النهار
جريدة النهار المصرية

مقالات

ربيع عبد الحميد يكتب : الأفاعى تبخ سمومها

-

‭ ‬ليس‭ ‬بجديد‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬موجات‭ ‬العنف‭ ‬والتدمير‭ ‬التى‭ ‬طالت‭ ‬القنصلية‭ ‬الإيطالية‭ ‬على‭ ‬أيدى‭ ‬أفاعى‭ ‬الجحور‭ ‬الذين‭ ‬يريدون‭ ‬جر‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬الحروب‭ ‬الأهلية‭ ‬والوقيعة‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬والشعب‭ ‬كما‭ ‬كشفت‭ ‬التسريبات‭ ‬الأخيرة‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الغربية‭ ‬وأيضا‭ ‬كشفت‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬نية‭ ‬إسرائيل‭ ‬الدخول‭ ‬فى‭ ‬اللعبة‭ ‬الطائشة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تجهيز‭ ‬لواء‭ ‬مدرب‭ ‬على‭ ‬فنون‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬الكوماندوز‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬لمساعدة‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذى‭ ‬ستطول‭ ‬أياديه‭ ‬إسرائيل‭ ‬التى‭ ‬يتعجب‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬احتراقها‭ ‬بنيرانهم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬وأن‭ ‬الدور‭ ‬عليهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ينتهوا‭ ‬من‭ ‬سيناء‭.‬

نقول‭ ‬لإسرائيل‭ ‬شكرا‭ ‬على‭ ‬جميلكم‭ ‬ولن‭ ‬ننساه‭ ‬لكم‭ ‬ونجاملكم‭ ‬فى‭ ‬المسرات‭ ‬فشعبنا‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬دحر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬فى‭ ‬سرقة‭ ‬حبة‭ ‬رمل‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬قطعة‭ ‬حجر‭ ‬من‭ ‬شوارعها‭ ‬وعليكم‭ ‬أن‭ ‬تطمئنوا‭ ‬أنكم‭ ‬بعيدون‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬نيران‭ ‬التطرف‭ ‬لأنها‭ ‬صناعة‭ ‬غربية‭ ‬لكم‭ ‬فيها‭ ‬أسهم‭ ‬كبيرة‭ ‬كما‭ ‬أنكم‭ ‬تابعون‭ ‬للحماية‭   ‬الأمريكية‭ ‬التى‭ ‬تمول‭ ‬وتدعم‭ ‬الدواعش‭ ‬وإخوانهم‭ .‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬مستغربا‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬بعدما‭ ‬أرسل‭ ‬الرئيس‭ ‬رسائل‭ ‬طمأنة‭ ‬للشباب‭ ‬عندما‭ ‬اتصل‭ ‬ليلا‭ ‬باللواء‭ ‬كامل‭ ‬الوزير‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬الهندسية‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ليبلغ‭ ‬الشباب‭ ‬فى‭ ‬حفل‭ ‬إفطار‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬الذى‭ ‬حضره‭ ‬شباب‭ ‬الجامعات‭ ‬المصرية‭ ‬لرصد‭ ‬الإنجازات‭ ‬بنفسه‭ ‬ومتابعة‭ ‬التجهيزات‭ ‬لحفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬القريب‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬اللواء‭ ‬كامل‭ .. ‬اتصال‭ ‬ليلى‭ ‬خاص‭ ‬عندما‭ ‬عرف‭ ‬الرئيس‭ ‬أننى‭ ‬سأكون‭ ‬مع‭ ‬الشباب‭ ‬غدا‭ ‬الثلاثاء‭ ‬قال‭ ‬فيه‭ ‬الرئيس‭ ‬يا‭ ‬كامل‭ ‬بلغ‭ ‬أولادى‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬ليس‭ ‬آخر‭ ‬مشروع‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬التنمية‭  ‬لكنه‭ ‬البداية‭ ‬فنحن‭ ‬عازمون‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬محور‭ ‬القناة‭ ‬بفرعه‭ ‬الجديد‭ ‬شرق‭ ‬بورسعيد‭ ‬وإنشاء‭ ‬ميناء‭ ‬العين‭ ‬السخنة‭ ‬وطريق‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬والعويجة‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬حارات‭ ‬لربط‭ ‬بورسعيد‭ ‬بشرم‭ ‬الشيخ‭ ‬ورأس‭ ‬محمد‭ ‬وإنشاء‭ ‬مطار‭ ‬دولى‭ ‬وسط‭ ‬سيناء‭ ‬ومزارع‭ ‬سمكية‭ ‬بمنطقة‭ ‬رومانة‭ ‬وبالوظة‭ ‬وتنمية‭ ‬شاملة‭ ‬لسيناء‭ ‬وربطها‭ ‬بالفرافرة‭ ‬وتوشكى‭ ‬وبير‭ ‬العبد‭ ‬وتحديث‭ ‬الطرق‭ ‬وإنشاء‭ ‬طرق‭ ‬دولية‭ ‬والابتداء‭ ‬باستزراع‭ ‬مليون‭ ‬فدان‭ ‬من‭ ‬الأربعة‭  ‬ملايين‭ ‬المعلن‭ ‬عنها‭ .. ‬وختم‭ ‬المكالمة‭ ‬بعبارة‭.. ‬حافظوا‭ ‬على‭ ‬بلدكم‭. ‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬دفع‭ ‬الأفاعى‭ ‬إلى‭ ‬بخ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬السموم‭ ‬والأحقاد‭ ‬لتعطيل‭ ‬المسيرة‭ ‬والدفع‭ ‬بالجهود‭ ‬بالبعد‭ ‬عن‭ ‬الإنجازات‭ ‬والانشغال‭  ‬فيما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬التفجيرات‭ ‬الذى‭ ‬تدفعه‭ ‬مصر‭ ‬ثمنا‭ ‬لرفعة‭ ‬الأوطان‭ ‬والالتزام‭ ‬بكتالوج‭ ‬المستقبل‭ ‬الذى‭ ‬سيضع‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬مصاف‭ ‬دول‭ ‬النمور‭ ‬الآسيوية‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يغشى‭ ‬أبصارهم‭ ‬ويجعلهم‭ ‬يتصرفون‭ ‬بحماقة‭ ‬الجرذان‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الصبيانية‭ ‬ستثنينا‭ ‬عن‭ ‬تكملة‭ ‬المشوار‭ ‬وليتهم‭ ‬يعلمون‭ ‬أنها‭ ‬الحوافز‭ ‬الضامنة‭ ‬للمضى‭ ‬قدما‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ .‬

وكانت‭ ‬لفتة‭ ‬مضيئة‭ ‬لخالد‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬وزير‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬دعوة‭ ‬شباب‭ ‬وفتيات‭ ‬الجامعات‭ ‬المصرية‭ ‬لرصد‭ ‬الإنجازات‭ ‬بأنفسهم‭ ‬فقد‭ ‬عبر‭ ‬الوزير‭ ‬فى‭ ‬كلمته‭ ‬عن‭ ‬قيمة‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬حفروا‭ ‬القناة‭ ‬بسواعدهم‭ ‬فهم‭ ‬شباب‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬والمهندسون‭ ‬والفنيون‭ ‬فهم‭ ‬المستقبل‭ ‬الذين‭ ‬سنراهم‭ ‬حاملين‭ ‬لواء‭ ‬الرفعة‭ ‬والتقدم‭ ‬لمواجهة‭ ‬التيارات‭ ‬العكسية‭ ‬التى‭ ‬تهب‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬بقاع‭ ‬العالم‭ ‬لتلهيهم‭ ‬عما‭ ‬يريدون‭ ‬لكن‭ ‬قلما‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬السواعد‭ ‬القوية‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الذين‭ ‬رأيناهم‭ ‬بأنفسنا‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لجريدة‭ ‬النهار‭ ‬شرف‭ ‬حضور‭ ‬الحفل‭ ‬رأيناهم‭ ‬يحفرون‭ ‬الصخر‭ ‬بأيديهم‭. ‬بارك‭ ‬الله‭ ‬فيهم‭ ‬فهم‭ ‬خير‭ ‬نبات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭.‬