جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : بشار فى القاهرة

-
أتوقع أن يصل الرئيس السوري بشار الأسد إلي القاهرة خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة لأن الدكتور بشار الأسد في قمة سرت الأخيرة أعلن أنه سيزور مصر قريباً جداً عندما تسمح ظروف الرئيس مبارك الصحية بذلك، وكان الأسد أكثر رؤساء العرب سؤالاً ومتابعة للاطمئنان علي مبارك بصدق، بعيداً عن أي مناورات سياسية، كما تحاول أن تفسرها بعض العقول العقيمة والاقلام المغرضة، التي للأسف الشديد تتبوأ مناصب صحفية قومية كانت تعمل ليل نهار بتوجيهات من ذاتها متوهمة بحسها الصحفي المريض والمختل وغير المستوعب للبعد التاريخي والوطني وحالة التوحد الحقيقي بين الشعبين المصري والسوري فأصبحت هذه الأقلام تكتب سموما واكاذيب وشائعات غير مبنية علي أي حقائق أو أدلة أو براهين بل أصبحت هذه الاقلام التي تعتبر عبئاً علي النظام وإحدي بلاوي الشعب المصري ان تكون ملكية أكثر من الملك وتدعي للآخرين ان تأخذ توجيهات وتعليمات من الرئاسة وهذا محض افتراء لا اساس له من الحقيقة واليقين فلا يمكن ان يسمح احد بتطاول مهما كان الخلاف والاختلاف علي الرئيس بشار الأسد أو زوجة احد الأمراء العرب، فهذا خروج شاذ وحقير علي الأخلاق والأعراف والقواعد المهنية والضمير الصحفي الواعي الذي حاول ان يقرب بدلا من ان يفرق ويهدم، تخيلت هذا المشهد لهؤلاء الأقزام الجدد عندما يجئ بشار الأسد إلي قاهرة المعز، فقلوب المصريين بكل فئاتها وتوجهاتها تعرف قدر سوريا الشريك الأصيل في حالات الحرب والمواجهة والنضال ضد العدو الصهيوني.فلا يمكن أن تكون هناك حرب قادمة في المنطقة بدون مصر ولا يمكن أن يكون هناك سلام مبني علي أسس من القوة العسكرية وأوراق الضغط العربية وهي كثيرة جدا لو تم تفعيلها واستخدامها بدون سوريا، فالذي يجمع بين القاهرة ودمشق لايمكن بحال من الأحوال أن يختزل في خلاف حول قضية ما أو نقطة خلافية لأن مصر ستظل دائما وستبقي هي الرئة الحقيقية والمتنفس التاريخي والجغرافي والثقافي والقومي لكل عربي وخاصة سوريا ولابد أن نعترف أن سوريا اصبحت لاعباً استراتيجياً ومحوريا وأساسيا في كل الملفات العربية الشائكة والساخنة وخاصة الملف الفلسطيني والملف اللبناني، بالإضافة إلي ان الرئيس بشار الأسد كانت له نظرة مستقبلية ورؤية استراتيجية ان تكون هناك علاقات مركزية وقوية مع الدول الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة إيران وتركيا واعتقد ان فلسفة بشار الأسد كانت قائمة علي رؤية واقعية أن العالم مهما اختلفت معه لايحترم إلا الكيانات القوية والقوة العسكرية فحاولت أمريكا وإسرائيل بالطبع وأوروبا ان تحاصر وتهدد وتتدعي ان المحور السوري الإيراني هو محور الشر في المنطقة ويجب فكه وحصاره ولكن هيهات، كانت رؤية بشار الأسد ان هذا الحوار الاستراتيجي السوري الإيراني لخدمة المنطقة وليس لصالح اجندات خارجية أو موجهة ضد أحد ولعل اقتراح عمرو موسي في قمة سرت بضرورة اقامة حوار عربي إيراني هو انتصار دبلوماسي لوجهة نظر القيادة السورية والدبلوماسية السورية التي راهنت علي ذلك وتحملت الكثير والكثير من الأصدقاء قبل الأعداء.اعتقد ان وجود بشار الأسد في القاهرة سيفعل المحور الاستراتيجي بين القاهرة ودمشق والرياض وان كثيراً من الملفات العربية وخاصة الملف الفلسطيني سيتم باتفاق مصري سوري ولكن هناك كذبة سكود كذبة ابريل الإسرائيلية التي تدعي ان سوريا سلمت حزب الله صواريخ سكود الذي يصل طولها إلي عشرة أمتار ولا يمكن دخولها في حقيبة دبلوماسية، هذا الموضوع يتم اثارته الآن ضد سوريا لسببين لمحاولة وضع حاجز ألا تتم الزيارة الاستراتيجية الفاصلة والواعدة لبشار الأسد إلي القاهرة والاهم هو تشويه صورة سوريا أمام أمريكا والمجتمع الأوروبي كراعية للإرهاب وتزوده بالصواريخ لضرب إسرائيل وأخيرا لتهرب إسرائيل من ملف الاستحقاق النووي في القمة النووية الاخيرة، وتشغل العالم انها معرضة ومهددة بالضرب من حزب الله الارهابي الذي تدعمه بالسلاح ،سوريا ،وحماس، التي ترعاها ايضا سوريا كل هذه الاكاذيب هي لعبة قذرة من النتن ياهو ضد سوريا حتي يتهرب من ملف الاستيطان في القدس ويستخدم الآلة الاعلامية الصهيونية في تزييف وقلب الحقائق لصالح إسرائيل وعلي حساب سوريا والعرب واعتقد ان وجود بشار الأسد في القاهرة سيكون بداية لعودة الروح إلي الجسد العربي فأهلا بالرئيس بشار الأسد في مصر أم الدنيا ولا عزاء للحاقدين والاقزام.