الحكومة تبحث الهيكلة والعاملون ينظمون ”عزاء ماسبيرو”

في مفارقة خطيرة تكشف حجم الهوة الكبيرة بين الحكومة وما يدور في أرجاء ماسبيرو، وبين حجم المأمول وحجم الفشل على أرض الواقع فإننا نكشف خلال السطور المقبلة الفرق بين التفكير عبر الغرف المغلقة لأعضاء الحكومة الرسميين الذين لا يهمهم سوى تستيف الأوراق، وأبناء ماسبيرو الذين يطمحون في انتشال المبنى من عثرته.. وبين هذا وذاك يقف الجمهور موقف المتفرج لحين انتهاء ما يحدث ليقيِّم ويعطي كل ذي حق حقه.
ففي الوقت الذي أعلن فيه عدد من أبناء ماسبيرو على رأسهم المخرج على غيث وطارق صلاح الدين عزمهم تنظيم ما أطلقوا عليه "عزاء ماسبيرو"، أعلن الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط أن الوزارة بصدد الانتهاء من مشروع لهيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون والذي سيتم عرضه على مجلس الوزراء خلال شهر مارس الجاري، للتصديق على خطة الإصلاح الشامل لماسبيرو التي أقرتها الوزارة .
وحسب كلام المنظمين، فإن الهدف من وراء تنظيم هذا العزاء هو توصيل رسالة أن ماسبيرو مات إكلينيكيا بسبب تلك القيادات التى تفتقر إلى رؤية حقيقية للنهوض بالشاشة وأنه يحتاج لقبلة حياة تنهض به من مرقده، قبلة تكون بدايتها إقالة جميع القيادات التى فشلت فى تنفيذ التطوير والتى فشلت حتى فى تحويل ملف التطوير للتحقيق لمحاسبة المقصرين، مؤكدين أنهم لا يسعون إلى مكسب شخصي من وراء تلك الفكرة .
وقال طارق صلاح الدين: ليس لنا من ورائها طائل، ورغم ذلك، لايتركونا لحالنا، تهكموا على فكرة العزاء، وأنهم سيحضرون العزاء لتسفيه الفكرة، واستعدادهم لتحمل نفقات العزاء لتحقير الفكرة، وتهديدات يرسلونها لنا أنه سيتم اعتقالنا، كل ذلك وهم لا يخجلون من فشلهم، كل همهم التمسك لآخر لحظة بمناصب لا يعطونها حقها، هذه هى الحقيقة كاملة، ونحن ماضون فى طريقنا، ولابد من محاسبة المقصرين، ولن نتركهم ينعمون بفشلهم ولا مطامع لنا فى شيء سوى إصلاح تلك الشاشة بتطوير حقيقى، ليرحل كل من فشل، ليرحل كل متردد لا تقوى أياديه المرتعشة على البناء، ليرحل كل ضعيف لا يستطيع تنفيذ إرادته ومحاسبة المقصرين، ليرحل كل من يعزل نفسه فى برج عاجى ولا يلتقى بأحد ولا يناقش ولا يحاسب أحد .
بينما أكد الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط أن الخطة التي أعدتها الوزارة سوف ترضى العاملين بشكل كبير لأنها تحافظ على حقوقهم وتضيف مزايا كثيرة إليهم بالإضافة إلى وضع خطة للإصلاح الإدارى بما يحقق استدامة مالية يعود بالنفع على العاملين بجانب تحفيزهم على جودة الخدمة المقدمة للمواطن.
هذا التباين في مواقف العاملين على أرض الواقع والمسئولين الرسميين يحتاج إلى جهة تتدخل بشكل سريع لتفض الاشتباك وتنزع فتيل أزمة الثقة التي طرحت نفسها على الوسط الإعلامي في ماسبيرو بسبب عجز المسئولين عن تحقيق إنجازات حقيقية لأسباب متعددة منها ما هو متعلق بالموازنات المالية ومنها ما هو متعلق باللوائح العقيمة.