أسامة شرشر يكتب : عفوا.. الصحافة فى خندق الوطن
دائما ما تدفع صاحبة الجلالة الصحافة المصرية ثمنا باهظا في مواجهة الإرهاب فكريا كان أو مسلحا، لأنها تكون عادةً في خندق الوطن، وصوتا للمواطن المصري في كل مكان، في الداخل والخارج.
ولكن الهجمة الشرسة من التنظيم الدولى للإخوان والأمريكان وأردوغان بعد قانون مكافحة الإرهاب والتي استغلوا فيها عدم مسئولية بعض الترزية الجدد وحاولوا أن يصنعوا أزمة أو فتنة بين الصحافة والشعب المصري، بل وصل الأمر إلى حد أنهم أرادوا أن يشعلوا مواجهة بين صاحبة الجلالة والنظام، عكست مدى البغضاء التي تكنها قلوبهم لجموع الصحفيين في مصر، ولكن جموع الصحفيين فطنت إلى هذه المكيدة المدبرة والمخططة بعقول خارجية وأدوات مصرية تحاول أن تعبث بالثوابت القومية، للشعب المصري، وصاحبة الجلالة التي هي ضمير وصوت المصريين في كل مكان.
فبمجرد صدور قانون الإرهاب، وبه بعض المواد المعيبة المرفوضة من الشعب قبل الصحفيين وخاصة المادة 33 قامت الدنيا ولم تقعد، وفجأة ظهرت جمعيات حقوق الإنسان في كل مكان، وتعالت الأصوات التي تزعم أن مصر تتجه إلى تقييد حرية الصحافة، وإغلاق أصوات الصحفيين، من خلال المادة المدسوسة التي وضعها أحد العباقرة من النظام القديم، ليعيد المشهد الذي كان يتم قبل ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو إلى المربع الأول وهو ظهور قوانين الليل في برلمان الحزب الوطني، التي يتم تفعيلها في غياب النواب لأنهم كانوا مغيبين وكانت الموافقة لمجرد الموافقة.
ويجب أن نسأل.. إذا كان الجميع الآن يتنصل من المادة 33، فمن وضعها إذا؟ ولماذا يريد إثارة أزمة بين الصحفيين والسلطة؟، ولماذا يشوه صاحبة الجلالة أمام الرأي العام؟!.
ناهيك عن ظهور المنظمات العالمية التي تدافع عن حقوق الصحافة مثل منظمة «مراسلون بلا حدود» والتي أصدرت بيانا تحت عنوان «السجن عامان للصحفيين الذين لا ينتهجون الخطاب الرسمي لنظام السيسي» فأصبحت القضية مختزلة في شخص الرئيس السيسي الذي سبب لهم نوعا من فقدان الوعى وخلط الحقائق والأوراق واستخدام أوراق مرفوضة وملفوظة من الصحفيين أولا والشعب المصري بأسره، وكأن القضية أصبحت مواجهة بين الصحافة المصرية ورئيس الجمهورية، وهذا هو القصد الحقيقي لـ»مراسلون بلا حدود» التي لم تتحرك عندما تم قتل الضباط من رجال القوات المسلحة في سيناء سواء في عهد مرسي، أو بعد استلام السيسي مقاليد السلطة من خلال إرادة شعبية حقيقية وليست إرادة مزيفة.
فإذا كانت الديمقراطيات في بلدانهم تقاس من خلال صناديق الانتخابات فالشعب المصري ضرب هذه الديمقراطيات في مقتل عندما خرج بالملايين في الميادين ليعطي تفويضا بمواجهة الإرهاب.
ولأن هذه المنظمات تتسم بالعنصرية والتمييز ولا تتسم بالموضوعية والمهنية والاستماع للرأي والرأي الآخر، وهذه أبسط قواعد اللعبة الديمقراطية التي صدعوا عقولنا بها، فإنها سارعت بنشر بيانها المعادي لمصر، دون تدبر أو انتظار لما تسفر عنه اعتراضات الصحفيين الوطنيين، ليظهر الأمر واضحا للعيان، إنهم يريدون إسقاط الدولة والجيش ولكن الجيش وجهاز الشرطة كانا لهم بالمرصاد، وكسرا المخطط الداخلي والخارجي لأجهزة استخبارات غربية لإعلان إمارة سيناء في العريش كما كان ينادي قادة الإخوان بأنه إذا لم يعد الرئيس المخلوع فستتعرض مصر إلى أقوى هجوم من كل إرهابيي العالم الذين تم تدريبهم وتمويلهم ومدهم بالأسلحة ووسائل الاتصالات لمحاولة إسقاط الجيش والشرطة، وأخيرا خلق فتنة بين الشعب والمؤسسة العسكرية من خلال قانون الإرهاب، الذي من خلاله حاولوا بث سمومهم وأفكارهم ومؤامراتهم لخلق أزمة جديدة بين الصحافة والنظام، والصحافة والرأي العام المصري، ولكن فطنة الجماعة الصحفية لهذه الفتنة التي في ظاهرها الديمقراطية وحرية الإعلام والتعبير ولكن باطنها هو كسرٌ للإرداة الشعبية والوطنية للقوات المسلحة وتصوير المشهد أن الصحافة المصرية في خطر وأن القوانين المقيدة للحريات هي نتاج لما يفعله الرئيس، ولكنهم لم يفطنوا لشئ هام هو أن الشعب والصحافة قرآ هذا المخطط فكان اللقاء بين المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، ونقيب الصحفيين، أقوى رد على أن هذا الخطأ المتعمد من خلال المادة 33 في قانون الإرهاب سيتم إلغاؤه أو تعديله، بحيث لا يكون هناك حبس مطلق للصحفيين المصريين في قضايا النشر، وهذا ما أكدته اللقاءات والاجتماعات والحوارات بين الجماعة الصحفية والحكومة المصرية.
وستنجح الجماعة الصحفية وحدها دون مساعدة مشبوهة من الخارج، في إسقاط أشباه القوانين التي تحاول أن تكمم أفواه الصحفيين الذين هم في خندق الوطن والمواطن والدرع الواقى لهذه الأمة، والذين كانوا هم في مقدمة مواجهة الإخوان رغم عمليات التهديد بالقتل والسحل والسجن والاعتقال ولكن لم يخش رؤساء التحرير والصحفيين المصريين من تهديدات الإخوان بعدم الانحياز للشعب وكانت الضربة القوية من الصحافة للتنظيم الدولى للإخوان حتى اتهم مرشدهم محمد بديع الصحفيين المصريين بأنهم سحرة فرعون.. ليأتي اليوم الذي تتبني فيه هذه المنظمات الغربية نفس خطاب الإخوان ويتصيدوا الأخطاء ليحولوا ما يجرى في مصر إلى أزمة وإظهار النظام على أنه نظام قمعى للحريات والصحافة وهذا عكس الواقع، ولكن «مراسلون بلا حدود» يجب أن يستقوا معلوماتهم من الواقع المصري، وأعتقد أن هذه أبسط قواعد الصحافة في العالم، وهي التحقيق الميداني والقراءة الحقيقية للشارع المصري، الذي يرفض محاولات العودة للماضي وكذلك يدعم أي محاولة للسيطرة على عمليات الاغتيال والسيارات المفخخة ولا نقول مقتل النائب العام فقط ولكن ما يجري في محطات المترو وأبراج الكهرباء والقنصلية الإيطالية هو عمل تنظمي إرهابي يجمع بين المحلية والعالمية ويحظي بدعم لوجيستي من أجهزة استخبارات عالمية لمحاولة وقف التنمية المصرية.
ونحن على مشارف أكبر افتتاح أسطوري في تاريخ العالم لقناة السويس، فإننا نحذر أنه كلما يقترب موعد افتتاح هذا المجري الملاحي العملاق الذي يعبر بصدق عن عبقرية المصريين يجن جنون التنظيمات الإرهابية، وتزيد عمليات قتل المصريين وعمليات استهداف رجال القوات المسلحة والشرطة الذين لقنوهم درسا لن ينسوه في سيناء إلى حد أننا تذكرنا حربي الاستنزاف وأكتوبر عندما استطاعت العسكرية المصرية أن تلقن الإسرائيليين دروسا في التضحية والفداء والذود عن تراب الوطن.. ولا أدرى ما ستقوله «مراسلون بلا حدود» عندما يتم تطبيق المرحلة الثالثة لخارطة الشعب من إعلان الجدول الزمني للانتخابات البرلمانية، وهل سيتحدثون عن نظام قمعي واستبدادي أم أن ما يجري في مصر هو نموذج حقيقي لرغبة المصريين للنهوض ببلدهم من خلال قائد هم من انتخبوه ليعبر عن المصريين في كل مكان.
فالسيسي أصبح للأمريكان وأردوغان والإخوان عقدة بلا حل، وما يجرى على الساحة المصرية من خطط ومشروعات واتفاقيات وانتظام في عدم قطع الكهرباء وما يجري في مصر من نهضة حقيقية جعلهم غير قادرين على توجيه اتهامات دون أن يكون مسخرة للعالم، ولكنهم كعادتهم يتنفسون كذبا حتى يصدقوا أنفسهم.. فعفوا الصحافة المصرية ستظل في خندق الوطن وصوت الشعب الذي يدافع عن آماله وآلامه ودوما وأبدا الصحافة المصرية مع الحاكم العادل.
حكايتى مع سعود الفيصل
يمثل الأمير سعود الفيصل جيلا لن يتكرر للدبلوماسية السعودية والعربية، فهذا الرجل هو امتداد للملك فيصل الذي كان يمثل شعلة في القومية والعروبة والإنسانية فهذا السعود امتداد لوالده ولكنني لا أنسي هذا الموقف عندما التقيت به في قمة الرياض عام 2007 عندما وقفت مع الوزير عمرو موسي والأمير سعود الفيصل في حوار امتد لأكثر من ربع ساعة حول معطيات القمة التي اعترف فيها الملك عبدالله أن الحكام العرب أخطأوا في حق شعوبهم فكان الحوار حول هذه الجزئية ولكن بعد 30 يونيو، كان هناك لقاء في باريس وكان هناك اتصال بالسفير أسامة النقلى أحد الحواريين وأخلص تلاميذ الأمير وهو يترجم رؤية الأمير سعود الفيصل من خلال المواقف والأسرار التي لم تعرف لدى الشعب المصري حتى الآن، وما عرف منها قليل وقليل، أهمها موقفه مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عندما قال له إن مصر خط أحمر ولا يمكن فرض عقوبات عليها من الاتحاد الأوروبي، ليكون بعدها اللقاء الصحفى الشهير بين سعود الفيصل ورئيس الجمهورية الفرنسية في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الدبلوماسية العالمية، والذي دعم فيه هولاند ثورة 30 يونيو .. وأكد النقلى لي شخصيا هذا الموقف الوطني الذي لا يمكن أن ينساه الشعب المصري بأسره لسعود الفيصل عندما طرح هذه المبادرة لتكون السعودية هي خط الدفاع الأول عن مصر، بل لقن خالد عطية وزير خارجية قطر درسا في الأخلاق والقيم وقال له إن مصر خط أحمر ولا يمكن أن تتم معاقبتها ونحن موجودون.. وهناك الكثير من الأسرار التي لم يتم الكشف عنها والتي تعكس عبقرية ونبل هذا الرجل.. فسعود الفيصل يمثل عبقرية الجزيرة العربية، ورؤية وفكر ونبض القومية العربية.
الوحدة الوطنية فى سرس الليان
في لقاء يعتبر من أفضل اللقاءات التي تجسد الوحدة الوطنية بعيدا عن الشعارات والكلمات ولكنها تجسيد حقيقي لإرادة المسلمين والأقباط في مدينة سرس الليان.
كانت الدعوة على مائدة الإفطار من مجدى منير وميلاد عبدالنور برعاية القس لوقا شفيق راعى كنيسة مارى جرجس بسرس الليان، والتي وجدت بها أكثر من 500 مسلم يتسابقون على مائدة الأب لوقا راعي كنيسة سرس الليان والإخوة من المسيحيين يستقبلون جموع أبناء سرس الليان وكان لي شرف أن أكون على مائدتهم ودار حوار بيني وبينهم أن هذه هي مصر قولا وفعلا فهي وطن نعيش فيه ويعيش فينا.