النهار
جريدة النهار المصرية

أهم الأخبار

ثروت الخِرْبَاوي يكشف قصة الزواج الغامض بين حبيب العادلي والإخوان

-

 

صاهَر الإخوان و"حماس" وزير داخلية مبارك ودخلوا بيته وتربَّعوا فى سويداء قلبه

فى الكويت تعرَّف العادلى إلى أمين الأغا شقيق الشيخ جاسر وقامت أواصر قوية بينهما

اعتبر الإخوان أن نسب الأغا مع العادلى سيوفر لهم حماية وقد يرتب لهم تحالفات واتفاقات وصفقات

قصتنا هنا لن تخطر على بالك، ولا على بال غيرك، فهل تعرف أن الإخوان تزوجوا بحبيب العادلى، عذرا، أقصد صاهروا العادلى، ودخلوا بيته، وتربعوا فى سويداء قلبه؟ انتظر يا صديقى، ليس الإخوان فقط هم الذين فعلوا ذلك، بل حركة حماس التى تمثل قيمة عليا لدى العادلى.

نعم كان العادلى فى أحضان «حماس» حتى قامت الثورة، وظلت كذلك بعد الثورة، هل ستندهش؟ وهل سنبدأ فى فك طلاسم مستغلقة عن كيفية دخول «حماس» لمصر قبل الثورة مباشرة ومشاركتها فيها وتحطيمها أسوار السجون؟ أم ستزداد الطلاسم استغلاقا؟ لا يظن أحد أننى أتحدث عن خيال توهمته، فزوج ابنة حبيب العادلى هو واحد من قيادات الإخوان فى أمريكا، ووالده هو أحد المؤسسين لحركة حماس فى غزة مع الشيخ أحمد ياسين، وجده هو مؤسس فرع الإخوان فى خان يونس عام 1942، ثم كان أن حصل العادلى على حكم البراءة بمساعدة الإخوان، لم تكن مساعدة خفية، لكنها كانت ظاهرة ومعلنة، تم الاتفاق عليها مسبقا فى زمن ولى ولن يعود، ووقف الإخوان فى المحكمة يدافعون عن العادلى وعن حركة حماس ويطالبون بالبراءة! ألم أقل لك إن «الليالى من الزمان حُبالى/ مثقلات يلدن كل عجيب»، لذلك سنرى العجائب فى الحلقة القادمة.

نستطيع أن نقطع بأن السنوات السابقة على الثورة كانت حُبلى بالمفاجآت، لكنها مفاجآت سرية لا يعرف عنها أحد شيئا، فحينما كان حبيب العادلى يعمل كملحق أمنى فى سفارتنا بالكويت تعرّف إلى الشيخ جاسر سليم الأغا، وهو فلسطينى الجنسية، وكان من قادة حركة حماس، وأجبرته الظروف على مغادرة غزة والعمل كمدرس فى الكويت حتى حين، وقامت علاقات وثيقة بين رجل الأمن المصرى ورجل حماس الإسلامى، ومرحى بهذه العلاقة التى دلت على أن عيون رجل الأمن كانت فى شدة الاتساع وهو يرقب حركة الإخوان فى الكويت، ويتلمس الطريق إلى معرفة أخبارها، ومدى تأثيرها على مصر، وفى تلك الدولة التى ضمت بين جناحيها أعدادا ووفودا من فلسطين جاء شقيق الشيخ جاسر ليزوره فى منفاه، وعلى رأى المثل «إن المصائب يجمعن المصابينا»، فشقيق الشيخ جاسر هو الدكتور أمين سليم الأغا الذى كان يقيم فى السعودية ويعمل فى مهنة الطب، وبين الحين والحين كان يذهب إلى أخيه زائرا، وكان أخو جاسر يذهب إليه فى السعودية زائرا أو حاجا أو معتمرا، ولعلكم لا تعلمون أن رحلات الحج والعمرة فيها منافع كثيرة، منها أن تجتمع فصائل الحركات الإسلامية لتوحيد المواقف والأهداف، ومنها أن تجتمع قيادات الإخوان فى التنظيم الدولى، بعيدا عن عيون الأمن تحت راية الحج والعمرة، ولبيك اللهم لبيك، ومنها جمع التبرعات لحركة حماس ولهم فيها مآرب أخرى.

نعود إلى الكويت، حيث تعرف رجل الأمن حبيب العادلى إلى شقيق الشيخ جاسر صديقه الحبيب، وقامت أواصر قوية بين العادلى والدكتور أمين الأغا، فقد كان ذا وجاهة وقيمة، فضلا عن أن له عددا من الأبناء فى مدارج التعليم المختلفة، فضلا عن أن زوجة الدكتور أمين الأغا مصرية هى السيدة ماجدة سعد الرافعى، وهى عائلة ذات أصول عريقة، وعبر أيام قضاها أمين الأغا فى الكويت وضع حبيب العادلى عينيه على ذلك الشاب الصغير الذى كان بصحبة أبيه الأغا، فقد كان شابا واعدا مفتول العضلات سريع البديهة، وقد تضرب أخماسا فى أسداس عندما تعلم أن عبد الله ابن الدكتور أمين الأغا الذى نال إعجاب العادلى كان مفتونا بالإخوان، وقد تئنّ الأخماس والأسداس من ضربك لها إذا علمت أن الدكتور أمين الأغا كان من قيادات التنظيم الدولى للإخوان، وستتوقف عن ضرب كل شىء فى أى شىء عندما يهبط الشاب عبد الله أمين الأغا إلى مصر، ويضع رحاله فيها، ليقوم باستكمال تعليمه الجامعى فى كلية طب قصر العينى، وقتها كان العادلى قد عاد إلى مصر، فاحتضن ابن صديقه وأشرف على رحلة تعليمه، وبعد سنوات اكتملت الفرحة عندما وفّق الله رأسين فى الحلال، فتزوج عبد الله بالفتاة الطيبة جيهان حبيب العادلى، ويبدو أن مميزات الفتى كانت لا تضاهيها أى مميزات، مما جعل العادلى يغض الطرف عن انتظام ابن صديقه وزوج ابنته فى جماعة الإخوان فى إحدى الشُّعب الإخوانية بمحافظة الجيزة، وسافر الزوجان يرفلان فى حلل السعادة إلى ولاية مانهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية، لينتظم عبد الله فى دراسة الدكتوراه، ولينتظم فى ذات الوقت فى حركة «ماس» الممثلة لجماعة الإخوان بأمريكا، وليصبح بعد أن انفتحت الآفاق أمامه مسؤول الاتصال بين إخوان أمريكا وحركة حماس بغزة، وعندما فشل فى الحصول على الدكتوراه من مانهاتن عاد إلى مصر، ليحصل على الدكتوراه من طب قصر العينى فى شهر أكتوبر من عام 2010 فى ثقب الحاجز الأذينى بالليزر، وإكراما لخاطره كانت درجة حصوله على الرسالة هى الامتياز، وإكراما لخاطر نسيبه أوصت اللجنة بتبادل الرسالة مع الجامعات الأخرى، لعلها تستفيد مما أفاء الله علينا به، وعاد عبد الله الأغا يحمل رسالته ليستقر به المقام فى مانهاتن يستكمل رسالته الإخوانية، ويغنم من عمله بالطب بعض دولارات يقيم بها أوده وأود عائلته، حيث بلغت كما قال محاميه ٥ ملايين دولار سنويا.

كانت همسات قيادات الإخوان لا يكاد يسمعها أحد، وهى تثرثر عن ذلك النسب الذى سيوفّر لهم حماية مرتقبة، وقد يرتب لهم تحالفات واتفاقات وصفقات، وهى جماعة أدمنت عبر عمرها كله الصفقات، فحبيب العادلى دخل فى علاقات نسب قوية مع الإخوان، ويكفى أن أعمام عبد الله الأغا هم أعلى قيادات فى حركة حماس، فذات يوم بعد سنوات من هذا الزواج وقبل ثورة يناير بشهر ارتجت الأرض فى خان يونس حينما توفى مختار عائلة الأغا، وهو الشيخ جاسر سليم الأغا القيادى التاريخى لحركة حماس، هل تذكرونه؟ نعم هو ذلك الشيخ الذى كان فى الكويت ذات يوم والذى كان سببا فى تعرف العادلى إلى الدكتور أمين الأغا والد عبد الله، توفى الرجل وأعدت له حركة حماس جنازة تاريخية حضرها إسماعيل هنية «أبو العَبِد» وكل قيادات حماس من أولهم إلى آخرهم.

ليس عم عبد الله فقط أو والده، لكن جده هو الشيخ سليم حسين مصطفى الأغا، كبير فرع «الحساينة» من عائلة الأغا، وهو أحد مؤسسى فرع حركة الإخوان فى خان يونس، وشقيق جده هو الشيخ حلمى الأغا الذى افتخر الإخوان فى موسوعتهم بأنه كان أحد قادة الإخوان فى خان يونس، هذه عائلة «مؤصلة» إذن من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، ويا لبؤس «أخمص» هذا فقد كان سببا فى أن تضع حركة حماس قدميها فى بيت رجل الأمن الأول فى مصر المنوط به الحفاظ على الأمن القومى للبلاد، وقد اخترقت «حماس» الأمن القومى، وهدمت السجون، وهاجمت أقسام الشرطة، وأطلقت سراح قادة الإخوان، وقد يكشف التاريخ لنا حقيقة من اعتلى الأسطح فى ميدان التحرير ليقتل عددا من الشهداء يؤجج بهم الثورة، أحماس فعلتها؟ هذا ما أنكره دفاع حبيب العادلى فى قضاياه التى خرج منها مؤخرا مكللا بالبراءة! هل تصدقون أن الأخ المحامى الذى دافع عن حبيب العادلى أخذ فى المحكمة يعدد مناقب حركة حماس؟ مَن هذا الأخ المحامى؟ وما قصته؟ ستعلمون أنه أحد أعضاء جماعة الإخوان! وله مع الجماعة تاريخ، وستعلمون أنه كان يعيش فى أمريكا فترة من الزمن، حيث كان يعمل خطيبا لأحد المراكز الإسلامية فى نيوجيرسى ثم فى نيويورك بعد ذلك، انتقل هذا المحامى من حال إلى حال، ليصبح فى طرفة عين وانتباهتها عرابا لصفقة قد ينساها التاريخ أو يتنساها، وليقف هذا المحامى الإخوانى ينافح بكل ما يملك عن العادلى، ليتلقف عديدا من القضايا باتفاق مع جماعته، وكأنه كما يقول الشاعر: «تكاثرت الظباءُ على خِراشٍ/ فما يدرى خِراشٌ ما يصيدُ»، ولنا مع ظباء «خِراشٍ» حلقة قادمة تكشف ما ستره حبيب العادلى، وما أخفاه الإخوان عن علاقة تبدو فى ظاهرها حلالا بلالا، وهى فى الحقيقة جريمة العصر.