النهار
جريدة النهار المصرية

أهم الأخبار

السيسي يزور بريطانيا عقب افتتاح قناة السويس الجديدة

-

 

تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أيام خلال لقائه مع مستشار الأمن القومي البريطاني كيم داروك دعوة لزيارة بريطانيا مقدمة من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
 
وكشف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، في تصريح خاص لـ 24، عن موعد الزيارة، مؤكداً أن الموعد لم يتحدد بصورة رسمية بعد. غير أنه قال: "الزيارة ليست قبل افتتاح قناة السويس الجديدة".
 
ومن المقرر أن يتم افتتاح القناة الجديدة في أغسطس (آب) المقبل، وذلك عقب عام كامل من العمل على حفرها، بحضور لفيف من رؤوساء ومسؤولي العديد من الدول العربية والأجنبية.
 
وتأتي أهمية زيارة الرئيس السيسي إلى بريطانيا انطلاقاً من العقبات التي شابت العلاقة بين البلدين، لاسيما عقب ثورة الثلاثين من يونيو (حزيران) 2013.
 
توقيت مهم
وإلى ذلك، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير وهيب المنياوي، إن "دعوة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة بريطانيا تأتي في توقيت هام جدا، من شأنه إعادة الأمور إلى نصابها من حيث العلاقة بين البلدين".
 
وأكد في تصريحات لـ 24، ثقته في أن "يستطيع الرئيس المصري بما عُرف عنه من وضوح في الرؤية وأمانة في نقل المشهد، إنجاح الزيارة وإعادة العلاقات بين القاهرة ولندن إلى سابق عهدها على غرار زيارة ألمانيا الأخيرة".
 
وأوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن "الأحكام التي صدرت مؤخراً ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات الصف الأول بجماعة الإخوان، تعتبر أكثر النقاط الخلافية التي يهاجم فيها الغرب مصر، وهو الأمر الذي سيتم توضيحه خلال الزيارة، بأن هذه الأحكام صدرت في حق هؤلاء المتهمين طبقاً للقانون المصري المنقول في كثير من نصوصه من القانون الفرنسي، كما أن هذه الأحكام ليست نهائية".
 
التدخل الخارجي
وتوقع المنياوي أن يعلن الرئيس المصري خلال الزيارة عن رفضه للتدخل الخارجي في أحكام القضاء المصري أو أي أمر من الأمور الخاصة بالشأن المصري، خاصة وأن رئيس الوزراء البريطاني كان له مقوله شهيرة، بأنه (إذا تعرض الأمن القومي للمملكة المتحدة للخطر فلا تحدثني عن حقوق الإنسان)، وهو الأمر الذي ينطبق على المشهد في مصر، فالأحكام القضائية متعلقة بقضايا متصلة بالأمن القومي".
 
وأكد المنياوي أن "التحول الذي طرأ من جانب بريطانيا وموقفها تجاه مصر ليس كاملاً، لاسيما وأن علاقة بريطانيا وجماعة الإخوان وتشكيلاتهم وجماعات الضغط الإخوانية هناك قوية وراسخة، وهو ما ظهر جلياً من خلال تعمد بريطانيا التكتم على نتيجة تحقيقاتها الخاصة بنشاط جماعة الإخوان هناك، ولم نسمع حتى الآن بصورة واضحة عن نتائج التحقيقات الرسمية".
 
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن "تخوف بريطانيا من انتقال الإرهاب المستشري في المنطقة العربية إلى أراضيها هو ما جعلها تفتح آفاقاً جديدة للتباحث مع مصر، لاسيما عقب ذلك الاتجاه المصري الذي أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتجديد الخطاب الديني، وهو الأمر الذي يعد بمثابة نقطة فاصلة في العلاقات المصرية الأوروبية، التي رأت في سياسية مصر ومواجهاتها للتطرف والإرهاب الأمل في الحد من توغل الإرهاب والتطرف حتى لا ينتقل إليهم".
 
دور الإخوان
فيما استبعد المنياوي أن تكون عودة العلاقات لطبيعتها بين مصر وبريطانيا، على حساب علاقة الأخيرة مع جماعة الإخوان، مؤكداً أن "الإخوان في بريطانيا في حالة تعايش مع الدولة، وعليه فإن إزالة بريطانيا لتوترها مع مصر، لن يكون له تأثير أو مساس بعلاقتهم مع الجماعة"، وفق رأيه.
 
وحول ما ستحمله أجندة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الزيارة المرتقبة، توقع المنياوي أن يكون الاقتصاد كالعادة على رأس أولويات الأجندة الرئاسية والسعي نحو فتح آفاق اقتصادية واستثمارية مع بريطانيا، متوقعاً أن يكون ملف الإرهاب وتكثيف الجهود الدولية من أجل محاربته وسبل دعم استقرار المنطقة العربية، أحد أبرز ما سيتم تناوله خلال الزيارة واللقاء مع رئيس الوزراء البريطاني، كما ستتناول الزيارة العلاقات الثنائية، وشرح مصري وافٍ حول المشهد السياسي، ورؤيتها حول أزمات المنطقة.