جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : استقالة شرف

-
جاء عصام شرف بشرعية الأمر الواقع للجماهير من ميدان التحرير ليكون أول رئيس حكومة في مصر منتخبا انتخابا مباشرا من الشعب من خلال صناديق ميدان التحرير في كل محافظات مصر وهذا ما افتقدناه علي مدار أكثر من 60 عاما لتكون ثورة 25 يناير أخطر ثورة شعبية في تاريخ المنطقة العربية، لأنها أعطت للمواطن المصري سلطته في اختيار من يريد وهذه السلطة للمواطن المصري ممثلة في ائتلافات شباب الثورة الحقيقي والأحزاب والنقابات والمنظمات الحقيقية والمجتمع المدني واحتضنتها الصحافة المصرية بكل توجهاتها لتكون الضامن الحقيقي لاستمرار ونجاح الثورة من المطبات السياسية والمرحلة الانتقالية فأصبح الشعب هو صاحب القرار الفعلي علي أرض الواقع الجديد، فقوانين الشعوب تعتبر مترجمة وتطبق علي أرض الواقع لأنها تراث إنساني فقضية تشخيص الحالة المصرية بعد سقوط النظام الاستبدادي وتطهير البلاد والعباد من الجراثيم السياسية والاقتصادية التي انتشرت في الدولة المصرية فأصابت مفاصلها وأركانها وقواعدها في مقتل فلم تتعرض بلد وشعب لحالة تجريف وتوريث ونهب وإفساد وفساد مثل ما تعرضت له مصر لا في التاريخ ولا في الجغرافيا السياسية، وتعتبر الحالة المصرية حالة فريدة بمفرداتها وعشوائياتها وعمليات النهب المنظم باستخدام كل الطرق المشروعة وغير المشروعة، وجاء الخلاص من الرب واستجاب لدعوات المقهورين والمظلومين من الناس لتظل البلد في رباط إلي يوم الدين، ولكن جاء شرف من ميدان التحرير وجاءت حكومته من مصطفي محمود أو خليط بين الاثنين، ولكن المشهد السياسي يجعلنا نطالب عصام شرف بتقديم استقالته في ميدان التحرير لتكون جمعة استقالة عصام شرف للشعب لعدة أسباب أهمها: كيف يوافق رئيس الوزراء علي قبول استقالة الدكتور يحيي الجمل النائب الوحيد لرئيس الوزراء ثم يعلن عن عدم موافقة المجلس العسكري فلماذا وافق أولا وهو يعلم أنه ليس صاحب قرار؟ فهو لايدير وليس صاحب قرار كرئيس حكومة علي وزرائه فأعتقد أن فاقد الشيء لا يعطيه.ثانيا: لماذا لم يرد عصام شرف علي المستندات الخطيرة التي نشرتها الزميلة صوت الأمة التي تتهمه في ذمته المالية وتطالب بالتحقيق معه؟ أين الشفافية والوضوح والصدق في التعاطي الإعلامي مع هذا الاتهام الخطير؟ ولماذا لم يخرج بيان من عصام شرف ليرد ويوضح حقيقة هذا الموضوع فكيف يقبل شرف رئيس حكومة ميدان التحرير علي اتهامه بالاستيلاء علي 150 ألف يورو؟ هذه فضيحة من العيار الثقيل تشكك في شخص عصام شرف ورفضه للتحقيق معه والمثول أمام النيابة العامة.وأخيرا هل تحول مجلس الوزراء المصري إلي مجلس من المستشارين التي تتضارب تصريحاتهم واختصاصاتهم، وماذا يفعلون وماهي صلاحياتهم واختصاصاتهم؟ فأصبحوا حكومة داخل الحكومة هي التي تقرر هل يحق لرئيس وزراء مصر أن يتنازل عن أراضي وحقوق شعب مصر ومازالت القضايا منظورة أمام جهاز الكسب غير المشروع وأخص قضية الشركة المصرية الكويتية التي استولت علي 26 ألف فدان زراعي في منطقة العياط وقام أحمد عبدالسلام قورة بمخالفة القانون والنشاط وتربح مليارات الجنيهات ورغم إصدار قرار بفسخ العقد بين الجهة المعنية بوزارة الزراعة، يقوم عصام شرف بعمل لجان للتسويات وفض المنازعات ويلتقي بالمستثمرين الكويتيين ويعدهم بإعادة الأرض إليهم وهم ليسوا طرفا في القضية فالأرض حق للشعب المصري ولم تقم الجهة المعنية ببيعها لمستثمرين كويتيين بل لمصري للأسف الشديد قام بالنصب عليهم ويهددوه بالتحكيم الدولي- بعبع المرتعشين علي كراسيهم- فنريد أيضا إيضاحا مكتوبة هل جئت يا دكتور شرف لتفرط في أراضي مصر في منطقة العياط وتعطي موافقة مبدئية علي حقوق ثابتة لمصر وقضية الشركة المصرية الكويتية منظورة أمام جهات التحقيق وإدارة الكسب غير المشروع؟ كل هذه التساؤلات التي ليست له إجابة حتي الآن وحالة الصمت التي يعيشها مستشاره الإعلامي الذي يكيل بمكيالين علي المستوي الصحفي والإعلامي، يرد علي ما يريد ويطنش على القضايا الخطيرة فقضية الشركة المصرية الكويتية هى خط أحمر للشعب المصرى وكذلك عدم رده على الاتهام الخطير لصوت الأمة هل عصام شرف نظيف آخر أم نظيف فعلاً وقولاً ؟