جريدة النهار المصرية

حوارات

اللواء حسام سويلم فى لقاء نارى لـ”النهار”:رسالتى للرئيس: اضرب كل من تشتبه فى انتمائه للإرهاب

-

• ما وجهة نظر سيادتكم فى الطرق المثلى للقضاء على الإرهاب؟
• لا بد أولا من محاربته فكريا أولا والاقتداء بنجاح الدول الأوروبية فى مواجهة تيارات فكرية إرهابية لم تدم طويلا لأنها حاربتها فكريا، من بينها الألوية الحمراء فى إيطاليا والنازيون الجدد فى  ألمانيا واليابان أيضا بها منظمات إرهابية، ولكن عمر هذه المنظمات لم يدم لأكثر من 15 عاما فى حين نجد المنظمات والجماعات الإرهابية التى ترعرعت وتوغلت فى الوطن العربى وبعض الدول الأوربية أمثال داعش والقاعدة وجماعة الإخوان موجودة مذ القدم ولم يتم القضاء عليها ولم تنته رغم الضربات الأمنية الكثيرة التى وجهت لها على مر السنوات الماضية، وذلك بسبب بذورها الفكرية التى تزرعها داخل الشباب الصغار منذ أن يشبوا فى الحياة.
• وما الأفكار التى يعتمد عليها مروجو الأفكار الإرهابية فى العصر الحالى؟
- أولا هم يرفعون شعار الشريعة وتطبيق الحدود، وعندما نتناقش معهم ما الشريعة التى ترغبون فى تطبيقها، تكون إجاباتهم غير مطابقة للشريعة التى نادى بها الرسول الكريم والتى تمثلت فى إرجائه إقامة الحد على امرأة حتى تلد وترضع طفلها لعلها تتوب.
وأوجه رسالة إلى أقطاب الفكر التكفيري قائلا: "لو أردتم تطبيق الشريعة الإسلامية طبقوها على أنفسكم وأهل بيتكم أولا ولا تعسسوا وراء الناس فى بيوتهم".
 إن ارهابيى العصر الحالى يريدون تطبيق شريعة خاصة بهم توافق هواهم، حتى إن هناك كثيرا من الحكام فى عصور إسلامية مختلفة قطعوا الرءوس وأسالوا الدماء باسم الشريعة والحدود.
 فهناك واقعة شهيرة لسيدنا عمر بن الخطاب عندما جاء له رجل يطالبه بأن يقيم الحد عليه قبل الصلاة، فقال له عمر صلّ أولا.
 فاتى إليه بعد الصلاة فقال له:
هل صليت معنا؟ أجاب الرجل: نعم.
فقال له عمر: أأخبرت أحدا بما فعلت؟
قال له الرجل: لا.
قال عمر: استغفر لذنبك ولا تخبر أحدا من الناس.
واستتر بستر الله فإن الناس يعيرون ولا يغيرون والله يغير ولا يعير.
وما الدافع الذى يدفع بشاب لم يكمل عامه الـ17أو الـ18ليفجر نفسه أو يلقى بنفسه فى التهلكة؟! لأنهم يقنعونه بأنه فور تفجيره لنفسه سيجد نفسه أمام الحور العين وسيسكن الجنة وهذه بذور يتم زراعتها داخل عقول البشر لإقناعهم بتنفيذ العمليات الإرهابية.
للأسف زرع هذه البذور الفكرية المتطرفة داخل عقول البشر سيجد مفرخة لأمثال البلتاجى وصفوت حجازى ومحمد بديع، كل خمس سنوات يظهر امثالهم بيننا دون أن ندرك خطر هذا، فهذه هى القصة أنه لا توجد مؤسسة ترد على ما يتم من لعب بعقول الشباب الصغار.
وإذا رجعنا للعام الذى حكم فيه الإخوان نرصد ظاهرة واحدة وهى كتاب الصف الأول الثانوى الذى تم تغيير فيه كلمتى وطن ووطنية واستبدلتا بالانتماء للجماعة.
• هل يمكن للأزهر أن يقوم بدور لنزع هذه البذور؟
- فاقد الشىء لا يعطيه. كيف يقوم الأزهر بدور فى مقاومة الإرهاب وكل كتبه مليئة بالإرهاب، أليس القرضاوى الذى يصدر فتاوى بالتفجير أزهريا؟! أليس عمر عبدالرحمن الإرهابى أزهريا؟!
أليس عبدالبر مفتى جماعة الاخوان الارهابية تخرج فى الازهر أيضا؟!
ألم نشاهد دعوات الرئيس السيسي لهم بالتطويروالترشيد للخطاب الدينى؟ السبب أن كتب الازهر مليئة بكثير من الأفكار التى تدعو إلى أفكار على هذه الشاكلة.
وهذه الكتب بدلا من ان يطلق عليها كتب التراث، يجب تسميتها بكتب الطراش!
• وما هذه الكتب التى تمتلئ ببذور الإرهاب؟
- معظم الكتب التراثية التى تدرس فى الأزهر للمودودى وابن تيمية والألبانى فهؤلاء قمم فى التكفير والفكر المتطرف ويحضون على الإرهاب لماذا لا أرجع إلى الكتاب والسنة الصحيحة فى معاملاتى وسلوكياتى!
• هل التعليم والكتب الأزهرية بأكملها تحض على العنف؟
- هذا ليس كلامى لكنه كلام علماء تفقهوا فى العلم وقرأوا هذه الكتب مرارا وتكرارا
فكتب التراث الدينى مليئة بالبلاوى، واذا تم تغييرها فلن يصبح للأزهر قيمة بعد اليوم وهذا ما قاله من قبل الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى والشيخ مصطفى عبده والشيخ إبراهيم عبدالرازق.
وهناك مقولة شهيرة قالها "محمد عبده "لقد مكثت 40عاما أحاول تنظيف رأسى من وساخة الازهر، ولم أبلغ بعد مرادى من النظافة".
وأتساءل: لماذا يتم استبعاد أمثال الشيخ أحمد البدوى والشيخ إبراهيم الدسوقى أو الشيخ أبوالحسن الشاذلى كمجددين فى الحكم وتقدير سلوك الناس؟!
• ما التجديد من وجهة نظركم؟
- مثلا بعض الجاهليين والإرهابيين ينادون بتطبيق الحدود على المرتد فى حين أن الله عز وجل لم يقل فى كتابه إن هناك حدا للردة.
فهؤلاء يتبنون نظرية قتل المجتمع الكافر بدعوى أن الحاكم الذى يحكم المجتمع كافر ولا يطبق الشريعة الإسلامية.
• هل للإعلام دور فى مقاومة الإرهاب؟
- من أهم الجهات التى لابد أن تقاوم الإرهاب الإعلام الذى لابد أن ينشر الحقائق، فمثلا خطة الإخوان خلال العام الذى حكموا فيه مصر كانت "التمكين" كما كانوا يتوهمون.
وكان هذا هو مغزى خطاب مرسى فى عام 2012 فى مسجد عمرو بن العاص فى العيد عندما قال: نحن نعيد فتح مصر وندخل الإسلام لمصر.
• هل الضربات الأمنية وحدها كافية لمقاومة الإرهاب؟
- الإرهاب مستمر، فالضربات الأمنية عالجت جزءا واحدا وهو إعدام سيد قطب وإيداع الإرهابيين فى السجون، ولكن المفارخ شغالة وبتطلع. الشعب لازم يقاوم فالمصريين احنا 87 مليون فى حين هذه الجماعات مجمعة لا تتعدى 700 ألف شخص.
ليس لديهم وسيلة إلا عن طريق خلط الدين بالسياسة.
ولنتأمل العام الذى حكموا فيه مصر لم نسمع كلمة واحدة عن الهداية أو الشرع!!
واتفقوا مع أمريكا وقديما مع الإنجليز وسبق أن قالوا إن عيد ميلاد الملك يشبه المولد النبوى واشتغلوا مع الأحزاب وفجروا محاكم وقتلوا قضاة باسم الدين والشرع.. فمن هؤلاء؟!
• هل ترغب فى توجيه رسالة للرئيس السيسى؟
- بالفعل سبق أن خاطبت الرئيس السيسي من خلال وسائل الإعلام وطلبت منه ان يتعامل بعنف مع كل من يشك فيه أنه ارهابى.
وهذا ما فعله هارون الرشيد مع البرامكة الخونة والذين كانوا يرغبون فى السيطرة على البلاد فى ذلك الوقت.
ونكبة البرامكة أنهم كانوا من المجوس الذين دخلوا الإسلام وصلوا للحكم وتسلموا ولاية الدواوين ورئاسة الوزراء والجيش، وعلم هارون الرشيد أنهم أدخلوا النار إلى الكعبة، فقال مقولته الشهيرة "لو علمت يساره ما فعلته يمينه لقطعتها».
أقول للرئيس «طيح فى كل ما تشك فيه»، فمشاهد التخريب فى أبراج الكهرباء والقتل والذبح. لابد من المحاسبة العنيفة لأي إرهابى.
• التمويلات الخارجيه للجماعات الارهابية كيف يمكن السيطرة عليها؟
- مصر واجهت أكثر من مصدر من مصادر التمويل التى كانت تأتى من الخليج وبالفعل تم ايقافها، وتم غلق حنفيات تمويل الارهاب لكن التنظيم الدولى للاخوان موجود وينفق ويمنح داعش وغيره أموالا طائلة، ولكن انقلب السحر على الساحر والآن داعش يهاجم تركيا راعية التنظيم الدولى للاخوان.
• ما الاحتياطات الأمنية الواجب اتخاذها لحماية قناة السويس الجديدة من الضربات الإرهابية؟
- مصر محمية بإرادة الله وعونه ولكن المؤامرات التى تحاك ضد مصر كثيرة للإيقاع بها ولكن هناك العديد من الخطط الموجودة والمستمرة لحماية قناة السويس القديمة والجديدة من الضربات الارهابية.
• هل مشهد الطائرات الرافال أثار حفيظة أمريكا وسيجعلها تنتهج نهجا آخر تجاه مصر؟
امريكا ليس لديها سوى هدف واحد وهو رجوع الاخوان للحكم، وخطة امريكا 3 مراحل اول مرحلة كانت بتمكين الشباب الذين تدربوا فى صربيا تحت مسمى حقوق الإنسان من الحكم وقيادتهم وتوجيههم.
الخطوة الثانية ترشيح البرادعى لحكم مصر لتوجيهه بعد أن يكون رئيسا.
أما الخطوة الثالثة فكانت الرهان على الاخوان لتمكينهم من حكم مصر من خلال حكم الاخوان.
والان عندما لم تنجح امريكا فى خطواتها الثلاث وجدت ان الارهاب هو الورقة الرابحة لهدم مصر وبالتالى فمشهد الرافال كان مؤثرا للغاية فى قلوبهم لان مصر تقوى وتشتد.
• وماذا عن التعاون المصرى الروسى؟
- التعاون المصري الروسى موجود فلقد حصلت مصر منهم على طائرات وصواريخ عادية وصواريخ مضادة فالتعاون العسكرى السياسي والاقتصادى قائم كما ان هناك تقاربا بين الدولتين لحل المشاكل.
• بشار الاسد هل وجوده ايام حكم مرسى لمصر حقن مصر من مؤامرة الاخوان؟
- كل نظام يبحث عن مصلحته هناك الآن النصرة "اخوان" فى سوريا لمواجهة الاسد ومرة تتحد مع داعش ومرة تبعد عنه، ومصر لا يهمها سوى بقاء الدولة السورية كدولة "ماتتبعترش" زى ليبيا والعراق. وحدة الاراضى السورية سواء كان الأسد او غيره.
اذا كان الاسد مرفوضا دوليا وشعبيا فمصر تسعى للمحافظة على الدولة والجيش السورى، لأن انفراط عقد الدولة خطر ومصر بتتعاون مع روسيا للمحافظة على كيان الدولة، والسعودية اقتنعت بوجهه نظر مصر بعد عدة اجتماعات لتوحيد المواقف كلها ويتم وضع بشار الأسد امام مسئوليته، فلابد أن يرحل ثم ينبنى الجيش السورى وتكون هناك فترة انتقالية وانتخابات عامة والشعب ينتخب مثلما حدث فى مصر، "الشعب جاب الإخوان وبعد سنة مشاهم".
• الاتفاق النووى الايرانى الامريكى، هل يؤثر على دور مصر بالمنطقة؟
- ليس له أي  قيمة سوى انه يعبر عن تحالف امريكى ايرانى فى المنطقة، حتى ولو له قيمة، وعلى افتراض أن إيران امتلكت سلاحا نوويا هل من عام 1945بعد هيروشيما ونجازاكى استعمل سلاح نووى، هو فقط للردع. فالاتفاق مجرد محاولة لردع مصر والمنطقة العربية.
فهم يريدون فقط أن نخاف حتى يتمكنوا من سياسة التوسع الاقليمي همه كانوا مسيطرين على بيروت، ودمشق وبغداد وصنعاء، ويرغبون فى السيطرة على مزيد من العواصم العربية وهذا هو مغزى الاتفاق.