النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

كواليس تجارة الـ «CIA» للمخدرات.. «العملية جلاديو» تكشف التحالف «غير مقدس»

-

"العملية جلاديو" كانت بمثابة عملية عسكرية متكاملة الأركان، فقد أطلقتها الاستخبارات الأمريكية عام 1958 من أجل التدخل في إيطاليا، حيث توجست الولايات المتحدة من سيطرة الشيوعيين على الحكم حلال النصف الثاني من عقد الخمسينيات من القرن الماضي.

حيث كانت برامج الرعاية الاجتماعية التي قدمها الشيوعيون وحلفاؤهم بمثابة مقدمة لإمكانية الفوز بالانتخابات البرلمانية آنذاك، فضلا عن ذلك كان الحزب الشيوعي الفرنسي والإيطالي من أقوى الأحزاب الشيوعية خارج الاتحاد السوفييتي، وفلا لما ذكره بول إل. وليامز فى كتابه "العملية جلاديو".

الرشاوى المقدسة

بادرت الاستخبارات الأمريكية إلى التواصل مع الفاتيكان، إذ كانت هناك مخاطر مشتركة تهدد كلا من المؤسسة الدينية الكاثوليكية والحكومات الديمقراطية الليبرالية في غرب أوروبا، فضلا عن المصالح الأمريكية المعقدة في إيطاليا وأوروبا الغربية، ولذا تقرر أن يستخدم البابا نفوذه الروحي في عرقلة نفوذ الشيوعيين، مع ملاحظة أن الفاتيكان يمارس سيطرة هائلة على المافيا، إذ إن جميع عائلات المفايا تنتمي إلى المذهب الكاثوليكي في إيطاليا او في دول المهجر، خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية.

إسبانيا أيضًا

يضيف المؤلف أن العملية جلاديو لم تتوقف على إيطاليا وحدها، وإنما شملت اسبانيا وغيرها من الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي، وذلك في فترة كانت الحرب الباردة تدخل دورا أكثر خطورة واستفزازا، ومن ثم يشدد المؤلف على أن العملية جلاديو كانت بمثابة مشروع عسكري متكامل وواسع النطاق لحلف الناتو شاركت فيه الدول الأعضاء، بصورة أو بأخرى.

الأسرار السوداء

يشير المؤلف إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف فيها بالوثائق الرسمية، عن علاقة الفاتيكان مع المافيا والاستخبارات الأمريكية، خاصة أن الولايات المتحدة استعانت بنفوذ المافيا في الجنوب الإيطالي في تسهيل علميات الإنزال العسكري لمعسكر الحلفاء في المرحلة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وبالفعل لم تتعرض القوات لأية تحديات تذكر، بل ساهم رجال المافيا في تنفيذ العديد من عمليات التخريب خلف خطوط القوات الإيطالية الموالية للزعيم الفاشي بتينو موسوليني.

انتهازية

يشير المؤلف إلى أن المواطن الأمريكي سوف يصاب بالصدمة من جراء اكتشاف النزعة الانتهازية السخيفة التي تستحوذ على الإدارة الأمريكية في مختلف العصور، إذ أن واشنطن لم تتورع عن التحالف مع المافيا وغيرها من التنظيمات الإجرامية، من أجل تحقيق مصالح تراهن الإدارة الأمريكية على التوصل إليها، حتى لو تطلب ذلك اللجوء إلى خيارات ليست فوق مستوى الشبهات.

ويقول المؤلف إن هذا النهج يمكن أن يؤدي إلى تدمير الولايات المتحدة على المدى البعيد، كما يسلط الضوء على الكيفية التي تلجأ إليها الولايات المتحدة لتوظيف بعض المجموعات المشبوهة في إزاحة الخصوم السياسيين للولايات المتحدة، وهو ما يعد أحد الأسس الراسخة التي تلتزم بها السياسة الخارجية الأمريكية.

المخدرات والفساد

كالمعتاد لجأت الاستخبارات الأمريكية إلى توظيف الأموال التى يتم الحصول عليها من تجارة المخدرات التي تديرها الوكالة في توفير الأموال اللازمة لمواجهة الشيوعيين في إيطاليا وفي مختلف دول حلف شمال الأطلسي، ويتساءل المؤلف عن الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة إلى تزييف الحقائق والتوريج لأكاذيب لا تستند إلى أساس.