جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : موقعة البالون

اسامة شرشر
-
الدنيا مسرح كبير تشاهد فيها بالونات سياسية تريد أن تقفز علي المشهد السياسي وبالونات أمنية تريد أن تهدم المعبد وما عليه وتسقط مصر في دوامات عدم الاستقرار فنري الآن العجب العجاب فرقاً من البلطجية والخارجين علي القانون فوضوا أنفسهم أوصياء علي مصر وأصبحت ورقة شهداء التحرير جواز مرور لإحداث الفوضي والصدام وأسلوب الترويع والترهيب ضد أجهزة الأمن التي تتحمل أخطاء وخطايا حبيب العادلي ورجاله الذين أرادوا تدمير هذا البلد الآمن والبطئ في محاكمتم يعطي لهؤلاء الخوارج والبلطجية فرصة ذهبية للهجوم علي وزارة الداخلية ورجال الشرطة في عقر دارهم وكأننا أصبحنا نعيش في مسلسل يومي. لنري أن البلطجية يطالبون الجيش بحمايتهم من الشرطة وأمام حالة الفوضي والتسيب نجد الشعب المصري حائرا بين الشائعات المدمرة التي تجد لها أذانا صاغية وتتحرك وتدمر الأخضر واليابس وتعلن خروج المؤسسة العسكرية والحكومة علي مطالب الثورة وبين استخدام الردع والقوة لكل من يخرج علي القانون حتي لا تصبح هيبة الدولة مباحة ومستباحة والذي يجري الآن دليل عملي علي حالة البلد فالكل في حالة ترقب وخوف وحذر لأن المجهول القادم سيدخل مصر في طريق بلا نهاية ويقضي علي الأمل الذي عاش وتعايش في وجدان المصريين بعد سقوط النظام ومحتكريه فهل ستعيش مصر حالة أحكام عرفية إذا اصبحت لغة الرصاص والخروج علي القانون هي القاعدة واستخدام فلول المصالح الخاصة لأوراق الضغط من نفوذ وبلطجية ومال لإحداث خلل في المجتمع المصري.دعونا نحلل موقعة البالون التي كانت تحمل في طياتها دعوة ظاهرها الرقي والتحضر وباطنها القفز علي القانون والثوابت والقواعد الأخلاقية والمجتمعية فتكريم أسر الشهداء شيء يجعلنا جميعاً نضعهم فوق الرؤوس والأعناق وفي الوجدان لأنهم ضحوا بأبنائهم كشهداء فداء لتراب هذا الوطن ومطلبهم بالقصاص وسرعة المحاكمات لهؤلاء الخونة الذين تحالفوا مع الشيطان لتحقيق مصالحهم وهم الذين كانوا سبباً في اشعال الوقود الشعبي لإحداث التغيير في كل ميادين التحرير في كل محافظات مصر فالعادلي ورجاله سيظلون ورقة سوداء في تاريخ الشرطة وسيدخلون مزبلة التاريخ الإنساني والأمني فبدأ التكريم في مسرح البالون ومن هنا بدأت الحكاية جماعات تنتمي لجهات لها مصالح في احداث البلبلة تدعو أسر الشهداء للجهاد ضد رجال الشرطة والذهاب إليهم في عقر دارهم في وزارة الداخلية ومهاجمتهم والصدام معهم واحتلال ميدان التحرير وشل الحركة والحياة والهدف من ذلك هي رسالة إلي الخارج. أن مصر غير مستقرة وغير أمنة والبلد مضطرب وفيه عصابات ومافيا ومناخ الاستثمار به غير آمن ولن تحدث ديمقراطية أو انتخابات لأن الفوضي تسيطر علي المشهد العام في مصر حتي يصدقوا أن هذا البلد والشعب لا يستحق الديمقراطية والحرية ورسالة للداخل يجب أن يخرج الشعب المصري من كل محافظات مصر يشهر سيفه وسلاحه في وجه رجال الشرطة لأنهم امتداد للعصر البائد ويتعاملون بنفس الطريقة والعقلية الأمنية فوجب علينا الجهاد ضدهم وأن المجلس الأعلي العسكري يجب أن يسقطه لأنه متواطئ ويحمي فلول النظام السابق فتهتف هذه القلة المستأجرة من أصحاب المصالح بسقوط المجلس الأعلي العسكري والمشير طنطاوي.وأخيراً يطالبون أيضاً باسقاط عصام شرف واقالته و وزرائه لأنه لم ينفذ مطالب الثورة حتي تحدث فوضي في كل المجالات وتسقط مصر تحت وطأة هؤلاء المجرمين والبلطجية الذين احتلوا ميدان التحرير في منظر يدعو إلي الاستفزاز والاستنكار وهذا ما يريده البعض في الداخل وتتلقفه إسرائيل أولاً لتؤكد للأمريكان والأوروبيين رؤيتها ونظريتها في أن بقاء مبارك كان كنزا استراتيجياً لمصر ولها وللسلام والأمان فتدخل أمريكا اللعبة بطريقتها القذرة وأدواتها الاستخبارية لتحدث خللا واجهاضا حقيقيا للثورة لتنفيذ مطلبها الاساسي في المنطقة هو أمن إسرائيل ومصالحها السياسية والاقتصادية ولتقسم مصر إلي دويلات يسهل تنفيذ المشروع الأمريكي بسهولة من خلال رجالها مثلما فعلت في افغانستان قرضاي والعراق المالكي وشركاه فلابد من اسقاط أهم دولة محورية في المنطقة التي فاجأت أجهزتها الاستخباراتية وعملائها بثورة شعب لم ولن تحدث في تاريخ البشرية. وأخيراً ما الحل وما الخلاص من هذه السيناريوهات والفوضي التي نحياها وأصبحت تهدد مصر في امنها واقتصادها واستقرارها وشعبها وكيف الخروج من هذا المستنقع اليومي الذي جعل الناس تشعر بالاشمئزاز وتنفر من هذه الأساليب والطريقة التي يتعامل معها المنتسبون للثورة والتغيير.يا سادة الحل واضح وصريح هو تطبيق القانون بحسم وحزم وردع وعلي الجميع بدون طبطبة وتردد لأن الناس نفد صبرهم واتقوا شر الحليم إذا غضب أمام هذا الخزعبلات التي تريد أن تعود بنا للوراء كفاية يا سادة القانون هو الحل وليس قانون زينب. وشكر الله سعيكم.