جريدة النهار المصرية

مقالات

امبابة بين ”جمهوريتين ”

-
من وراء احداث امبابة ليلة السبت الاسود التي اعدت المنطقة الى واجهة الاحداث لتذكرنا باحداث 1987عندما كانت ساحة واسعة للحركات الاسلامية التي تواجدت بمساحة من الخدمات في المساجد صتعت من الحركات الاسلامية وقتها قوة ناعمة تركز على مبدأ تقديم خدمات مهمة لسكان امبابة غابت عنها الدولة وقتها ومن هنا جاء المصطلح الشهير جمهورية امبابة .وبحكم انني كنت قريبا من هذه المنطقة في ذلك الوقت فكان اللافت ان الكنائس لم تكن على اجندة من يحركون العمل الاسلامي وقتها او القيادات المسيحية او محلاتهم المنتشرة في اكثر من موقع ,بل كانت دور العبادة والمحال آمنة مطمئنة وكان هذا واضحا في مواقع تحمل اسماءا مميزة كشوارع الجهاد والبصراوي وطوال عقد من الزمان لم نشهد اعتداء على كنيسة في امبابة اللهم الا بعض الاحتقانات الصغيرة التي لم تصل الى اكثر من خلاف بين اشخاص يقطنون حيا مزدحما .السؤال الذي بدر الى ذهني ليلة السبت الاسود ونحن نعيش في الجمهورية الثانية لامبابة هو كيف عاش اهل هذه المنطقة معا وسط فترة نشاط الجماعات دون احتقان واليوم مالذي قاد الى الصورة الغريبة والاحتقان الذي يقود إلى فتنة خطيرة؟ما حدث امام كنيسة مار مينا وكنيسة العذراء وبعيدا عن قصة الزوج والزوجة المخطوفة من الواضح ان هناك اياد خفية تعبث بأمن مصر وتجرنا بعيدا .و هذا المشهد الدامي وراءه اياد خفية لابد من كشفها وفي زمن التقنية الرقمية وتفريغ الصور الهاتفية يمكن الوصول الى من وراء هذا الاحتقان الغريب في امبابة لكنه خلال فصل جديد لجمهورية جديدة تختلف عن الثمانينيات والتسعينيات ويمكن القول انه حادث خطير بين جمهوريتين مختلفتين في جغرافية واحدة لم تتغير ,الذي تغير سلوك جديد ادى الى الاحتقان الطائفي .هناك من دفع الاحداث للوصل الى ما وصلت اليه من خارج احياء امبابة ,واستغلال الانفلات الامني الذي لايزال يعيش اجواء مابعد 25 يناير ,السلفيون في الحدث نعم لاكن من هو مدبره الحقيقي الذي قاد معركتي مار مينا والعذراء ؟من واقع المشهد السياسي والمشهد الاعلامي الفضائي ارى ان هناك افتنة تستهدف وطن واضرب عدد من شواهد الادلة في مقدمتها حجم الاسلحة اللامعقول الذي ظهر في ساحة النزال وبلشكل مثير للانتباه مع قنابل المولوتوف !! .القضية الان من اطلق شرارة الاحداث واشك ان حكاية الزوج والزوجة المخطوفة هناك من استغلها ببراعة مستغلا فراغ واضح تعيشه الدولة لتعطيل مسيرة بدات في التحرير ومعها يرتفع شعارات اقباط المهجر انقذوا اقباط مصر كما كان يحدث قبل 25 يناير .الصورة في امبابة تستدعى ان نستذكر ان هناك من يتربصون للثورة ويسعون كل يوم لايقاف عجلة التقدم والانتاج فبعد ان فشلت الوقفات الاحتجاجية كان البديل خطيرا وهو الفتنة الطائفية مما يجعلنا جميعا نضع ايدينا على صدرنا نتوجس ونقول ان مصر في خطر لكنني اكرر من داخلي مصر في خطر مصر اكبر من الفتنة .