محمد نبوس شهيد ليبيا الحرة

-
لم يكن محمد نبوس مناضلا سياسيا أو معارضا لنظام القذافى حتى يوم 15 فبراير2011، عندما اندلعت الإحتجاجات فى ليبيا مطالبة بالإصلاح السياسى والإقتصادىوتوفير حياة كريمة، إلا أنه استشهد فى سبيل إظهار حقيقة ما يجرى فى ليبيا بعدمااسس قناة ليبيا الحرة.فمحمد نبوس ينتمى لعائلة ميسورة ماديا تمتلك مشروعا سياحيا فى بنغازى كما أنهتلقى تعليما راقيا فى مجال تكنولوجبا المعلومات وكان يعيش حياة هادئة مع أسرته.إلا انه بعد إندلاع الإحتجاجات وقيام كتائب القذافى الأمنية بإستخدام الرصاصالحى لتفريق المتظاهرين ومقتل العديد من أهل بنغازى فى سبيل الحصول على حريتهم،حاول محمد نبوس نقل الحقيقة للعالم الخارجى، إلا أن القذافى قطع خدمات الإنترنتوالهاتف المحمول عن ليبيا للتعتيم على جرائمه ضد الإنسانية.ولكن محمد وصديقه زهير البراسى اتفقا على إبتكار طريقة لتوصيل حقيقة ما يجرىللعالم الخارجى.وفى هذا الإطار يقول زهير إنه ومحمد لم يكن لهما أى إنتماءات سياسية حتى أنهملم يعرفا بخروج المظاهرات حتى يوم 17 فبراير فذهبا لساحة التحرير لرؤية ما يجرى،إلا أنهما فوجئا بالعنف الذى تمارسه كتائب القذافى ضد المتظاهرين فى غيبة لوسائلالإعلام ومن هنا قررا إستخدام خبرة محمد فى مجال تكنولوجيا المعلومات.لنقل ما يجرى على الأرض فقام محمد بوضع طبق إرسال فضائى وابتكر طريقة للربطبشبكة الإنترنت عن طريق القمر الصناعى مستخدما كاميرا كمبيوتر لبث ما يجرى فىالساحة على موقع لايف ستريم.ويقول زهير إن محمد كان يتحلى بشجاعة فائقة حيث انه وضع أجهزته فى الشارع وعلىبعد مرمى حجر من قوات القذافى غير عابىء بما قد يصيبه.وتتطور الفكرة بعد أن سيطر الثوار على ساحة التحرير أمام مبنى محكمة شمالبنغازى فحصل محمد وصديقه على غرفة أعلى المبنى وطورا الفكرة لتصبح قناة ليبياالحرة التى تقوم ببث ما يجرى من مواجهات والتقت قنوات بى بى سى وسى ان ان مايبثه محمد وقامت ببثه على شاشاتها حتى أن قناة ليبيا الحرة اصبحت بمثابةالمراسل للعالم الخارجى فى الأيام الأولى للثورة وعن طريقها ارسل محمد وفريقهالعديد من المقاطع المصورة والنداءات للمجتمع الدولى للتدخل لوقف المذابح التىيرتكبها القذافى.وفى يوم 19 مارس، عندما حاول القذافى دخول بنغازى، خرج محمد لتصوير ما يجرى منقصف بالمدفعية والدبابات لبنغازى كذلك المواجهات بين مرتزقة القذافى والثوار علىمشارف المدينة فى حى القوارشة. إلا أن أحد قناصة القذافى استهدفه فارداه شهيداقبل ساعتين من تدخل قوات التحالف الدولى لإنقاذ بنغازى.والعجيب أن آخر تسجيل صوتى بثه محمد على قناته قبل خروجه مباشرة لتغطيةالأحداث ذكر فيه أن هذا التسجيل قد يكون الأخير له حيث أنه يشعر أن قناصة القذافىستصفيه لإسكات الحقيقة كما حدث مع المطرب الليبى الشاب رامى الكالح اول من غنىللثورة الليبية.وتقول زوجة محمد، التى ارتبطت به فى يوليو الماضى، إن الأسرة كانت على يقين منأن محمد قد يتم إستهدافه ولكنها لم تستطع ردعه حيث كانت مؤمنة بما يفعل، واكتفتالسرة بالدعاء أن يبقى سالما إلى النهاية إلا أنه مان للقدر رأى آخر ولم يمهلهحتى يرى مولوده الذى سيأتى للحياة فى ليبيا جديدة حرة.ويقول زهير إن مهمته الآن هى تحويل حلم محمد نبوس إلى حقيقة، مشيرا الى أنهوزملائه يعملون الآن على إطلاق قناة ليبيا الحرة على الأقمار الصناعية لتكونأول قناة ليبية لا تقول غير الحقيقة.