هكذا تخطط إسرائيل لما بعد ضربها بالنووي

على مدار الحروب التي خاضتها إسرائيل مع الجانب العربي، سواء الكبرى منها أو الصغرى، كان لسلاح البحرية الإسرائيلي، دورا محدودا جدا، وكان الاعتماد الأكبر على القوات الجوية التي تعتبرها إسرائيل اليد الطولى لها، بالإضافة إلى القوات البرية.
وشهدت السنوات الماضية اهتماما بالقوات البحرية الإسرائيلية، وخاصة الغواصات، وطالما وصفت بأنها "سلاح إستراتيجي" بالنسبة إلى تل أبيب، يثار الحديث عنه كلما ظهر موضوع السلاح النووي، وامتلاك إيران أو أي دولة عربية أخرى لقدرات نووية، وهو ما يثير التساؤل وراء هذا الاهتمام خاصة بغواصات الدولفين، التي اشترت إسرائيل منها حوالي 6 غواصات، وهي المعروف عنها قدرتها على حمل وإطلاق صواريخ تحمل رؤوسا نووية.
سيناريو الضربة النووية الإيرانية
يقول المحلل العسكري بالقناة الثانية الإسرائيلية، أريه أجوزي، في معرض حديثه عن الفائدة الإستراتيجية للغواصات النووية الإسرائيلية التي ترسو في ميناء حيفا: "تخيلوا أن النظام الإيراني قرر في لحظة جنون إطلاق صواريخ نووية على إسرائيل، بعد أن فشلت القوى الدولية في منع حصوله على السلاح النووي، حينها ستدرك القيادة الأمنية الإسرائيلية ما حدث، وتقرر توجيه ضربة مضادة كرد فعل على الضربة الإيرانية".
ويضيف محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "هاآرتس"، رؤوفين بيدهتسور، أن إسرائيل تأخذ في حسبانها تعرضها لضربة نووية مكثفة يمكن أن تشل منظومة الصواريخ والبنية التحتية الإسرائيلية، بل يمكن أن تسبب خسائر لا يمكن تصورها، وتأخذ في حسبانها أيضا أن تكون جاهزة للرد على مثل هذه الحالة، فيما يعرف بالضربة الانتقامية أو الضربة النووية الثانية، وهي نفس فكرة منظومة "اليد الميتة" التي يمتلكها الجيش الروسي، للرد على أي هجوم نووية من شأنه إبادة كل سكان روسيا، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
الصواريخ الباليستية وحدها لا تكفي
تنفق إسرائيل مليارادت الدولارات لإنشاء أسطول غواصات نووية، على الرغم من أنها تمتلك صواريخ بالبيستية لها القدرة على حمل رؤوس نووية وكيماوية وبيولوجية، والتي يمكنها تغطية معظم الدول العربية، مثل دمشق التي تبعد 200 كيلومتر، والأردن على بعد 70 كيلومترا، والقاهرة على بعد 400 كيلومتر.
وحتى السد العالي الذي تضعه إسرائيل في قائمة التهديدات الإستراتيجية على مصر، يمكنها الوصول إليه عبر صواريخ "أريحا 1"، و"أريحا 2". ولكن كيف يكون الحال بالنسبة إلى دولة تبعد عن إسرائيل ما يزيد على 1000 كيلومتر؟ مثل العاصمة طهران التي تبعد حوالي 1500 كيلومتر عن إسرائيل؟ والرياض التي تبعد عنها المسافة نفسها تقريبا؟ وماذا عن طرابلس الليبية؟
ضربة شمشون
ترتكز الإستراتيجية الإسرائيلية، بحسب بيدهتسور، على سلاح الغواصات الإسرائيلية، ففي حالة تعرض إسرائيل لضربة نووية مفاجئة، وتدمير منصات إطلاق الصواريخ أو تدمير الأسلحة النووية في مخابئها، أو تدمير منظومات تحفيز هذه الأسلحة، فإن إسرائيل سيكون في مقدورها الرد على تلك الضربة بواسطة الغواصات النووية "دولفين".
وتكشف "القناة الثانية" الإسرائيلية في قسمها العسكري، عن طريقة تنفيذ تلك الضربة الانتقامية، وتقول إن منظومة الاتصال المؤمنة عبر الأقمار الصناعية تتيح اتصالات مع قائد الغواصة، وبناء على هذا الاتصال يكون هو وغواصته في وضع الهجوم، لكن أمر الإطلاق لا يتم إعطاؤه من خلال اتصال صوتي، بل يتلقاه القائد بواسطة أكواد خاصة.
جدير بالذكر أنه في حالة رغبة إسرائيل في مهاجمة إيران، فيجب على الغواصات أن تبحر إلى المحيط الهندي، إذا ما قررت تجنب العبور في قناة السويس ومنها إلى البحر الأحمر.