النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

الجامعة العربية تدعو لتفعيل المقاطعة الاقتصادية لاسرائيل دعما لصمود الشعب الفلسطيني

هالة شيحة -

شددت جامعة الدول العربية اليوم على ضرورة تفعيل المقاطعة العربية للمنتجات الإسرائيلية تعزيزا لصمود الشعب الفلسطيني الذي يواجه أصعب مرحلة في تاريخه، ازاء  الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة  في القدس واقتحام المسجد الأقصى.

واعتبر السفير محمد صبيح  الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة  أن هذه المقاطعة تعد جزءا أساسيا من عمل الجامعة العربية وهي رسالة سياسية تعبر عن الرفض للانتهاك القانوني الدولي وميثاق الامم المتحدة والقرارات الدولية .   

جاء ذلك في كلمته امام أعمال المؤتمر الـ٨٩ لضباط اتصال المكاتب الإقليمية للمقاطعة العربية لإسرائيل، التي بدأت اليوم بمقر الجامعة العربية  وتستمر على مدى ثلاثة ايام ، برئاسة السفير محمد صبيح المفوض العام للمتب الرئيسي للمقاطعة ومشاركة ممثلي كل من  السعودية، وقطر، والإمارات، والعراق، ولبنان، والسودان، والمغرب، وفلسطين، وسلطنة عمان، واليمن، إضافة إلى ممثلين عن منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية.

وأكد صبيح، أهمية هذا الاجتماع الذي يعقد في ظل ظروف عربية ودولية صعبة وفي خضم معركة قاسية في فلسطين، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني  في مواجهة الاحتلال، مشيرا ان الولايات المتحدة الامريكية قاطعت كوبا خمسة عقود مستمرة والآن هناك تفاهم وتبادل للسفراء ورفع اعلام الدول.  

ولفت إلى أن المقاطعة ضد المنتجات الإسرائيلية تشهد تزايدا كبيرا على مستوى العالم، حيث ان هناك دولة احتلال تحتل الاراضي العربية والفلسطينية لأكثر من أربعة عقود وهو احتلال يختلف عن اي احتلال في العالم حيث انه لايريد للشعب الفلسطيني ان يبقى على ارضه و يريده ان يجتثه من جذوره وبالتالي يرفعون لنا " الدولة اليهودية" في ظل الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى بحماية الجيش واجهزة الأمن الإسرائيلية، والمحاصرة، والاعتقالات، بالاضافة الى تزوير أسوار المسجد الأقصى ووضع شعارات وهمية ليس لها علاقة بالعرب ولا المسلمين ولا المسيحيين وحرق العديد من المساجد وتمزيق القران وحرق الإنجيل .    

واشار صبيح، إنه لا بد من تفعيل المقاطعة العربية لمنتجات إسرائيل على أعلى مستوى إذ لا يمكن القبول بأن يكون موقف الغرب ومنظماته المدنية أقوى من الموقف العربي، داعيا في الوقت ذاته إلى إعطاء الأولوية للإقبال على المنتج العربي كأساس لبناء اقتصاد الأمة العربية وازدهارها.

ولفت، إلى ضرورة تعزيز الاتصالات العربية في هذا الإطار لتعزيز المقاطعة لإسرائيل حتى تتخلى عن عنصريتها، خاصة أن المقاطعة أسهمت في انهيار نظام الأبارتهايد في جنوب إفريقيا.

وأشار  صبيح إلى أن عدد الكنائس التي حرقت في الآونة الاخيرة ٢٥ والتي بعضها من فجر التاريخ والانتهاكات التي يقوم بها المستوطنين يوميا وقامت بما هو ابشع وهو حرق الانسان وهو حي وهي الجريمة التي ارتكبوها بحق الطفل الدوابشة الذي لم يكتمل عامه الثاني ووالديه وحرقهم كاملا حيث استشهد الوالد والطفل، وخرق الطفل المحمد ابو خضير مؤخرا وتم اعتقال ٥٠ شخص من أسرته، مشيرا ان هناك ١١ الف انتهاك في سنوات قليلة ولم يحاكم احد حتى الذين حرقوا عائلة دوابشة أطلقوا سراحهم بكفالة . 

وقال، ان هناك ٢٥٠ قرية فلسطينية تعاني من نقص المياه والعطش مؤكدا ان مصدر المياه فلسطيني وتباع بأربع اضعافها من خلال شركة إسرائيلية فلابد ان تكون المقاطعة العربية أشد من اي وقت مضى وضغطا لكل من هو عنصري لانتهاكاتها المستمرة للأعراف والقوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف الخاصة بحقوق الإنسان، إذ تعتقد أنها دولة محصنة ضد الإدانة والعقوبات.

وأكد ان مكتب المقاطعة يقوم بدوره بالتتبع والبحث وفق قواعد مقرة من خلال الجامعة العربية، وعلى أهمية تفعيل الحراك الشعبي العربي باعتباره الأقوى والأكثر تأثيرا، داعيا الجماهير العربية بأحزابها ونقاباتها واتحاداتها ان تحكم قبضتها في المقاطعة . 

ونبه صبيح  الى ان هناك عددا كبيرا من الدول يقاطع اسرائيل مقاطعة تامة حيث  أن التطرف الذي يمارسه العدوان الإسرائيلي يتطلب اتخاذ المقاطعة كأسلوب ورسالة سلمية للعمل على تصحيح الأوضاع والتصدي للظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني، والعمل على إعادة الأراضي المحتلة، وتنفيذ مبادرة السلام العربية التي تقضي بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعودة اللاجئين، مشيدا بالموقف الاوروبي الذي قاطع ايضا منتجات المستوطنات والتي هي مغتصبة ولا يجوز للمحتل ان يقيم عليها مصانع وينتج عليها منتج ثم يضع اسم اسرائيل عليها . 

وقال ان هناك خوفا في بنوك اسرائيل مما يسمى تسونامي المقاطعة العربية والدولية وأنها خطوة متقدمة الى الامام وأنها كلفت اسرائيل ٢٢ مليار دولار وأنها رسالة احتجاج لدولة مارقة خارجة عن القانون، وان الدول العربية اعطو كل التسهيلات لمبادرة السلام العربية والتي طرحت في قمة بيروت من قبل السعودية وان هذه المبادرة تطالب اسرائيل بالانسحاب من جميع الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧ وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد صبيح على انه لا تعامل مع اسرائيل الا عندما تلبي شروط مبادرة السلام العربية ولابد من  تفعيل المقاطعة العربية للمنتجات الإسرائيلية التي يتم تسريبها كرسالة مفادها بأنه لا سلام مع الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يقل عنصرية عن نظام الأبارتهايد العنصري الذي عانت منه جنوب إفريقيا.

وقال ان الإسرائيليين لا يريدون حلا، مشيرا  الى ان الشيء الغريب والمرفوض تماما هو ان مرشحين للرئاسة الامريكية يستنكرون المقاطعة العربية ويهددون باتخاذ إجراءات ضدها وعلى ضوء ذلك يجب على العرب ان يتخذوا كل الأساليب التي تقود الى السلام والاستقرار . 

من جانبه، شدد مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق السفير أنور عبد الهادي،  على ضرورة تفعيل مقاطعة المنتجات الإسرائيلية باعتبار ذلك 'مقاومة سلمية' إزاء ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات، لتكون رسالة مفادها بأنه لا تعاون دون تحقيق السلام.

وأكد عبدالهادي ان مكتب المقاطعة هو أساسي بالجامعة العربية لان قرارته فعلية، لان المقاطعة والتحدث بالقانون هو الاخطر على اسرائيل من الصواريخ، ونحن في فلسطين لا نرى التزام جيد بالمقاطعة . 

وناشد، الحضور بضرورة الالتزام الكامل بالمقاطعة ، موضحا ان كل شركة تتعامل مع اسرائيل بدولار هي تدفع ثمن الطلقة التي تضرب على الشعب الفلسطيني. 

وأكد ان السلاح المطروح الان هو التحدث بالقانون والشرعية الدولية وتفعيل المقاطعة، .

ووجه نداء بعقد اجتماع سريع لوزراء خارجية التعاون الاسلامي لضرورة تفعيل مكاتب المقاطعة في الدول الاسلامية حيث ان هناك قرار سابق  ولم يتم تنفيذه .    

ومن المقرر أن يرفع المؤتمر تقريرا بنتائج أعماله إلى وزراء الخارجية العرب في ١٠ سبتمبر المقبل لاعتماده.