النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

وغموض حول حقيقة الإصابة‏

صالح ينزل من طائرته في السعودية ”مترجلا” لتلقي العلاج

-
وصلإلى الرياض مساء أمس السبت، الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لتلقيالعلاج في أحد مستشفيات المملكة العربية السعودية. وحسب تقارير فقد ترجّلصالح من طائرة الإخلاء الطبية التي أقلته، ولكن كانت لديه جروح واضحة فيرقبته ورأسه ووجهه. وكان مسؤول سعودي رفيع في استقباله.ورافقت طائرة يمنية ثانية صالح وكان على متنها 35 شخصا. ومن المتوقع وصولطائرة ثالثة قريبا. ونقل الرئيس اليمني إلى مستشفى عسكري بعد وصوله إلىقاعدة الملك خالد الجوية.وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) يوم السبت إن صالح أصيب بشظيةاستقرت قرب قلبه، وبحروق من الدرجة الثانية في الصدر والوجه أثناء الهجومعلى قصره. وأعلن في صنعاء عن تولي عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمنيمهام رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة.وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنها علمت من مصادر قريبة من الرئيس إنشظية يبلغ طولها حوالي 7.6 سنتيمتر استقرت تحت قلبه. وأضافت المصادر أنهلم يتضح هل سيحتاج الرئيس اليمني إلى جراحة أم لا؟وكان مسؤول سعودي أعلن أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في طريقه إلىالسعودية لتلقي علاج طبي بعد أن أصيب بجروح في هجوم على قصر الرئاسة يومالجمعة.وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه هو في الطريق. سيصل الليلة.انه قادم لتلقي علاج طبي. نحن أقرب دولة ولدينا القدرات. وسئل المسؤولهل سيتنحى صالح عن السلطة فأجاب قائلا هو قادم لتلقي علاج طبي.وكانت مصادر سعودية عليا قريبة من العائلة الملكية ومصادر يمنية رسميةسارعت إلى نفي وصول رئيس اليمن الجريح علي عبدالله صالح إلى أراضيالمملكة للعلاج جراء إصابته في القصف الصاروخي الجمعة الذي طال القصرالجمهوري حيث اتهم الرئيس مناهضيه من آل الأحمر بتنفيذ الهجوم الدموي.وكانت مصادر قالت إن صالح غادر اليمن للعلاج وربما بشكل نهائي. على أنهمن غير الواضح اللحظة ما إذا كان من قام بالهجوم هي القوات التابعة للواءعلي محسن الذي انشق عن صالح وانضم لصفوف المعارضة في إبريل الماضي، وقامبإرسال قواته لحماية المتظاهرين السلميين المعتصمين في صنعاء.وفي المقابل، فإن تقارير وآراء محللين غربيين اتفقت إلى حد بعيد مع ماذهب إليه زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر من أن الهجوم الصاروخي علىالقصر الرئاسي وفّر لعلي عبدالله صالح فرصة نادرة لم يكن يحلم بهالتبرير موقفه المتعنت من انتقال سلمي للسلطة استنادا لمبادرة خليجيةمدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.وبالمقابل، فان عددا من أركان نظام صالح حلوا في السعودية لمواصلة العلاجفي مستشفياتها، حيث نقلوا صباح السبت على وجه السرعة إلى هناك على متنطائرة خاصة حيث حالات بعضهم خطيرة، ومن بين هؤلاء رئيس مجلس النواب يحيىالراعي ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ورئيس الوزراء علي محمدمجور، ونائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق أمين أبو راس.وأكدت مصادر يمنية تدهور حالة هؤلاء المسؤولين الكبار، وأن غالبيتهمتعاني من إغماء متواصل منذ إصابتهم. وقالت إن رئيس الوزراء في حالة موتسريري.وقالت المصادر اليمنية إن محافظ صنعاء نعمان دويك الذي بترت ساقه ويدهفي القصف في حال خطرة وهو في المستشفى في صنعاء.أما الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي أصيب إصابة طفيفة في الراسبحسب مسؤول يمني كبير، فأكد أنه بخير في كلمة صوتية بثها التلفزيونالرسمي مساء الجمعة بعد القصف على مسجد القصر الرئاسي والذي أسفر عن مقتلسبعة ضباط.وركز صالح هجومه على قبيلة حاشد التي يتزعمها صادق الأحمر الذي اشتبكالمسلحون الموالون له مع الموالين لصالح في الأيام الأخيرة.وحيا صالح في كلمته قوات الجيش والأمن التي واجهت ما وصفه بالعصابةالخارجة على القانون التي لا يربطها رابط بما يعرف بشباب الثورة، على حدتعبيره.وقال صالح إن سبعة ضباط قد قتلوا في الهجوم الذي تعرض له القصر الجمهوري.وكان صالح يتحدث بصوت مجهد ويتنفس بصعوبة أحيانا.وقال متوجها إلى آل الاحمر الذين يخوضون منذ أيام معارك دامية مع قواته,سنتابع هؤلاء الجماعة آجلا أم عاجلا بالتعاون مع كل أجهزة الأمن.وأضاف أنهم عصابة مسلحة احتلوا مؤسسات الدولة والوزارات.. إنهم حركةانقلابية للسطو على المال العام وإخراج المواطنين من مساكنهم في حيالحصبة في شمال صنعاء, معقل آل الأحمر حيث تتركز المواجهات.ويعد هذا أخطر تصعيد منذ أيام في المواجهات بين الحكومة والمعارضة، وعلىالأخص المعارضة القبلية، التي تقودها عائلة الاحمر، شيوخ اتحاد قبائلحاشد.وفي بيان صدر عنه وجه الأحمر اللوم إلى صالح بالقول إن الهجوم من تدبيرالحكومة حتى يتخذ ذريعة لتصعيد القتال في شوارع العاصمة.وإلى ذلك، أجمعت الصحف البريطانية الصادرة السبت على أن الهجوم الصاروخيعلى القصر الرئاسي في صنعاء لن يزيد الأوضاع في اليمن إلا اشتعالاواستقطابا بين علي عبدالله صالح وبين قبيلة حاشد التي ينحدر منها صادقالأحمر وشقيقه حميد المعارضين لحكم صالح والمتهمين من قبله بتدبير الهجومبغرض اغتياله. وجاء القصف الصاروخي على ما يبدو بعد قصف القوات المواليةللرئيس مقر حميد الأحمر.وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن أحداث العنف التي جرت الجمعةتمثل التصعيد الأخير في حملة صالح للتمسك بالسلطة بعد أن أخل بوعدهبتوقيع اتفاق للتنحي بوساطة من جيرانه في مجلس التعاون الخليجي الذينكانوا يحاولون تفادي الفوضى في بلد هي مقر لأنشط فروع تنظيم القاعدة.وتقول الصحيفة إنه عوضا عن إجراء عملية انتقال سلس للسلطة، فإن قوات صالحتحارب رجال قبائل موالين لصادق الأحمر وشقيقه حامد من قبيلة حاشد على مدىالأيام العشرة الماضية.وتنقل الصحيفة إصرار آل الأحمر على أنه لا علاقة لهم بالهجوم، وقولحلفائهم بأنهم يحاولون تفادي الانجرار إلى حرب أهلية يرون صالح مصرا علىإشعالها كي يظل في السلطة.وأخيرا، تنقل الصحيفة عن المحلل السياسي عبد الغني الإرياني تحذيره من أنالهجوم على القصر قد وفر لصالح الذريعة التي كان يتحينها للانتقام بصورةكبيرة، مضيفا أنه من المرجح أن يواجه اليمنيون الآن صراعا متفجرا.