في اجتماعهم بالجامعة العربية اليوم
وزراء المياه العرب يعتمدون استراتيجية الأمن المائي العربي

-
اعتمد اليوم مجلس وزراء المياه العرب استراتيجية الأمن المائي العربي خلال اعمال الدورة الثالثة للمجلس التي عقدت اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية ، والتي طالبوا برفعها للقمة العربية القادمة لاعتمادها من قبل القادة العرب .و أكد عبد الملك سلال وزير الموارد المائية الجزائري أهمية تضافر الجهود العربية في مواجهة التحديات الراهنة فيما يخص ملف المياه في الوطن العربي ، والعمل على تفعيل دور المجلس الوزاري العربي للمياه وجعل مهامه وقراراته ذات صدى وترجمة ميدانية لدى الدول العربية .وشدد على أهمية الاستراتيجية العربية للأمن المائي التي تم التوصل الى الصياغة النهائية لها ليكون بذلك المجلس الوزاري العربي للمياه قد نفذ تكليف القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي عقدت في شرم الشيخ في يناير 2011 ،ودعا سلال الامانة العامة للجامعة العربية الى رفع الاستراتيجية الى القمة العربية القادمة لاعتمادها من قبل القادة العرب .جاء ذلك في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الثالثة لمجلس وزراء المياه العرب بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية .وطالب سلال المجلس بضرورة وضع برنامج تنفيذي لاستراتيجية الأمن المائي العربي لتنفيذها وفق الاهداف التي وضعت من أجلها.واشار الوزير الجزائري رئيس الدورة الجديدة لمجلس وزراء المياه العرب الى ضرورة تفعيل مشروع الادارة المتكاملة للموارد المائية العربية والمعتمد من قبل القمة العربية ، وتعزيز القدرات التفاوضية للدول العربية بشأن الموارد المائية لافتا الى انه في هذا الاطار تم المشاركة بفاعلية في الدورات التدريبية للاكاديمية العربية للمياه لتعظيم الاستفادة وتزويد صناع القرار في البلدان العربية بالمعارف والتقنيات المطلوبة لاجراء الاصلاحات المؤسساتية ومعالجة تأثيرات الاقتصاد السياسي على صناعة القرار وكيفية وضع وتطبيق الاستراتيجيات المالية والمؤسساتية لأداء مستدام للمرافق المائية ورفع الكفاءات التقنية في الوطن العربي .كما أكد اهمية الاعداد الجيد للمنتدى العالمي السادس للمياه المزمع عقده في مرسيليا بفرنسا 2012 من أجل تمتين المواقف العربية خلال هذا المؤتمر.واضاف أن المجلس الوزاري العربي للمياه تابع تنفيذ أهداف الألفية فيما يخص امتدات المياه والاصحاح حيث تم التوصل إلى اعداد النموذج الموحد بين الدول العربية للمياه ، واعداد التقرير العربي، وتعيين نقلط الاتصال لمتابعة هذا الموضوع.ومن جانبه، أكد المهندس محمد النجار وزير المياه والري الأردني رئيس الدورة السابقة أهمية اجتماع اليوم لافتا الى أن المياه العربية في حاجة إلى جهود متواصلة لمواجهة تحديات المستقبل عبر التواصل الدائم والتكامل وانشاء المؤسسات العلمية لاقتراح الرؤى والحلول التي تكفل للأجيال العربية العيش بكرامة وراحة، مؤكدا أن تقديرات الأمم المتحدة تكشف أن 904 مليون نسمة سيعانون من نقص المياه بحلول عام 2015 ويتركز معظمهم في أفريقيا وأجزاء من غرب اسيا خاصة في دول حوض الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي لاتزيد مواردها المائية عن0.9 في المائة من موارد المياه في العالم.وأكد النجار أن المنطقة العربية في حاجة الى تبني نظرة عربية للمياه تكفل تفعيل جميع القرارات ومعالجة القضايا المائية العالقة أول بأول.ومن جانبه، أكد السفير محمد بن ابراهيم التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية اهمية هذا الاجتماع خاصة وان المنطقة العربية تواجه تحديات مائية كبيرة تتطلب العمل على وضع رؤية واضحة ومقاربة عربية تحدد الاسلوب الواقعي والمنطقي للتعامل بفعالية لادارة الطلب على المياه المستخدمة في الزراعة ، لافتا الى اهمية التجارب العربية في هذا الاطار ومنها تجربة المغرب وتجارب التعاون في المياه المشتركة ومنها تجربة الاردن حول التعاون للتسيير المستدام للموارد المائية الجوفية المشتركة مع الدول العربية المجاورة ، وكذلك التجربة السورية اللبنانية حول حوض العاصي والكبير الجنوبي.وأكد د. التويجري اهمية وضع اطار قانوني للمياه المشتركة في المنطقة العربية وبناء القدرات التفاوضية للمفاوض العربي ، باعتبار ان المنطقة العربية منطقة مصب ومنابع مياه الانهار التي تمر بها متواجدة خارجها .واشار الى اهمية الدور الذي يقوم به مجلس وزراء المياه العرب لتحقيق اهداف الالفية الخاص لامدادات المياه والصرف الصحي واعتماد النموذج الموحد للمؤشرات والمعايير في هذا الشأن وهو الامر الذي سيمكن الدول العربية من تقييم الاداء الفعلي لتحقيق هذف الالفية ، موضحا ان اعداد التقرير العربي الاول للتقدم المحرز في هذا الخصوص سيكون أول وثيقة عربية تتناول هذا الموضوع من خلال مؤشرات ومعايير واضحة .ودعا د. التويجري اللجنة العربية المعنية بالتحضير العربي للمنتدى السادس للمياه المقرر عقده عام 2012 الى العمل بجدية وفق المهام الموكلة لها ليكون الحضور العربي مؤثرا وله دلالات واضحة وخاصة ما يتعلق باعداد تقرير حول الوضع المائي في الدول العربية .وأشاد د. التويجري بمذكرة التفاهم التي وقعت اليوم بين المجلس العالمي للمياه والمجلس الوزاري العربي للمياه موضحا انها ستمكن المجلس العربي من مواكبة المستجدات العالمية والتعامل معها وفق منظور عالمي يحقق المصالح العربية .واضاف ان الاجتماع سيناقش تقرير الأمين العام للجامعة العربية حول تنفيذ نتائج قرارات القمم العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الكويت ومصر وقرار مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شـؤون البيئة في دورته العاديـة رقم (22) في ديسمبر 2010كما يتم ايضا مناقشة إستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة التي تم إعتمادها اليوم بعد أن تمت الموافقة عليها في صيغتها النهائية .