روسيا تتأهب بمناورت مفاجئة.. والرياض تعتبر تسليح موسكو لدمشق تهديداً خطيراً

توقعت مصادر مطلعة أن يشهد الملف السورى تطورات كبيرة خلال الفترة المقبلة لحلحلة الأزمة الراهنة وتضافر الجهود فى مواجهة الإرهاب المتفشى فى سوريا والدفع قدما بمشاورات ومحادثات تفضى نحو الحل السياسى المنشود فى سوريا خاصة بعد تفاقم ازمة اللاجئين والنازحين ومخاطر الهجرة غير الشرعية.
ولفتت المصادر الى ان الدعم الروسى لدمشق وكذلك المساعى التى تقودها القاهرة" الرئيس الحالى للقمة العربية" على كافة الاصعدة تجاه الملف السورى، وكذلك الجولات المكوكية للمبعوث الاممى الخاص بسوريا ستيفان دى ميستورا والتى التقى خلالها المسئولين فى الحكومة وممثلى المعارضة السورية ربما تعطى مؤشرات لمبادرات جديدة خلال الفترة المقبلة نحو حلحلة الازمة التى دخلت عامها الخامس، وتجنبا لصراع واسع المدى على الاراضى السورية لخدمة اجندات خارجية.
كان الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية قد أكد أهمية مشاركة المبعوث الاممى الخاص بسوريا ستيفان دى ميستورا فى اجتماعات مجلس الجامعة العربية الأحد المقبل على المستوى الوزارى، معلنا ان الفترة المقبلة ستشهد مبادرات مهمة على الصعيد السياسى.
وفى غضون ذلك نقلت وكالة نوفوستى للاعلام الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها "إن روسيا لم تخف قط حقيقة تزويد سوريا بمعدات عسكرية بهدف محاربة الإرهاب."
وأضافت زاخاروف أن وزير الخارجية سيرجى لافروف أبلغ نظيره الأمريكى جون كيرى فى مكالمة هاتفية أن "الوقت سابق لأوانه" للحديث عن مشاركة روسيا فى عمليات عسكرية فى سوريا.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت فى وقت سابق أن وزير الخارجية جون كيرى عبر اثناء اتصال هاتفى مع نظيره الروسى سيرجى لافروف عن قلق الولايات المتحدة من تقارير عن زيادة الوجود العسكرى الروسى في سوريا.
وأضافت الوزارة "أوضح الوزير أنه إذا كانت هذه التقارير صحيحة فإن هذه الأعمال قد تؤدى إلى تصعيد الصراع وإزهاق المزيد من أرواح الأبرياء وتزيد من تدفق اللاجئين وتخاطر بحدوث مواجهة مع التحالف المناهض لتنظيم الدولة الذى يعمل فى سوريا."
وتابعت الوزارة ان كيرى ولافروف اتفقا على أن المناقشات بشأن الصراع فى سوريا ستستمر فى نيويورك فى وقت لاحق من الشهر الجارى.
إلى ذلك، أصدر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمرا مفاجئا لوحدات الجيش التابعة لـ"المنطقة العسكرية المركزية" قرب موسكو، لبدء مناورات بصورة فورية.
وعقب القرار الذى أصدره بوتين بصفته القائد العام للقوات المسلحة، دخلت الوحدات العسكرية المعنية، فى حالة تأهب، بحسب بيان وزارة الدفاع الروسية.
بدوره قال وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويغو، فى اجتماع مع قادة الجيش، إن عناصر من القوات الجوية والإنزال الجوى، التابعة لقطعات عسكرية أخرى، ستشارك فى المناورات المفاجئة.
ولفت شويجو إلى أن المناورات ستستمر حتى 12 سبتمبر الحالى، وسيجرى خلالها اختبار مدى جاهزية بعض الوزارات والمؤسسات الاتحادية، للعمل فى ظروف الحرب.
يذكر أن روسيا تجرى مناورات عسكرية مفاجئة منذ 2011، ترمى للحيلولة دون تراجع القابلية القتالية للجيش فى أوقات السلم، بحسب وزارة الدفاع الروسية.
وفى غضون ذلك اعلنت طهران وروسيا تمسكهما بحلول للأزمة السورية لا يكون الرئيس بشار الأسد خارج إطارها.
وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن بلاده تقدم لبشار الأسد فى سوريا دعما جديا بدءا من الأسلحة والمعدات، وصولا إلى إعداد وتدريب العسكريين، وتزويد الجيش بالمستشارين.
وفى واشنطن شهدت مباحثات الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكى باراك أوباما تناول الملف السورى.
وأكد وزير الخارجية السعودى عادل الجبير فى تصريحات عقب القمة أن الدعم العسكرى الروسى للأسد، إن صح، سيشكل تهديداً خطيراً.
وأشار لوجود مشاورات "مكثفة" فى الأسابيع الأخيرة بين الرياض وموسكو وواشنطن والمعارضة السورية المعتدلة بهدف ايجاد حل سياسى فى سوريا "يشمل رحيل (الرئيس السورى) بشار الأسد".

