النهار
جريدة النهار المصرية

أهم الأخبار

اسلام يكن.. من طالب بمدرسة خاصة في القاهرة لمقاتل داعشي

-

 

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عن اسلام يكن اوردت فيه انه ربي السيد علي ابنه، إسلام يكن، في مصر الجديدة، وأرسله إلى مدرسة خاصة، حيث درس باللغة الفرنسية. كونه شابا، أراد يكن أن يكون مدربا للياقة البدنية. تدرب بلا هوادة، على أمل أن ما يبذله من جهد من شأنه أن يحقق له النجاح، الصديقات والثروة. ولكن أهدافه لم تتحقق أبدا. اعرض عن الحياة ، و اتجه الي الدين والتطرف، و انتهي به الحال للتصوير بجانب جثة مقطوعة الرأس بميادين القتال في سوريا، وهو يبتسم.

كتب يكن، بعد انضمامه الي جماعة داعش، عبر تويتر في يوليو خلال شهر رمضان "بالتأكيد، لن تكون العطلة كاملة من دون صورة مع واحدة من جثث الكلاب"

قال والده بصوت تخنقه الدموع "عليك أن تفهم، أنا أتألم، لقد ضاع ابني. انا اعيش فقط لاساعد والدته علي الحياة"

يسعى الغرب جاهدا لمواجهة صعود التطرف الإسلامي والوحشية التي ترتكب باسم الدين. لكنه ليس وحده في محاولة فهم كيف حدث هذا – لماذا ينضم الشباب الذي كبر في منازل تكره العنف، ناهيك عن القتل بدم بارد، إلى جماعات الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة. انها ظاهرة تشكل تهديدا للدول الإسلامية تماما مثل الغرب، إن لم يكن أكثر من ذلك، حيث يتطوع الآلاف من الشبان ، وعلى استعداد للقتل و الموت.

ليس هناك طريق واحد يؤدي إلى الجهاد، ولكن باستكشاف حياة يكن، تظهر عدة معالم. هناك تأثيرات مألوفة وسهلة المناقشة، مثل نقص الفرص الاقتصادية والشعور المتجدد بالاغتراب السياسي، لا سيما بين الشباب. ولكن هناك أيضا مواضيع أكثر حساسية – قلما ما تناقش علنا، مثل التفكير المحافظ على نحو متزايد الذي يحدد عقيدة كثير من المسلمين اليوم، أو الكبت الجنسي بين الشباب الذين يتعلمون أن الرغبات الجسدية والعاطفية يمكن أن تجلب لهم الادانة الأبدية.

وقال حسام عاطف (20 عاما) واحدا من أقرب أصدقاء يكن في مصر "أحيانا أشعر أنه كان يمكن أن ينتهى بي المطاف بهذا الحال. كشاب، تشعر دائما بالتمزق. تريد دائما الدنيا والآخرة على حد سواء ". و اضاف "كان حلمه أن يكون مدرب شخصي عظيم. كان يريد العمل في الخارج، والمتعة والحصول على صديقات جميلات."

هذا اللغز، الذي غالبا ما يعرض كخيار بين نمط الحياة الغربية الحديثة و عيش حياة ورعة، أمر أساسي لفهم كيفية تحول يكن من لاعب كمال اجسام طموح يحاول أن يلقي سحره على النساء الي جهادي عنيف.

عندما كان يكن متفائلا بشأن مستقبله، كان افتقاره للتفاني الديني ليس بقضية. ترتدي والدته وشقيقتيه الحجاب، و يحثه والده علي الصوم و الصلاة. ولكن في حياته، كان الدين مجرد خلفية. بعد أن بدأت أحلامه في الاصطدام باقتصاد مصر والاضطرابات السياسية، بدأ يكن الشعور بالذنب حيال نمط حياته. وبخ نفسه لعدم التزامه بالصلاة، و لعصيان والديه، و خيانة قيم المجتمع. ولكن الأهم من ذلك كله، شعوره بالذنب تجاه علاقاته مع النساء.

عندما فقد يكن صديق مقرب في حادث دراجة نارية، وكان ذلك في مارس 2012، في خضم التمهيد لأول انتخابات رئاسية ديمقراطية في مصر، كانت أحلامه بالعمل تغرق، وامتلأت الشوارع بشعارات إسلامية لمرشحي جماعة الإخوان. عندئذ قرر يكن اللجوء إلى الدين. اطلق لحيته، و توقف عن الذهاب إلى الحفلات، و الغي جميع صداقاته بالنساء علي الفيسبوك. لكن التزامه حديثا بالدين لم يكن انحراف بعد في اتجاه التشدد والجهاد.

بوصول تدين يكن إلى الذروة، عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين بالقوة. عندما تحرك الجيش لتعزيز قوته، وإسكات كل المعارضة، تعثرت عقيدة يكن في العملية السياسية. بدا يكن في آخر مرة ذهب يكن فيها للصلاة في مسجده الحي، في أغسطس 2013، مختلفا بشكل ملحوظ. أشار الشيخ رمضان فضل، وهو إمام في المسجد، انه قد حلق رأسه ولحيته، "وعندما سألته عن السبب، قال انه ذاهب الى الجهاد."

قال محمود الغندور ، احد اصدقاء يكن، بحزن " لقد وجد إسلام ما كان يبحث عنه، حياة خالية من الذنوب، قضية أكبر، وهي دولة إسلامية". كما وجد يكن أيضا فرصة لتمييز نفسه باعتباره مدرب اللياقة البدنية - للمتشددين.