ياسر منجى يستلهم التراث العرفانى لـ”الشيخ الأكبر” بمعرضه الجديد .. السبت المقبل

تحتض كلية الفنون الجميلة المعرض الجديد للدكتور والناقد التشكيلى ياسر منجى تحت عنوان "إنشاء الدوائر: تحية لابن عربي"، فى الواحدة ظهر السبت الموافق 30 يونيو بكلية الفنون الجميلة بالزمالك.
عن فكرة المعرض أوضح منجىبأنها تقوم على استلهام التراث العِرفاني والرؤية الكونية التي ارتبطت بفِكر "محيي الدين ابن عربي" (1164 – 1240 م)، الذي يُعَدُّ واحدًا من أشهر رموز التصوف والفكر الروحي.
وأشار منجى إلى إنتاج "محيى الدين ابن عربى" الفكري الضخم والذى تمثل في عددٍ كبير من المؤلفات، كما يحتل مكانة بالغة الأهمية في تاريخ الفكر الروحي والفلسفي العالمي، وهو ما يفسر لقب "الشيخ الأكبر" الذي يُعرَف به حتى اليوم، واهتمام الباحثين من كل بلاد العالم بدراسة تراثه وإعادة شرحه.
وأوضح: "أسعى من خلال هذه التجربة، إلى طرح معالجات بصرية معاصرة لتراث "ابن عربي" وهو ما يعكسه عنوان المعرض، "إنشاء الدوائر: تحية لابن عربي" الذي يلخص بذلك استلهامي لواحدٍ من أهم مؤلفات "ابن عربي" وأكثرها تعبيرًا عن سمات فكره، الذي اختلطت فيه الجوانب الروحية بمنهج فكري متكامل لتصوُّر المعمار الكوني".
وتابع: هو كتاب "إنشاء الدوائر"، الذي بدأ "ابن عربي" تأليفه عام (598 هـ / 1202 م)، خلال زيارته الشهيرة لتونس، لينتهي منه لاحقًا في أثناء رحلةٍ له، طاف خلالها مصر والشام والحجاز. وقد عكس هذا الكتاب رؤية "ابن عربي" للوجود الإنساني، وعلاقته بمراتب الوجود الكوني بمعناه الشامل.
ويدرس "ابن عربي" في هذا الكتاب كذلك موضوع الوجود والعدم، كما بنى رؤيتَه، التي تقوم على أساس التشابُه بين الإنسان والعالم، وعلى أن الإنسان عالم صغير وأن العالم إنسان كبير.
وأردف: يشتمل المعرض على مجموعةٍ من الأعمال الفنية المنفذة بوسائط جرافيكية يدوية، اعتمدتُ فيها بشكل أساسي على طريقة الطباعة الفنية بالقوالب الخشبية الملونة، وهي طريقة من أعرق طُرُق فنون الجرافيك اليدوية، التي تضرب جذورها إلى تقاليد فنون الشرق الأقصى، مروراً بأوروبا خلال العصور الوسطى، آخذةً في التطور عبر المدارس الفنية المختلفة، وصولاً إلى الأشكال المعاصرة في التناول التقني والفكري.
ويرى "منجى" بأن تميزه فى تناول تناوُل هذه الطريقة بمعرضه تمثل فى محاولةٍ للخروج عن المألوف، حيث عمد إلى مزج تلك التقنية بأنواع أخرى من الأداء الفني، منها الرسم، اعتمادًا على الخطوط الهندسية الناتجة عن حسابات رياضة خاصة، سعيتُ من خلالها لتقديم رؤية بصرية موازية للتصورات الفلكية والكونية الواردة بكتاب "ابن عربي".
ويضيف: وبذلك يمكن القول أن المعرض محاولة لرؤية الجماليات البصرية للرياضيات من خلال الوسيط الجرافيكي، اعتمادًا على تراث "ابن عربي". كذلك قمتُ بتوظيف تقنية (الكولاج)، التي تتميز بدمج أنواع مختلفة من المواد والخامات فوق سطح العمل الفني الواحد، بما يعمل على إثرائه بصريًا، إضافةً للخروج عن مفهوم الاعتماد على التقنية الواحدة.
وقد سبق لمنجى استلهام الرؤى الروحية لبعض رموز التصوف الكبار في تجارب فنية سابقة، كان من أبرزهم "جلال الدين الرومي"؛ وهو ما ظهر في بعض معارضه المقامة عام 2004.

