النهار
جريدة النهار المصرية

مقالات

ربيع عبد الحميد يكتب: كشف حساب رؤساء التحرير الجدد

-

تعالت الأصوات فى الآونة الأخيرة لتطوير الوضع المالى فى المؤسسات الصحفية القومية التى كادت تكون عاجزة عن صرف رواتب العاملين وإن كانت تبحث عن مصادر جديدة لتستمر فى صرف الرواتب والبدلات والأرباح بالرغم من الخسائر الفادحة التى منيت بها والاستنزاف الكاسح لإيرادات الاعلانات التى مازالت السند القوى للمؤسسات الصحفية التى تلف وتدور حول محور الخسائر ولا نكاد نرى الأمل القريب لعودة الريادة لهذه المؤسسات.
وحتى الآن ما زال الصمت القاتل عن محاسبة رؤساء التحرير الجدد الذين أمضوا فى خدمتهم أكثر من سنة قائما، وللأسف مازالت الاصدارات تستنزف الموارد المالية للمؤسسات ومعدل الربح ينحدر لأسفل وأغلب هذه الاصدارات لا تحقق رواتب العاملين بها مما يثقل كاهل المؤسسات وللأسف تمر هذه الكوارث دون محاسبة.
المفروض أن كل رئيس تحرير تقدم لرئاسة اصدار أن يكون قدم كشف حساب وخطة محكمة لا تخر الماء لكى يسعف الاصدار وتعهد أمام لجنة الاختيار من خلال ملف الأوراق الذى قدمه بالنهوض وزيادة المبيعات وأقنع اللجنة بقدراته الفائقة على ذلك فهو المبتكر والمجدد والخبير الذى سيحول الخسائر الى أرباح تنعش المؤسسات الصحفية وعليه تم اختياره والفرحة تعلو الوجوه لقدوم المنقذ الجديد.
لكن للأسف بعد الاختيار كان مصير هذه الملفات داخل الاظرف
الارفف يعلوها التراب ونسى المجلس الأعلى للصحافة ومعهم
رؤساء مجالس الادارات الصحفية المتابعة الجادة والمحاسبة
الشهرية لرؤساء التحرير حتى فتح المظاريف لتجديد الخطة
التى تم تسليمها من قبل وكأنه ضحك على الذقون أو تحصيل
حاصل، ورضى الجميع بالخسائر الواضحة كالشمس ودفن الرءوس فى الرمال.
ما المشكلة أن يفتح المجلس الأعلى للصحافة هذه الملفات المتخمة بخطط النهوض والارتقاء؟ ويرى هل حقق رؤساء الاصدارات ما وعدوا به وصعدوا بالاصدارات وحققوا الارباح طبقا لخططهم التى راهنوا عليها وأن يحاسب كل رئيس تحرير على عدم تحقيق الخطة ويطلب المجلس الحساب الختامى لكل اصدار من الادارات المالية لكل مؤسسة ويقارن بين مهارة الرئيس السابق والحالى ويستبعد الذى أخفق ويثاب الذى صعد بإصداره، لا عيب ولا خوف من ذلك.
ما المانع من استبعاد كل من أخفق واسناد الاصدار لغيره؟
وكلمة حق لن ينصلح حال المؤسسات الصحفية الا بعد المحاسبة لكل مسئول أخفق واستبعاده وأن يكون الحساب السنوى مستمرا ولا تترك المشاكل حتى تتفاقم مادام أمامنا الحلول والا نكتفى بالكلام والتصريحات العنترية التى ستهدم المعبد على الرءوس.