جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : فاض الكيل ...استقيلوا يرحمكم الله!

-

الناس فاض بها وأصبحت تغلي وتصرخ من ارتفاع الأسعار الجنوني وأن كل شيء أصبح خارج سيطرة الحكومة، وأصبح الإهمال واللامبالاة يضربان كل أركان الدولة فما جرى من انقطاع الكهرباء في ماسبيرو هو جريمة في حق الوطن والمواطن المصري في مكان إستراتيجي يعطي مؤشرا خطيرا عن حدوث انقلاب أو شيء ما نتيجة انقطاع التيار الكهربي لوجود عناصر إخوانية داخل ماسبيرو تلعب بأصابعها في كل قطاعات ماسبيرو.

وكانت هذه الأصابع هي السبب الحقيقي وراء الانقطاع الذي دام لمدة 35 دقيقة عن مبنى ماسبيرو بدون أن تكون هناك رؤية أو خطط بديلة لتفادي حدوث انقطاع الكهرباء التي لم تنقطع عن هذا المرفق الإستراتيجي أحد علامات الدولة منذ 1960..

ومن الآخر ...الإهمال والقصور واللامبالاة والنسيان والإخوان هم كانوا وراء هذا الحدث الأليم الذي يدل على أن ماسبيرو أصبح مخترقا وخارج السيطرة، ونحن ننبه ونحذر من ذلك.

النقطة الثانية أن حكومة محلب تسير ضد التيار من الناس الغلابة التي تنكوي بنار الأسعار التي تزداد ساعة بعد ساعة وليس يوما بعد يوم، لدرجة أن وزير التموين يخرج بتصريحات تؤكد أن الحكومة مغيبة غيابا كاملا عما يجري من فوضى الأسعار في الشارع المصري والارتفاع الجنوني لكل الأسعار والأخطر غياب أي رقابة أو سيطرة قانونية من قبل الدولة، فالناس فاضت وزهقت من التصريحات الإعلامية الفشنك لأن المسئولين في حكومة محلب أصبحوا في جزر منعزلة وليس هناك تنسيق بينها فغابت عنها حقوق الغلابة والفقراء والمواطنين، فأصبح المواطن يحاكم يوميا من خلال بورصة أسعار تتحكم في قوت يومه حتى وصل الغلابة إلى مرحلة الانتحار لعدم قدرتهم على توفير الحد الأدني من قوت يومهم.

بالإضافة إلى شيء غريب حدث في وزارة التموين وهو اشتعال أحد الأدوار فجأة بلا مقدمات ويحوي ملفات في غاية الخطورة وبالطبع سيكون الإعلان التقليدي عن وجود ماس كهربائي وتحميل الماس المسئولية رغم أن المعلومات المسربة إلينا تكشف أن ما تم هو بفعل فاعل حقيقي بشري وأن هناك لوبي إخوانيا داخل الوزارة يعشش ويتلصص داخل المناطق الهامة لإشعال الغضب الجماهيري من ارتفاع الأسعار غير المبرر رغم انخفاض الأسعار العالمية للغذاء ومشتقاته.

فما يجري في مصر الآن هو أمر ممنهج نتيجة اتفاق أصحاب المصالح ورجال الأعمال الفاسدين والمحتكرين الجدد على الحالة الاقتصادية والمشهد السياسي لإيصال رسالة إلى الرئيس أننا قادرون على إشعال الموقف الداخلي وإشعال ثورة الجياع في الشارع المصري.

ولذلك فإن الناس تتساءل وتقول بمنتهى الشفافية والصراحة مخاطبة الرئيس السيسي رئيس الجمهورية شخصيا، لم يحدث تغيير على الإطلاق في مفاصل الدولة بل زاد الفساد ومعدلاته، وتم اكتشاف كم الرشاوي وآخرها في قطاع الزراعة وقطاع البترول، وأصبح الناس في حالة فوران وغضب بأن شيئا لن يتغير وأن الحكومة بوزرائها ومحافظيها أصبحوا عبئا على السيسي، وأصبحت الناس تردد أنهم يعملون في الاتجاه المعاكس للدولة ويحاولون بكل الطرق حصار شعبية السيسي الربانية، فأصبحوا يلعبون على المكشوف سواء في وسائل الإعلام أو في الوزارات المرتبطة بالخدمات للناس سواء الارتفاع الجنوني لأسعار الكهرباء والمياه والمصيبة الكبرى ارتفاع فواتير الغاز أيضا، وأخشى ما أخشاه أن تقوم هذه الحكومة بإجبار الناس على دفع فواتير الهواء والأكسجين!، وكأننا أصبحنا نعيش في زمن الجباية والإتاوة.

نحن ننبه الرئيس السيسي أن الوضع في الداخل يغلي نتيجة وجود جدار عازل بين الحكومة والشعب، فالحكومة في واد والشعب يصرخ من قرارات الحكومة وارتفاع الاسعار وهذا سيؤدي إن آجلا أو عاجلا إلى غضب جماهيري وهذا ما يريده الإخوان وشركاؤهم الجدد من الاشتراكيين ورجال أعمال عصر مبارك الفاسدين.

وما جرى من إثارة الناس والغلابة من خلال تصريح المستشار محفوظ صابر وزير العدل بعدم تعيين أبناء عمال النظافة أو جامعي القمامة في القضاء وكأنه حكم عليهم بالإعدام المهني وقتل أي طموح إنساني بداخلهم وهذا يمثل نوعا من أنواع الانتحار الاجتماعي بأبشع صوره وهذا يذكرنا بمأساة عبدالحميد شتا إلى مأساة انتحار أحد الشباب الذي كان من الأوائل في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعندما اجتاز اختبارات وزارة الخارجية قبل الثورة فوجئ باستبعاده لأنه فقيرا فكان رد الفعل التلقائي هو إلقاء نفسه من أعلى كوبري قصر النيل.

فأصبح الشعب يدفع فاتورة تعذيب بعض وزراء حكومة محلب للفقراء وللرأي العام وهذه جريمة بكل المقاييس ضد البشرية والإنسانية.

وأصبحنا ندور في دائرة الفعل ورد الفعل والشكاوى والآهات والعذابات اليومية من ارتفاع الأسعار وتجاهل مطالب الناس أمام الجهاز الحكومي الذي يتعامل بالبيروقراطية منذ عهد الفراعنة ويعمل على تعذيب المواطنين والجماهير وكأنه يدفعهم في اتجاه السخط والغضب والثورة والانتقام من كل الأوضاع.

فأصبح المواطن المصري يعمل ليل نهار للحصول على الحد الأدني من مستوى الحياة الإنسانية محاولا الحفاظ على كرامته أمام زوجته وأبنائه ناهيك عن القصص المأساوية التي تحدث نتيجة العوزالفقر الشديد وهو قيام الآباء بقتل أبنائهم أو بيعهم لعدم قدرتهم على الإنفاق عليهم، فأصبحت مصر الآن مليئة بأحداث ومواقف من أغرب القضايا التي لم نجد لها حلا حتى الآن.

ودعونا نعبر بصراحة وبساطة عما يقوله الناس ويرددونه في مجالسهم في النجوع والمراكز والقرى ومحافظات مصر المحروسة، أننا لم نقم بثورتين على ميليشيات الإخوان ومكتب الإرشاد وعلى رجال مبارك وفسادهم لنفاجأ أن المشهد والواقع الفعلي في البلد لم يتغير على الإطلاق بل قفز بعض من الفاسدين والمدعين الجدد وأصبحوا الآن في قلب الحدث والأحداث ويدعون أنهم على علاقة مباشرة برئيس الجمهورية ويرافقونه في جولاته وزياراته الخارجية والداخلية وكأن شيئا لم يحدث على الإطلاق.

وأصبح الإهمال والفساد هو القاعدة بالإضافة لوجود الأخوان في كل الوزارات الخدمية والحيوية والحياتية حتى أصبح الإخوان يعلنون عن نفسهم في كل أماكن عملهم وأنهم ضد السيسي انتقاما للمرشد ومرسي والعشيرة دون أن يتم اتخاذ أي إجراءات ضد هؤلاء بل وصل الأمر إلى أن بعض المحافظين يقربهم منه هو ومجموعة 6 أبريل والاشتراكيين خوفا من شائعاتهم والحرب عليه.

كل ذلك يجري خارج سيطرة الحكومة وتشويهها لكيان الدولة المصرية التي يحاولون بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة إسقاطها في دوامة تعذيب المواطنين وإهمالهم وعدم الاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة ولولا حب الناس والشعب للسيسي لانقلب الوضع وهاج الشعب على هذه الأوضاع الفاسدة والمفسدة التي أصبحت هي القاعدة....والاستثناء هو استبعاد الشرفاء والكفاءات والوطنيين من هذا البلد.

ونقول لحكومة محلب الغارقة في شبر ماء ...فاض الكيل ...استقيلوا يرحمكم الله ...وشكر الله سعيكم.