النهار
جريدة النهار المصرية

مقالات

اسماء عصمت تكتب: بتوع شرق آسيا!!

-

بداية لابد أن اشير الى اننى مسلمة وموحدة بالله حتى لا يتهمنى احد باننى اسعى لنشر دين جديد او الترويج لفكرة مخالفة الاديان والمعتقدات، واضيف اننى طالما ناديت بأن الاخلاق والضمير من اهم عوامل المقاومة لاى سلوك لا انسانى او اجرامى، وليس بالاديان وحدها يتراجع الانسان عن ارتكاب الذنوب والمعاصى, وربما يكون الدين محددا للخطأ والصواب ويميز  الحلال عن الحرام, لكنه ليس بالقطع هو المانع لما نرتكبه من سلوكيات سيئة واخطاء جسيمة وذنوب لا تغتفر.
 لكن الاخلاق هى التى توجهنا، فمن كانت اخلاقه دمثة يبتعد عن ارتكاب المسىء لنفسه وللغير، ومن كانت اخلاقة معدومة يفعل ما يشاء.
هذه الكلمات كانت لابد ان تسبق ما انقله لكم خلال السطور التالية من مشاهداتى فى الفترة الاخيرة من افلام وثائقية وفيديوهات تدعو للسمو بالاخلاق وتنتشر بكثرة على شبكات التواصل الاجتماعى, ابطالها ليسوا مسلمين او مسيحيين او حتى يهودا لكنهم اشخاص ممن ينتمون لمجتمعات شرق اسيا, ممن يدينون بأديان وضعية كالهندوس والبوذيين. هؤلاء ابطال الافلام الاخلاقية التى احدثكم عنها.
المشهد الاول يبدأ لشاب عشرينى يسير فى الشارع ليفاجأ بمزراب “ماسورة لتصريف المياه من الشرفات” يلقى بمياه متسخة عليه صادرة من احدى البنايات وكان رد فعل الشاب انه نظر امامه فوجد إناء موضوعا به بعض الزهور فأخذ الاناء ليضعه تحت المزراب مباشرة ورحل.
مشهد اخر لنفس الشاب وهو يتناول وجبة فى احد المطاعم وجلس بجواره  كلب اخذ يلهث من شدة جوعه فاقتسم الشاب طعامه مع الكلب!
 المشهد الثالث لنفس الشاب عندما وجد بعض الاطفال يجلسون للتسول من اجل التعليم فاعطاهم اكبر عملة فى جيبه. الى هنا انتهى الجزء الاول.
ثم يرصد الفيديو ما آلت اليه الامور.. بعد فترة زمنية قصيرة الزهور التى ارتوت بمياه المزراب نمت وترعرعت, الكلب الذى تناول مع الشاب طعامه اصبح صديقا له ويقوم بتوصيله يوميا الى مكان اقامته، ونهاية الطفلة التى تسولت من اجل التعليم ارتدت زيا مدرسيا وعادت لتوها بعد يوم دراسى سعيدة بأنها اصبحت تلميذة.
يا لها من اخلاقيات سامية صادرة من “بتوع شرق اسيا” ممن لا دين لهم تؤكد ان الاخلاق والضمير هما الاساس فى توجيه السلوكيات.
أيقظوا ضمائركم واستدعوا اخلاقكم لتنالوا رضا الله؛ فالدين ربما يحدد لك الحرام والحلال ولكن الاخلاق والضمير يمنعانك من التجاوزات.