جريدة النهار المصرية

حوارات

خالد‭ ‬حنفى‭.. ‬وزير‭ ‬ضد‭ ‬الفساد

اسامة شرشر -

على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬طوال،‭ ‬كانت‭ ‬طوابير‭ ‬الخبز،‭ ‬وأزمات‭ ‬أسطوانات‭ ‬البوتاجاز،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لأزمتى‭ ‬الكهرباء‭ ‬والبنزين،‭ ‬أسبابا‭ ‬رئيسية‭ ‬لرحيل‭ ‬الوزارات‭ ‬والحكومات‭ ‬المختلفة‭.. ‬وظلت‭ ‬الأزمة‭ ‬ممتدة‭ ‬بدون‭ ‬أى‭ ‬حل‭ ‬بسبب‭ ‬التخبط‭ ‬فى‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬والبيروقراطية،‭ ‬وكذلك‭ ‬بسبب‭ ‬سيطرة‭ ‬حيتان‭ ‬السوق‭ ‬السوداء،‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬على‭ ‬مقدرات‭ ‬الأمور،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬خالد‭ ‬حنفى‭ ‬حقيبة‭ ‬التموين‭ ‬فى‭ ‬حكومة‭ ‬المهندس‭ ‬إبراهيم‭ ‬محلب،‭ ‬كان‭ ‬إيذانا‭ ‬بانتهاء‭ ‬عهد‭ ‬الفساد،‭ ‬وبداية‭ ‬عهد‭ ‬جديد،‭ ‬تستطيع‭ ‬الحكومات‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬تتحرك‭ ‬وتضع‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬وكذلك‭ ‬أن‭ ‬تخفض‭ ‬الدعم‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يمثل‭ ‬عبئا‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بدون‭ ‬ضغوط‭ ‬شعبية‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬أزمات‭ ‬رغيف‭ ‬الخبز،‭ ‬أو‭ ‬أسطوانات‭ ‬البوتاجاز‭.‬

وفى‭ ‬ظل‭ ‬وضع‭ ‬متردٍّ‭ ‬لسلع‭ ‬تموينية‭ ‬رديئة‭ ‬ورغيف‭ ‬خبز‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الآدمى‭ ‬يقدَّم‭ ‬لفقراء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وتلال‭ ‬من‭ ‬الفساد،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬وجد‭ ‬خالد‭ ‬حنفى‭ ‬وزير‭ ‬التموين‭ ‬نفسه‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬خيارين‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬صامتاً‭ ‬ويحاول‭ ‬إصلاح‭ ‬ما‭ ‬أفسده‭ ‬الزمن‭. ‬أو‭ ‬يواجه‭ ‬التحدى‭ ‬باقتحام‭ ‬‮«‬عش‭ ‬الدبابير‮»‬،‭ ‬ليراهن‭ ‬على‭ ‬الخيار‭ ‬الأخير،‭ ‬لينجح‭ ‬الدكتور‭ ‬‮«‬حنفى‮»‬‭ ‬المولود‭ ‬فى‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عام‭ ‬1965‭ ‬فى‭ ‬التحدى‭ ‬بمنظومتين‭ ‬جديدتين‭ ‬للسلع‭ ‬والخبز،‭ ‬قائلاً‭ ‬فى‭ ‬أحاديثه‭ ‬المتكررة‭ ‬‮«‬يا‭ ‬انا‭ ‬يا‭ ‬هما‮»‬،‭ ‬متخذا‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬دافعاً‭ ‬مهماً‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أفكاره‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أوصاه‭ ‬بالغلابة‭ ‬خيراً،‭ ‬وهو‭ ‬مانجح‭ ‬فيه‭ ‬بامتياز‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬هناك‭ ‬طوابير‭ ‬خبز،‭ ‬أو‭ ‬طوابير‭ ‬على‭ ‬مجمعات‭ ‬أسطوانات‭ ‬البوتاجاز‭. ‬

ويحمل‭ ‬‮«‬حنفى‮»‬‭ -‬الذى‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الخبرة‭ ‬العملية‭ ‬كأستاذ‭ ‬اقتصاد‭ ‬وعميد‭ ‬سابق‭ ‬لكلية‭ ‬النقل‭ ‬الدولى‭ ‬بالأكاديمية‭ ‬العربية‭ ‬للعلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬وبين‭ ‬الخبرة‭ ‬العملية‭ ‬كرئيس‭ ‬لجهاز‭ ‬تنمية‭ ‬التجارة‭ ‬الداخلية‭ ‬قبل‭ ‬توليه‭ ‬الوزارة‭- ‬أفكاراً‭ ‬متعددة‭ ‬يحاول‭ ‬تطبيقها‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬واحد‭ ‬لإصلاح‭ ‬ما‭ ‬أفسده‭ ‬الزمن‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬حساس‭ ‬يمس‭ ‬معظم‭ ‬الغلابة‭ ‬والبسطاء‭ ‬ومحدودى‭ ‬الدخل،‭ ‬لكنه‭ ‬يصطدم‭ ‬برافضى‭ ‬الإصلاح‭ ‬المنتفعين‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬الوضع‭ ‬القديم‭ ‬فى‭ ‬منظومتى‭ ‬السلع‭ ‬التموينية‭ ‬والخبز‭ ‬والمتربصين‭ ‬بالبلاد‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬كانت‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬جيوبهم‭ ‬من‭ ‬تسريب‭ ‬الدعم‭ ‬فى‭ ‬المنظومتين‭.‬

ويسعى‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬للسلع‭ ‬وفقاً‭ ‬لرؤيته،‭ ‬لكنه‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬أى‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬يجرى‭ ‬تطبيقه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬وأن‭ ‬يحدث‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الارتباك‭ ‬لتنتظم‭ ‬الأمور‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭. ‬وحسب‭ ‬رؤيته‭ ‬ينتظر‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬المنظومتين‭ ‬للبدء‭ ‬فى‭ ‬أفكار‭ ‬أخرى‭ ‬تتعلق‭ ‬بجعل‭ ‬مصر‭ ‬وزارة‭ ‬تموين‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخزين‭ ‬القمح‭ ‬فى‭ ‬مستودعات‭ ‬كبيرة‭ ‬وتصدير‭ ‬بعض‭ ‬الأصناف‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬تطوير‭ ‬المجمعات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬وتوزيع‭ ‬أسطوانة‭ ‬البوتاجاز‭ ‬بنظام‭ ‬الكارت‭ ‬الذكى‭.‬

حنفى‭: ‬التخطيط‭ ‬والتفكير‭ ‬العلمى‭ ‬يحلّان‭ ‬مشاكل‭ ‬مصر‭ ‬الاقتصادية

وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬حنفى‭ ‬وزير‭ ‬التموين‭ ‬والتجارة‭ ‬الداخلية‭ ‬أن‭ ‬تطبيق‭ ‬الفكر‭ ‬العلمى‭ ‬ووضع‭ ‬الأفكار‭ ‬والتوصيات‭ ‬العلمية‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬لحل‭ ‬كافة‭ ‬المشكلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وأن‭ ‬مصر‭ ‬الآن‭ ‬أصبحت‭ ‬لديها‭ ‬رؤية‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬رسم‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬تغيرا‭ ‬فى‭ ‬الفكر‭ ‬التخطيطى‭ ‬الذى‭ ‬أصبح‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬البعد‭ ‬المكانى‭ ‬فى‭ ‬الخطط‭ ‬الاستثمارية‭ ‬لحل‭ ‬مشكلة‭ ‬التكدس‭ ‬السكانى‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬الوادى‭ ‬الضيق‭ ‬وأضاف‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬الختامية‭ ‬للمؤتمر‭ ‬السنوى‭ ‬الدولى‭ ‬الذى‭ ‬عقدته‭ ‬كلية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ (‬التحديات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭:‬‭ ‬رؤى‭ ‬مستقبلية‭) ‬أن‭ ‬البطالة‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬منها‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬أحد‭ ‬مفاتيح‭ ‬القوة‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬مزجها‭ ‬بالسياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السليمة‭ ‬المؤسسة‭ ‬على‭ ‬الافكار‭ ‬العلمية‭ ‬وضرورة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬مصر‭ ‬كمحور‭ ‬عالمى‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬فى‭ ‬الخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬ومراكز‭ ‬الإنتاج‭ ‬المتطورة‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬الكبرى‭ ‬التى‭ ‬توفر‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الدخول‭ ‬المادية‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬هى‭ ‬الحل‭ ‬الجذرى‭ ‬لمشكلة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬جنبا‭ ‬الى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الآليات‭ ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬إقامة‭ ‬فروع‭ ‬جديدة‭ ‬للمجمعات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬وضخ‭ ‬وتكثيف‭ ‬المعروض‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬واللحوم‭ ‬والخضر‭ ‬والفاكهة‭ ‬بأسعار‭ ‬مخفضة‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬السيارات‭ ‬المتنقلة‭ ‬المحملة‭ ‬بالسلع‭ ‬الغذائية‭ ‬فى‭ ‬المناطق‭ ‬الشعبية‭ ‬وإنشاء‭ ‬المراكز‭ ‬اللوجيستية‭ ‬فى‭ ‬المحافظات‭ ‬لحفظ‭ ‬وتخزين‭ ‬السلع‭ ‬بأسلوب‭ ‬حديث‭ ‬وقت‭ ‬وفرة‭ ‬الإنتاج‭ ‬وضخها‭ ‬فى‭ ‬أوقات‭ ‬قلة‭ ‬المعروض‭ ‬بالأسواق‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬السعرى‭ ‬للأسعار‭ ‬وتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬شركات‭ ‬القابضة‭ ‬الغذائية‭ ‬لزيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬وطرحه‭ ‬بأسعار‭ ‬تنافسية‭ ‬للمواطنين‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬منظومتى‭ ‬الخبز‭ ‬الجديدة‭ ‬والسلع‭ ‬التموينية‭  ‬التى‭ ‬تم‭ ‬تنفيذهما‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬محافظات‭ ‬الجمهورية‭ ‬قامتا‭ ‬على‭ ‬الفكر‭ ‬العلمى‭ ‬الاقتصادى‭ ‬وأوجدت‭ ‬ثقافة‭ ‬حرية‭ ‬الاختيار‭ ‬وتحقيق‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدى‭ ‬المواطن‭ ‬وتم‭ ‬توفير‭ ‬حوالى‭ ‬مليون‭ ‬و900‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬إستهلاك‭ ‬القمح‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬الماضى‭ ‬قبل‭ ‬تطبيق‭ ‬منظومة‭ ‬الخبز‭ ‬منهم‭ ‬مليون‭ ‬و800‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬قمح‭ ‬مستورد‭ ‬وإدماج‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬صاحب‭ ‬مخبز‭ ‬وبقال‭ ‬تموينى‭ ‬فى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرسمى‭ ‬وتوفير‭ ‬حوالى‭ ‬75‭ ‬ألف‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭  ‬وحصول‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬سلع‭ ‬غذائية‭ ‬مجانية‭ ‬بقيمة‭  ‬500‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬شهريا‭ ‬هى‭ ‬فارق‭ ‬نقاط‭ ‬الخبز‭ ‬وأدت‭ ‬الى‭ ‬تشغيل‭ ‬المصانع‭ ‬بطاقات‭ ‬كبيرة‭ ‬حققت‭ ‬أرباحا‭ ‬مما‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬العاملين‭ ‬فيها‭. ‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة‭ ‬استلام‭ ‬105‭ ‬شون‭ ‬حديثة‭ ‬متطورة‭ ‬لحفظ‭ ‬الأقماح‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬شون‭ ‬ترابية‭ ‬وذلك‭ ‬فى‭ ‬79‭ ‬موقًعا‭ ‬فى‭ ‬20‭ ‬محافظة‭ ‬تقوم‭ ‬بتنفيذهم‭ ‬شركة‭ ‬بلومبرج‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الهيئة‭ ‬الهندسية‭ ‬بالقوات‭ ‬المسلحة٬‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الشون‭ ‬الحديثة‭ ‬سوف‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬حفظ

وتخزين‭ ‬وتصنيف‭ ‬الأقماح‭ ‬بحيث‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬حبة‭ ‬قمح‭ ‬فى‭ ‬العراء‭.‬

ونوه‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشون‭ ‬الجديدة‭ ‬ستؤدى‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬المخزون‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬المهدر‭ ‬منه‭ ‬وسوف‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬تصنيف‭ ‬القمح‭ ‬المصرى‭ ‬إلى‭ ‬درجات‭ ‬أعلى‭ ‬وإصدار‭ ‬شهادة‭ ‬منشأ‭ ‬له‭ ‬لزراعة‭ ‬الأجود،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬غربلة‭ ‬وتطهير‭ ‬الأقماح‭ ‬لزيادة‭ ‬جودة‭ ‬الخبز‭ ‬المدعم‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين‭.‬

ونبه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشون‭ ‬سوف‭ ‬تقوم‭ ‬باستلام‭ ‬الأقماح‭ ‬من‭ ‬حوالى‭ ‬60‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬المزارعين‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬حيازات‭ ‬فدان‭ ‬وأقل‭ ‬بما‭ ‬يوفر‭ ‬عليهم‭ ‬تكاليف‭ ‬النقل‭.‬

وقال‭ ‬الوزير‭ ‬إنه‭ ‬سيتم‭ ‬إنشاء‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬البورصات‭ ‬السلعية‭ ‬بالمحافظات‭ ‬والتى‭ ‬ستؤدى‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬احتكارات‭ ‬السلع‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المنتج‭ ‬والمزارع‭ ‬الصغيرة‭ ‬وتوفير‭ ‬السلع‭ ‬بأسعار‭ ‬تنافسية‭ ‬وتوفر‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭. ‬

 

المركز‭ ‬اللوجستى‭ ‬للحبوب‭ ‬والغلال

 
 

أعلن‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬حنفى‭ ‬وزير‭ ‬التموين‭ ‬والتجارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬أنه‭ ‬جار‭ ‬حاليًا‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬المسودة‭ ‬النهائية‭ ‬لمشروع‭ ‬قانون‭ ‬المركز‭ ‬اللوجستى‭ ‬للحبوب‭ ‬والغلال‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬دمياط،‭ ‬لعرضه‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لاعتماده‭ ‬ورفعه‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لإصدار‭ ‬قانون‭ ‬به‭ .  ‬

وأوضح‭ ‬‮«‬حنفي‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬حفل‭ ‬الإفطار‭ ‬الذى‭ ‬نظمه‭ ‬جهاز‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬الأحد‭ ‬الماضى،‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬المخطط‭ ‬الفنى‭ ‬والإنشائى‭ ‬للمشروع،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬المستثمر‭ ‬الرئيسى‭ ‬للمشروع‭ ‬فى‭ ‬قمة‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ،‭ ‬وسيتم‭ ‬فتحه‭ ‬لباقى‭ ‬المستثمرين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاستثمار‭ ‬بحق‭ ‬الانتفاع‭ .‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬التموين،‭ ‬خلال‭ ‬عرض‭ ‬هيئة‭ ‬ميناء‭ ‬دمياط‭ ‬لأعمال‭ ‬التوسعة‭ ‬والمشروعات‭ ‬المخططة‭ ‬فى‭ ‬الميناء،‭ ‬إن‭ "‬فكرة‭ ‬المركز‭ ‬اللوجستى‭ ‬العالمى‭ ‬للحبوب‭ ‬ولدت‭ ‬فى‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بعد‭ ‬عرض‭ ‬دراسات‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬تداول‭ ‬الحبوب‭ ‬والغلال،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬البدء‭ ‬فى‭ ‬دراسة‭ ‬آلية‭ ‬التنفيذ‭ ‬واختيار‭ ‬المكان،‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬ميناء‭ ‬دمياط‭ ‬هو‭ ‬المكان‭ ‬الأنسب‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الأساسية‭ ‬فى‭ ‬المشروع‭ ‬وأهمها‭ ‬ربطها‭ ‬بالطريق‭ ‬الرئيسي‭".‬

وأضاف‭ ‬حنفي،‭ ‬أن‭ "‬المشروع‭ ‬تتم‭ ‬دراسته‭ ‬وفقا‭ ‬لحركة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬أكبر‭ ‬مستورد‭ ‬للقمح‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬ولكننا‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬غير‭ ‬تنافسية،‭ ‬وبحكم‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬تقع‭ ‬فى‭ ‬المركز‭ ‬الرئيسى‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬مناطق‭ ‬الاستهلاك‭ ‬تقع‭ ‬معظمها‭ ‬فى‭ ‬محيط‭ ‬مصر‭. ‬

وأشار‭ ‬وزير‭ ‬التموين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ "‬المشروع‭ ‬سيقع‭ ‬على‭ ‬منطقتين‭ ‬رئيسيتين‭ ‬بطاقة‭ ‬تخزينية‭ ‬7‭ ‬ملايين‭ ‬طن،‭ ‬كذلك‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬نماذج‭ ‬مختلفة‭ ‬للتخزين‭ ‬حيث‭ ‬التخزين‭ ‬السريع‭ ‬بطاقات‭ ‬متعددة‭ ‬للتجارة‭ ‬السريعة‭"‬،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ "‬المشروع‭ ‬سيمكن‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬التحكم‭ ‬الإستراتيجى‭ ‬فى‭ ‬الغذاء‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصر‭ ‬أكبر‭ ‬مركز‭ ‬إستراتيجى‭ ‬لحركة‭ ‬وتداول‭ ‬الحبوب‭".‬

وتابع‭: "‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬المركز‭ ‬اللوجسيتى‭ ‬فى‭ ‬خلال‭ ‬عامين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التكاليف‭ ‬المبدئية‭ ‬والتى‭ ‬تشمل‭ ‬حوالى‭ ‬15‭ ‬مليارا،‭ ‬غير‭ ‬بعض‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنشاءات‭ ‬للمصانع‭ ‬الملتحقة‭ ‬بالمشروع،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توقعات‭ ‬باستثمارات‭ ‬خارجية‭ ‬دولية،‭ ‬نتيجة‭ ‬الاهتمام‭ ‬العالمى‭ ‬بالمشروع‭".  ‬

 

 

 

نظام إلكترونى لنقل السلع التموينية والحبوب

كما‭ ‬أعلن‭ ‬حنفى‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬دراسة‭ ‬إنشاء‭ ‬أكبر‭ ‬شبكة‭ ‬نقل‭ ‬حديثة‭ ‬متطورة‭ ‬مرتبطة‭ ‬إلكترونيا،‭ ‬وذلك‭ ‬لنقل‭ ‬السلع‭ ‬والحبوب‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا،‭ ‬وإقامة‭ ‬5‭ ‬مراكز‭ ‬لوجستية‭ ‬لحفظ‭ ‬الحبوب‭ ‬والخضر‭ ‬والفاكهة‭ ‬وميناءين‭ ‬جافين‭ ‬باستثمارات‭ ‬مبدئية‭ ‬تقدر‭ ‬بنحو‭ ‬مليار‭ ‬جنيه،‭ ‬مما‭ ‬يوفر‭ ‬حوالى‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬مباشرة‭. ‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬التموين‭ : ‬‮«‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬ستتم‭ ‬إقامتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحالف‭ ‬شركتى‭ ‬أوراسكوم‭ ‬وأرامكس‭ ‬مع‭ ‬جهاز‭ ‬تنمية‭ ‬التجارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وعلى‭ ‬قطع‭ ‬الأراضى‭ ‬التى‭ ‬تمتلكها‭ ‬الهيئات‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬التموين‭ ‬والتجارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬ومنها‭ ‬هيئة‭ ‬السلع‭ ‬التموينية‭ ‬وجهاز‭ ‬تنمية‭ ‬التجارة‭ ‬الداخلية‭ ‬والشركة‭ ‬القابضة‭ ‬الغذائية‭ ‬واللجنة‭ ‬العامة‭ ‬للمساعدات‭ ‬الأجنبية‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شبكة‭ ‬النقل‭ ‬الحديثة‭ ‬سوف‭ ‬تتضمن‭ ‬حوالى‭ ‬1500‭ ‬شاحنة‭ ‬مرتبطة‭ ‬إلكترونيا‭ ‬بنظام‭ ‬تحديد‭ ‬المواقع‭ ‬لنقل‭ ‬الأقماح‭ ‬والحبوب،‭ ‬وأن‭ ‬المراكز‭ ‬اللوجستية‭ ‬والميناءين‭ ‬الجافين‭ ‬لحفظ‭ ‬وتعبئة‭ ‬وفرز‭ ‬الحبوب‭ ‬والخضر‭ ‬والفاكهة‭.‬

 

وأكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬سوف‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬للمجمعات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬ومنافذ‭ ‬البيع‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬التموين،‭ ‬وتقليل‭ ‬المهدر‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬لاستخدام‭ ‬وسائل‭ ‬نقل‭ ‬مطابقة‭ ‬للمواصفات،‭ ‬وتوفير‭ ‬السلع‭ ‬بأسعار‭ ‬مخفضة‭ ‬للمستهلكين،‭ ‬والآلاف‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬المباشرة‭ ‬وغير‭ ‬المباشرة‭.‬