في حالات الحرب.. السبق الإعلامي والحياد ”ممنوع”.. الالتزام ببيانات الجيش”واجبة”.. واستراتيجيون: العراق احتلت بـ”إشاعة”

تعامل الإعلام العربي مع حادث سيناء بإسلوب المبالغة دون الرجوع لمصدر موثوق للتأكد من صحة الأخبار التي ينشرها، وكذلك الوكالات الأجنبية، والتي نقلت عنها المواقع الإلكترونية المصرية، وكأن الهدف منها هو إثارة الفوضى بين نفوس المصريين.
وحول دور الإعلام في تلك اللحظات وما المفترض أن يقدمه، قال سيد هاشم، المدعي العسكري الأسبق، إن الإعلام العربي والمصري الذي تعامل مع حادثة سيناء بنقله الأحداث من صفحات التنظيم الإرهابي أمر يعتبر "طعنة في صدر الوطن"، ففي هذا الوقت يجب على الإعلامي البحث عن مصدر موثوق لطمأنة المواطنين وليس لإرباكهم.
ولفت إلى أنه، بعض وسائل الإعلام التزمت الحياد واكتفت بنقل الحدث، هو تصرف خاطئ أيضا، فكان من الأولى أن تكون هذه الوسائل الإعلامية سنداً للجيش وللدولة في حالة حربها، وليس عملها على إضعاف القدرة القتالية للجيش وبث شائعات من صفحات التنظيمات الإرهابية.
وأضاف "هاشم" في تصريح لـ"صدى البلد" أن الشائعات وقت الحرب تضيف للعدو على حساب الوطن، فالعراق تم احتلالها بسبب إشاعة، مشيراً إلى أنه الحرب الشرسة التي خاضتها وسائل الإعلام هدفها إثارة الفوضى ليفقد الشعب ثقته في القوات المسلحة.
كما أكد المدعي العسكري الأسبق، أن التنظيمات الإرهابية لتحقق الانتصارات تعمل على بث الشائعات لتضعف خصمها، وهذا ما كانت تفعله وسائل الإعلام وتنقل عن مواقع تابعة للتنظيم.
وقال: "يجب على الإعلامي أن يكون سنداً لدولته أثناء الحرب والسلم ولا يقف على الحياد في هذه الأوقات، وأن لايروج لشائعات تخرج من تنظيم إرهابي".
ومن جانبه قال اللواء أحمد الغباري، مدير كلية الدفاع سابقاً، إن الإعلام الذي تتابع حادثة سيناء التي وقعت أمس الأول ظهر بوجهه الجاهل والعميل، لعدم رجوعه لمصدر بالقوات المسلحة وهو المتحدث العسكري للتأكد من صحة الأرقام الموجودة.
وأضاف "الغباري" في تصريح لـ"صدى البلد" أنه في قانون الجيش والقوات المسلحة "الإفصاح عن النتائج والخسائر في نهاية اليوم"، وليس أثناء المواجهة كما اعتمد الإعلام وتحدث على ألسنة مصادر مجهولة دون ذكر اسمها عملت على تهويل الموقف وتصوير جيشنا في أضعف صوره.
وشدد على أنه في حالات الحرب لا يجب الانسياق للسبق الإعلامي، حيث إن هذا التوجه غالبا مايكون ضد مصلحة الوطن، حيث تنشط الجماعات التي تبث أخبارا كاذبة كأحد أشكال النيل من عزيمة الجيش مصري، وكان على الإعلام التنبيه فقط بوجود حادثة في سيناء والتأكيد على المشاهدين أنه جار التحقق من مصدر عسكري بحقيقة ما يحدث.
كما أكد أن الإعلام عندما بث أخبار كاذبة عن أسرى جنود وسيطرة التنظيم الإرهابي عن منطقة معينة بسيناء كاد أن يجعل المواطنين يفقدوا الثقة في جيشهم الوطني، لافتاً إلى أن الإعلام تناول الحادث بشكل غير موضوعي وأفصح عن جهله.
أيضاً أكد اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، أنه وقت وقوع هجوم التنظيم الإرهابي على الجنود في سيناء كان على الإعلام العربي والمصري الرد ببيانات القوات المسلحة التي تصدرها عقب عمليات التصفية للإرهابين الموجودين بالمنطقة والموثقة بالصور لترفع من عزيمة الجيش وأبناء الوطن ولا تنساق وراء إشاعات وبيانات يبثها التنظيم الإرهابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف "مسلم" في تصريحات لـ"صدى البلد" أنه في هذا اليوم كان على الإعلام مسئولية كبيرة وهى أن يؤازر جيش بلاده ويرفع من عزيمته ويدعمه وأن يطمئن المواطن المصري، ويؤكد له أن جيش بلاده يحفظ أمنه واستقراره ولا يمكن أن يٌقهر أو ينهزم.

