جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: البرلمان الحائر بين اللعب بالدين ودفع الملايين!

-

انتبه ايها الشعب الكريم الذى اسقط التتار والصليبيين، وكشف الاخوان والسلفيين، وكل المصريين غير الاحرار الذين باعوا ضمائرهم ووطنهم للامريكان مقابل حفنة من الدولارات.
اجتمع هؤلاء جميعا على هدف واحد تنفيذا للمؤامرة البرلمانية الجديدة وهو إرباك الدولة المصرية والهجوم على القوات المسلحة وإحداث شلل وفوضى فى مصر، ولكنهم لم يقدروا على تنفيذه بأموال قطرية وتركية وامريكية واخوانية لتقسيم مصر وتحويل سيناء الى امارة اسلامية، كان الجيش المصرى خير اجناد الارض لها بالمرصاد، فأفشل هذا المخطط الصهيونى لاسقاط الدولة المصرية.

وكان السيسى هو اللاعب الاول مع جيشه وشعبه فى كشف هذا الحدث الخطير والجريمة الكبرى، وفعل واسقط وواجه الاخوان فى موقعة 30 يونيو التى كانت طوق النجاة لمصر والمصريين وكانت رسالة للعالم أن الشعب المصرى عندما يريد لا تقف امامه اعتى اجهزة الاستخبارات او المعلومات، فهو شعب يجمع كل تناقضات البشرية وجينات وراثية بداخلها المقاومة والكفاح والنضال وفرز النوعيات والنماذج الوطنية وكشف الاشخاص الذين يأكلون على كل الموائد السياسية ويتلونون ويتاجرون بمعاناة الفقراء، حتى وصل الأمر الى ان يكونوا الوجه الاخر للاخوان، فهم يمارسون كل طقوسهم وتكتيكاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وغزوهم للمناطق الفقيرة بالزيت والسكر حتى تطور الامر فى عام 2015 الى استخدام «اللحمة» كوسيلة رخيصة لشراء اصوات الفقراء ومحدودى الدخل والمعدومين، وهم يتصورون للاسف الشديد أنهم بهذه الاموال غير المشروعة والطرق الملتوية واستخدام آلتهم الاعلامية من فضائيات وجرائد يستطيعون ان يتسللوا فى غفلة من معاناة المصريين ليحصلوا على الحصانة البرلمانية لينفذوا مخططهم ولعبتهم القذرة والمفضوحة والمكشوفة لدى الفقراء قبل الاغنياء.

عودة الإخوان

ونحن لا نتحدث او نلقى الاتهامات او نزيف الواقع او نطلق الشائعات الرخيصة لكسب الاصوات ولكن نستند الى حقائق ووقائع واسماء تم شراؤها وعرض عليها ملايين الجنيهات لكى تخوض الانتخابات كورقة ضغط على السيسى وعلى الحكومة لإحداث شلل كامل فى الدولة المصرية وارباك المشهد البرلمانى وإبطال دور المؤسسة التشريعية «البرلمان» من خلال التحكم فى اختيار رئيس وزراء مصر القادم حتى تظهر مصر امام العالم بأنها منقسمة وانها تعيش حالة فوضى برلمانية، فتهرب الاستثمارات دون رجعة وينهار الاقتصاد وتتوقف المشروعات القومية وتضرب فى مقتل، ويهرول المستثمرون فى الداخل والخارج الى الهروب بأموالهم واستثماراتهم من هذا البلد غير الآمن تشريعيا، فما لم يقدر التنظيم الدولى للاخوان ومرشدهم وأتباعهم على احداثه تقوم به القوى الليبرالية المتطرفة بالاتفاق مع السلفيين الجدد من خلال إحداث فتنة فى البلاد والعباد، فالسلفيون هم الامتداد العقائدى والتكوينى والتنظيمى والروحى للاخوان المسلمين، وكثير من القواعد السلفية كانت فى رابعة العدوية وميدان النهضة، والاغرب ان شباب السلفيين يدينون بالولاء والطاعة الى مرجعية الاخوان الدينية، وهذه هى الطامة الكبرى.

تناقض الأحزاب الدينية

والمفاجأة الكبرى هى ان بعض هذه الاحزاب الدينية كانت فى يوم ما إحدى ادوات الاجهزة الأمنية وكانت تدين لهم بالسمع والطاعة، وكانوا يعتبرون ان الخروج على الحاكم كفر وضلالة، ولكن اليوم اختلفت الصورة وتوحدت المصالح وتوافقت الاهداف ولكن الشىء الذى لم يختلفوا بشأنه هو اسقاط الوطن واضعاف المؤسسة العسكرية؛ وهذا هو الهدف البرلمانى طويل الاجل من دخولهم الانتخابات البرلمانية بقائمة وعلى كل المقاعد الفردية على مستوى الجمهورية، فهل يعقل ان يتم الزج بالاقباط فى قوائم السلفيين؟ وكذلك المرأة التى يعتبرونها غير موجودة فى الاصل بالنسبة لخوضها الانتخابات او حتى الخروج للتصويت او حتى الاعتراف بها كامرأة لها حقوق وعليها واجبات فهى بالنسبة لهؤلاء المدعين الجدد خارج الخدمة وصفر لا وجود له... هذه حقائق ووقائع يدركها الصغير قبل الكبير، فهم لا يعترفون اصلا بلعبة الديمقراطية والانتخابات ولا يعترفون بحق تداول السلطة ولا بالمواطنة ولا بحقوق المرأة؛ فلذلك هم يتحالفون مع الشيطان لتنفيذ خطتهم الجهنمية بكسر ارادة الشعب المصرى الذى لقنهم درسا فى 25 يناير و30 يونيو، فهؤلاء جميعا اتفقوا على الخلاص من هذا الوطن والتحالف مع الأمريكان وأردوغان لتحقيق مصالحهم ومخططاتهم، واقامة الدولة الدينية.

وعى المصريين حائط الصد

 فلذلك نحن ننبه.. الانتخابات فى المرحلة الاولى بعد أيام وسيفاجأ المصريون بكل انواع واشكال الدعاية وشراء الاصوات والذمم والشائعات وقلب الحقائق والوصول بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة إلى الصناديق الانتخابية، وها قد رأينا اليوم أحد الاتوبيسات المكشوفة الجديدة على مصر يسير على كوبرى اكتوبر وفى الدقى ويحمل الدعاية لاحد مرشحى القوى الليبيرالية، فلذلك نحن نراهن على ذكاء ووعى المواطن المصرى، ليس كلاما لكنه فعل، واتوقع ان الاحزاب ذات المرجعية الدينية كحزب النور ستمثل الجولة الاولى فى الانتخابات مفاجأة لها، وكذلك وجهه الآخر، أحد الاحزاب، ولن تتعدى نسبتها فى الشارع السياسى اكثر من 15 % وهذا اعلى تقدير مهما عرضت المليارات لشراء الاصوات والحصول على مقاعد فى البرلمان، لكنها اختفت ولم نسمع صوتها او رنينها او ضجيج قنواتها الاعلامية والصحفية ولم تتبرع لصندوق تحيا مصر الذى كان هو الاختبار الحقيقى لهؤلاء الخوارج الجدد الذين تحالفوا مع اعداء الوطن لتحقيق شهوتهم السلطوية والبرلمانية وتصدير صورة للعالم ان مصر غير آمنة، وهذا هو الهدف الحقيقى الذى فشل الامريكان والاخوان فى تحقيقه... فأفيقوا ايها الشعب الأبى العظيم فى كل نجوع وقرى ومدن ومحافظات مصر لأن الخطر القادم من هؤلاء الذين يلعبون بورقة الدين والذين يدفعون الملايين لشراء الحصانة البرلمانية، ولكنهم نسوا او تناسوا لغبائهم السياسى وعدم فهمهم لخريطة هذا الشعب وتضاريسه الصعبة ان المواطن المصرى رغم حاجته الاقتصادية وظروفه المعيشية الصعبة وارتفاع الاسعار ودفع فواتير باهظة، ورغم أنه لم يشعر- ونحن معه- حتى الان بمردود ثورته «عيش... حرية... عدالة اجتماعية» بشكل مباشر، إلا أن وعيه سيكون مفاجأة صادمة لهؤلاء، فلم يجن  «المواطن المصرى» حتى الآن شيئا بل للأسف الشديد فوجئ بظهور طبقة جديدة من رجال الاعمال تريد ان تحتكر المشهد السياسى والدينى لتعود بنا الى عهد الاحتكار وعهد لجنة سياسات الحزب الوطنى المنحل التى افسدت الحياة السياسية والبرلمانية والاجتماعية فى مصر المحروسة رغم ان الغالبية من قواعدهم الحزبية كانوا مضللين ومغيبين ولم يستفيدوا من شىء، مثل عامة الشعب، فلذلك احتكروا الهواء والماء والكهرباء والحديد والاسمنت وكل شىء قابل للاحتكار، فالمواطن بالنسبة لهم لا وجود له، فلذلك كانت رسالة السماء بأن هب هذا الشعب الأبى واسقط وسجن لصوص الوطن ولصوص ثروات وخيرات واموال المواطنين، الذين وصل بهم الفجور إلى اكل اموال ومعاشات وتأمينات اليتامى والغلابة والثكلى وذوى الاحتياجات الخاصة والسائقين واصحاب المعاشات الذين يبلغ عددهم 10 ملايين مصرى شريف دفعوا من عملهم ودمهم 600 مليار جنيه ولكن فوجئوا بأن حكومات الحزب الوطنى والحكومات المتعاقبة نهبت وسرقت اموالهم بل وزعت عليهم فى شكل مكافآت وحوافز وبدلات.

فساد مقنن

وما يجرى فى التأمينات الآن ما هو الا نموذج للفساد المقنن فى نهب وتشريد الاف السائقين بإلغاء معاشاتهم التأمينية ومفاضلتهم بين استمرار رخصتهم المهنية او قطع معاشهم رغم ما يعانونه من تهديد بالسجن نتيجة حصولهم على قروض لأبنائهم بضمان المعاش الذى لم يتجاوز 600 جنيه، ضاربين عرض الحائط بتعليمات الرئيس السيسى برفع تأمينات السائقين من 90 جنيها فى اول يوليو 2014 الى 600 جنيه، ولكن أبت غادة والى وزيرة التأمينات فى هذا التوقيت الصعب الذى يمر به الوطن ونحن على ابواب انتخابات برلمانية إلا أن تضرب هؤلاء الفقراء الشرفاء فى مقتل وتوقف معاشاتهم، فهذه صرخة من الاف السائقين ونداء من اكثر من 10 ملايين مواطن من أصحاب المعاشات ان تعود اليهم معاشاتهم وأموالهم حتى لا نقع تحت مطرقة الذين يتاجرون بالدين والذين يدفعون الملايين.

فهذه رسالتنا لوجه الله والوطن وهذا الشعب العظيم... واناشد المرأة والاقباط والشباب ان يشاركوا ويخرجوا ويدلوا بأصواتهم ويختاروا الأكفأ والاصلح لمصلحة الاجيال القادمة حتى لا يضيع مستقبل وطن امام اشباه رجال باعوا ضمائرهم ويريدون ان يبيعوا الوطن فى مزاد الانتخابات البرلمانية... اللهم قد بلغت...اللهم فاشهد... ويحيا الشعب المصرى الذى أذهل الأصدقاء قبل الاعداء.