جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: شكرا

أسامة شرشر رئيس التحرير
-

أثبت أهالى مدينتى سرس الليان ومنوف أن وعى الناخب المنوفى على قدر الرهان، فقد  راهنا أن المال السياسى والصوت العالى والبلطجة، لن يكون لها مكان فى منوف وسرس الليان، وكسبنا الرهان بفضل وعى هؤلاء الناخبين وذكائهم وقدرتهم على التمييز.

وبالرغم من ملايين الجنيهات التى تم إنفاقها من قبل بعض المرشحين المدعومين من رجال أعمال الحزب الوطنى المنحل كأحمد عز، أو بعض رجال الأعمال الحاليين مثل ساويرس، فإن المواطن المنوفى وعى للمؤامرات التى تحاك للوطن، وتصدى لهؤلاء

الفاسدين، ورفض أن يتم شراء صوته وذمته وضميره مقابل حفنة من الجنيهات، بل  أعلنها صريحة أنه مع من يقدر على تنفيذ طموحات الدائرة ومصالح الوطن.

وشرفنى أبناء مدينتى منوف وسرس الليان فى هذا السباق الانتخابى العنيف والصعب بمسئولية أن أكون خادمهم، ليس بالشعارات ولكن بإعادة العلاقة بين النائب والناخب لوضعها الطبيعى، وهى أن يأتى النائب إلى الناخب فى أى مكان، وليس أن يبحث الناخب عن النائب فى كل مكان، كما شرفنى أبناء الدائرة بالحصول على مقعد البرلمان، لتمثيلهم

فى مجلس النواب، وأعدهم أمام الله بأن أكون صوتهم تحت القبة وخادما حقيقيا لهم، أترجم على أرض الواقع ما فقدوه لسنوات طوال من خدمات هى حق قانونى وإنسانى لهم.

ولا أنسى بالطبع أن أتوجه بالشكر لكل أهالى منوف وسرس الليان الكرام، على مدى العناء الذى تحملوه فى دعم الحملة الانتخابية، سواء بوقتهم أو جهدهم، فلهم جزيل الشكر.

وأخص بالشكر شباب المدينتين الذين كان لهم جهد أكثر من رائع فى الوصول بالحملة إلى كافة الشرائح الاجتماعية، وكافة مناطق الدائرة، وكذلك على وعيهم السياسى- بالرغم من صغر سنهم- الذى جعلهم ينبذون أى وسيلة رخيصة لشراء الأصوات والذمم، بل   اتجهوا للطريق الأصعب وهو محاولة إصلاح ما أفسدته عقود طويلة من الفساد الإدارى والفساد السياسى بالدائرة، باختيار نائب قادر على تحقيق آمالهم وطموحاتهم، وتشريع قوانين توفر لهم فرص عمل وبيئة تشريعية ملائمة للحياة الكريمة.. فشكرا شباب منوف وسرس الليان.

كما أتوجه بالشكر إلى سيدات وفتيات منوف وسرس الليان اللاتى كان لمشاركتهن الكثيفة والفعالة الفضل الأول فى تحقيق المعادلة الصعبة، وهى النجاح فى الانتخابات البرلمانية، بدون دعم حزبى أو دعم مال سياسى، أو حتى دعم تيارات الإسلام السياسى، وهى  التيارات الثلاثة القادرة على الحشد فى مصر الآن، إلا أن نساء الدائرة رفضن أن يكن

أداة فى يد أحد فجاءت نسبة مشاركتهن مفاجأة صادمة لكل المتابعين والمحللين، كما جاءت اختياراتهن لتثبت أن وعى المرأة المنوفية قادر على تغيير مستقبل مصر والعبور بها إلى بر الأمان.. فشكرا نساء منوف وسرس الليان.

كما راهن الكثيرون على أن أقباط مصر تحركهم مشاعر طائفية، فحاولوا اللعب على هذا الوتر الحساس لتوجيه الناخبين الأقباط لمرشحى حزب أحد رجال الأعمال الأقباط، إلا أن موقف كنيسة منوف الأكثر من رائع كان لهم بالمرصاد، حيث أعلنت حيادها التام فى

العملية الانتخابية وطالبت رعاياها بضرورة اختيار الأصلح بعيدا عن أى انتماءات حزبية أو دينية، وهو ما كان له مردود السحر على العملية الانتخابية بأسرها، سواء من حيث المشاركة القبطية فيها أو من حيث ترجيح المرشحين.. فشكرا أقباط سرس الليان ومنوف.

وفى هذا السياق لا يمكن أن ننسى المشاركة الفعالة والدور الرائع الذى قام به ذوو  الاحتياجات الخاصة فى المدينتين، فقد راهن الكثيرون على أن الشباب وذوى الاحتياجات الخاصة والنساء لن يشاركوا فى العملية الانتخابية مما يجعل المنافسة محصورة بين مرشحى أحزاب المال السياسى، ومرشحى الأحزاب المتأسلمة، ويضيع فرصة أى مرشح  خارج هذه الدائرة، إلا أن المفاجأة الصادمة لهم جميعا أن هذه الفئات كانت هى الأكثر   فاعلية ومشاركة فى العملية الانتخابية برمتها مما قلب كافة الموازين وأفسد كل الحسابات

والادعاءات التى كان يتم الترويج لها على أساس أنها حقائق مسلم بها، وأفشل مخططات ومحاولات السيطرة على الحياة السياسية فى مصر من خلال المال السياسى والجماعات الإرهابية.. فشكرا لذوى الاحتياجات الخاصة.

وبعد هذا الشكر الواجب فإننى أتعهد أمام الله وأبناء الدائرة بأن أعمل جاهدا على تنفيذ البرنامج الانتخابى الذى اختارونى لأجل تحقيقه، وأن أكون صوت من لا صوت له، وسند من لا سند له، وأن أعمل على تحقيق آمال وتطلعات أهالى مدينتى سرس الليان ومنوف، سواء من الناحية التشريعية أو من الناحية الخدمية من خلال الرقابة على أداء الحكومة، ومحاسبة أى مسئول يقصر فى أداء واجبه كاملا، وأن أكون عينا لهم على المحليات التى استشرى فيها الفساد حتى أصبح هو القاعدة وأداء الواجب هو الاستثناء.

شكرا أبناء سرس الليان ومنوف..

وحفظ الله مصر من كل سوء.