جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

تخوف من تسرب نووى إيرانى يهدد بكارثة لدول الخليج

علاء الدين مصطفى -

يعود خطر مفاعل بوشهرى الإيرانى على الكويت إلى الواجهة من جديد بعد ان حذر رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض عبدالله العمرى من خطر يهدد دول الخليج فى حال حدوث زلزال زاغروس الذى يتوقع خبراء وقوعه خلال فترة قصيرة.
وقال إن هذا الخطر نابع من عدم صمود مفاعل بوشهرى الإيرانى أمام الزلازل القوية التى قد تصل قوتها إلى 7 درجات على مقياس ريختر كالذى ضرب باكستان وأفغانستان فى أكتوبر الماضى.
خبراء  فى المجال النووى اكدوا ان الملف النووى الإيرانى يشكل أكبر تهديد للكويت، علما بأن إيران ليست بحاجة إلى مفاعل نووى فى ظل البترول المتوفر لديها، إضافة إلى أن إيران وضعت هذا المفاعل فى مكان يخضع للهزات الأرضية والزلازل على الشريط الساحلى وجعلته فى مواجهة دول الخليج، لاسيما الكويت، وقد جاءت إيران بتقنيات روسية قديمة جداً ووضعتها كمفاعل نووى، وإذا كانت روسيا قد عانت فى الثمانينيات من مفاعل "تشرنوبل" فكيف تفعل إيران إذا حدث شىء مثل ذلك؟!
خبراء الزلازل اوضحوا انه فى حال سجلت جبال زاغروس زلزالاً تتفاوت قوته بين 7.5 و8 درجات فإن ذلك سيسبب كارثة كالتى وقعت فى تشرنوبل نتيجة الانفجار النووى، لافتين الى ان المنطقة التى تحوى مفاعل بوشهرى شهدت 3 زلازل قبل إنشائه كان آخرها عام 1968 بقوة 6.5 درجة.
وما يلفت النظر ان الزلازل التى تضرب الارض الايرانية بعد تشييد المفاعل ماهى الا  جرس انذار، عبرت الارض نفسها عنه بهزات عنيفة عدة منها زلزال بم 2003، وزلزال زهان 2012 ودشتى 2013 وزلزال سيستان وبلوتشستان 2013م ثم زلزال بوشهرى 2013 فى نفس المنطقة التى شيد عليها المفاعل النووى، الامر الذى يؤكد ان مفاعل بوشهرى شر فى سلميته وشر  فى عسكريته.
لقد وضع مفاعل بوشهرى الكويت أمام تحد كبير جداً، ظهر من خلال مطالبة الخبراء بأن ترفع الكويت هذا الملف الى مجلس الأمن من أجل إنهاء هذه المشكلة، لاسيما وان هذه المنطقة شهدت توترات كثيرة مثل الحرب الإيرانية العراقية وحرب العراق واحتلال دولة الكويت، ثم الحرب على العراق وتحرير العراق، ولا تحتمل أن تدخل فى توترات اخرى، لاسيما وإن كانت هذه التوترات توترات نووية، فالمفاعل النووى الإيرانى أكبر تحد يواجه الكويت ويجب عليها أن تتخذ إجراءات وقائية، وتشغل نفسها بهذه القضية.الخطر على الكويتتواجه الكويت خطر مفاعل بوشهرى حتى وان سلمنا جدلا أن هذا المفاعل للأغراض السلمية، فسوف يكون فيه الوقود النووى، ولا احد يأمن أى خطأ غير متعمد كما حدث فى "تشرنوبل" فأى تسرب وأى هزة أرضية وأى تسريب للوقود النووى من داخل المفاعل، لا شك أنه يشكل الخطر من ثلاثة محاور رئيسة؛ المحور الأول محور المياه، لاسيما وأننا نستهلك مياه البحر مياه شرب بعد تحليتها، وأى نوع من التلوث النووى لهذه المياه يصعب معالجته، بل يكون البحر بالنسبة للكويت وباء بعد التلوث النووى.الجانب الثانى: الإشعاعات المباشرة المنطلقة فى الهواء وفى الجو، وهذه الإشعاعات ستدمر المحيط بها وستقتل كل الأحياء وكل شىء يتنفس على الأرض.الأمر الثالث: انتقال الأتربة النووية؛ لأن أى انفجار نووى أو تسريب سوف ينقل لنا أتربة وغبارا نوويا محملا ومشبعا بالشوائب التى لها عمر افتراضى طويل، يصعب إزالته من البيئة بسهولة وتستمر عشرات السنين.
وهنا يبرز التساؤل: لماذا يترك المجتمع الدولى الدول التى تخاطر بحياة الانسان وتشيد مفاعلات نووية قد ينتج عنها دمار للبشرية؟
وهل تنتظر دول الخليج ان تحل الكارثة ثم تتحرك بعد فوات الأوان لاسيما وان الأدعية الدينية لم توقف الغبار النووى الذى قد يتسرب فى الهواء نتيجة خطأ بشرى وارد ليقضى على الأخضر واليابس لكل الدول المجاورة لإيران... فما بالك بالكويت التى يفصلها عن ايران مسافة 250 كيلومترا فقط.