جريدة النهار المصرية

أهم الأخبار

”مصر القوية” يطلق دعوة جديدة للحوار ويحذر من ”دائرة العنف”.. ويقترح الإفراج عن المعتقلين.. وانفصال الإسلاميين عن العنف

-

أطلق حزب مصر القوية دعوة جديدة للحوار بين جميع أطراف المجتمع من خلال مقال لعضو مكتبه السياسي فكري نبيل، والذي نشرته الصفحة الرسمية للحزب، وتأتي تلك الدعوة بعد أيام قليلة من مبادرة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لما أسماه حلا للأزمة، والتي كانت تضمنت دعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتشكيل حكومة ائتلافية.

وقد قسم فكري نبيل المجتمع في مقاله لأربعة أطراف هي "النظام والإخوان والمعارضة وبواقي نظام مبارك"، ودعاهم جميعا إلى الحوار واصفا إياه بأنه الطريق الأفضل المتاح للجميع، داعيا إياهم لترك معاركهم من أجل المستقبل ومن أجل أنفسهم، مضيفا: "بعد تجربة كل المسارات بما فيها الأكثر دموية، أحسب أننا وصلنا للمرحلة التي يحسن أن ندرك عندها أننا جميعا يجب أن نتغير ونتفاوض من أجل عيش مشترك أو نهلك جميعا بمزايداتنا وأحلامنا التي لا تناسب إمكاناتنا".

وشدد عضو الحزب على أن بديل الحوار والتفاوض مرعب محذرا الجميع من الوقوع في "دائرة العنف" التى تطال الجميع ولا يسلم منها أحد.

وقال نبيل إن البداية يجب أن تأتي من جانب النظام بوقف ما وصفه بـ"الانتهاكات"، والإفراج عن جميع المعتقلين، وذلك من أجل بناء الثقة مع المعارضة وتهيئة الرأي العام للتحول المرتقب، لافتا إلى أن مثل هذه الإجراءات ستزيد من فرص بدء حوار شامل بين النخبة الحاكمة، ومعسكر النظام القديم متمثلا في مراكز قواه ورجال أعماله، بالإضافة إلى معسكر القوى الإسلامية متمثلا في قيادة الإخوان القديمة والحالية وحلفائهم، وكذلك معسكر المعارضة المشتتة. 

وشدد على أن الهدف من الحوار الوصول لتفاهم حول صيغة جادة تضمن مشاركة الجميع فى صنع المستقبل بما يحقق أقل معدلات فساد ممكنة وأعلى نسبة اندماج للجميع داخل النظام السياسي.

ووجه نبيل رسالة للبقايا نظام مبارك تخص ضرورة حرصهم على أن يتم الحوار بين الدولة والإسلاميين وأن يكونوا جزءا منه جاء فيها: "إن سرعة البدء في التفاوض تسمح لكم بضمان مساحات مقبولة في المستقبل".

وفيما يخص الإسلاميين فقد نبههم إلى ضرورة الاستجابة للحوار حتى لا يكون مستقبلهم "أسود"، وقال إن الحد الأدنى لأي تفاوض سيكون الحفاظ على تواجد كياناتهم بشكل شرعي مؤسسي مشارك في مؤسسات الدولة، وهو ما يزيد عن عصر مبارك حتى وإن اضطروا في بداية الأمر إلى الابتعاد عن المساحات التنفيذية في هيكل الدولة. 

وأضاف: "لكن الحوار لن يجد قبل أن تتبنى القوى الإسلامية موقفا واضحا يدين كل أشكال العنف ويضع فاصلا كبيرا بينها وبين الجماعات المؤيدة لانتهاج العنف بوضوح دون المواربة وأن هذه الخطوة لابد أن تكون تالية لإظهار النظام حسن النية بوقف الانتهاكات والإفراج عن المعتقلين، وإن سبق الإسلاميون بخطوة الانفصال عن العنف وجماعاته فنعم، ولكن سيظل عليهم التعامل مع النظام الدولي بشكل أكثر طمأنة والتعامل المؤسسي مع المجتمع وهيكل الدولة بشكل أكثر انفتاحا".

وأشار نبيل إلى أن المعارضة لا تملك ما أسماه "قوة الصراع" على الرغم من أنه تيار الأغلبية الشعبية غير القادرة على صياغة قوام متماسك لنفسها تستطيع به تمثيل مصالحها، لكنها الشريك الأهم لناتج أي حوار على المستقبل.