحاً وحاسماً وهو يقول: «إن مصر تحولت من وطن لجماعة، إلى وطن للجميع، من حكم يعادى الشعب وكل قطاعات الدولة، إلى حكم يحترم خيارات الشعب ويسعى جاهدا الى تحقيق آماله، ويضمن مناخا إيجابيا لعمل قطاعات ومؤسسات الدولة».

و«ما اعترى ثورة يناير ضُبِط فى 30 يونيو. فثورة يناير كأى عمل إنسانى يخضع للتقويم، وما اعترى تلك الثورة من انحراف عن المسار الذى أراده لها الشعب لم يكن من قبل أبنائها الأوفياء، بل جاء نتاجا خالصا لمن حاولوا أن ينسبوها الى أنفسهم عنوة، وأن يستغلوا الزخم الذى أحدثته لتحقيق مآرب شخصية ومصالح ضيقة، تنفى عن وطننا اعتداله المعهود وسماحته المشهود لها، لكن الشعب الذى ثار من أجل حريته وكرامته صوَّب المسار وصحَّح المسيرة، فجاءت ثورة 30 يونيو لتستعيد إرادة الشعب الحرة وتواصل تحقيق آماله المشروعة وطموحاته المستحقة».
لم يكن الأمر يسيراً ولا رخيصاً، بل كان صعباً وغالياً قدمت فيه مصر أرواح أبنائها من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة بالمئات شهداء بالإضافة لشهداء ثورتى 25 يناير و30 يونيو من المواطنين الذين  دفعوا حياتهم لكى تبقى الدولة يسقطون فى ساحة المواجهة حتى لا تنقسم مصر ولا تنكسر، ناهيك عن أن العدو الإخوانى والإسرائيلى والدولى يريد لها السقوط، وقد شاهدنا كيف يفدى الجندى زملاءه ووطنه فيلقى بجسده فى مواجهة السيارات المحملة بالمتفجرات ورأينا الأبطال من المصابين ممن بترت ساقه أو قدمه لا أمل له ولا مطلب إلا العودة من جديد لمواجهة غربان الظلام وخفافيش الضلال من الذين خربوا كل بلد دخلوه وسفكوا دماء الأبرياء فى كل وطن احتلوه. 
إن أرواح شهدائنا تستحق تحية احترام وتقدير وعرفان؛ فهم بحق  أرادوا لهذا الوطن تقدماً، ولشعبه عزة وكرامة، وبتعبير الرئيس السيسى فإن «تاريخ مصر سيظل يذكرهم بكل فخر واعتزاز»،  بتضحياتهم أنجزنا الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل التى توافقت عليها القوى الوطنية، واكتمل البناء الديمقراطى والتشريعى لمصر بانتخاب مجلس النواب الجديد، لتصبح مصر دولة مكتملة السلطات تدرك كل سلطة فيها دورها فى إطار من الاحترام الكامل للدستور. 
والحقيقة التى لا جدال فيها هى أن الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير أكدت وبجدارة أن 25 يناير ثورة وطن قادر على أن يصوب مساره ويحقق انتصاره على كارهيه من أعداء الحريات والكرامة الإنسانية.. ثورة تضاف بجدارة واستحقاق إلى أيام مصر الخالدة..  اتفق معها من اتفق واختلف حولها من اختلف، فمصر اليوم ليست مصر الأمس. تواصل مسيرتها على كافة المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتقتلع جذور الإرهاب وتحطم قلاع الفساد لتبقى مصر القوية الشامخة بلداً آمناً  قوياً عزيزاً.  تحية لشباب مصر ولجيش مصر ولشرطة مصر ولشعب مصر الذى يثبت فى كل الشدائد والأزمات محبته لوطنه، وعندما يواجه مفترق طرق فإنه يختار الوطن مهما كانت الإغراءات والمؤامرات الموجودة فى الطرق الأخرى.. وستبقى مصر هِبة اللهِ كما كانت من قديمِ الزمانِ.