جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب عن : ثقافة الفساد

-
نعيش حالة من انعدام كل أنواع التسامح لأن ما يجرى على أرض مصر المحروسة من ثقافة الفساد السياسى والمالى والأخطر ثقافة انهيار منظومة القيم الأخلاقية غريب فما يجرى الآن هو ديمقراطية الفوضى والتسيب والانتهازية وهذه المرادفات أصبحت ثوابت أساسية لما نمر به الآندعونا نتصارح ونتواجه بالعشوائيات السياسية التى تعبث فى حياتنا اليومية تستفحل يوم بعد يوم من خلال نماذج وادوات وعناصر لا تمت للحياة السياسية لأمن قريب أو من بعيد ووجدت فى ثقافة الفساد السياسى ضالتها المنشودة مستخدمة أسلوب الترهيب والتخويف والتخوين فأصبحت مسيطرة على المشهد السياسى مستخدمة كل الأوراق السياسية المشروعة وغير المشروعة لتعيش البلاد فى فوضى سياسية عارمة ستظهر بوضوح فى الانتخابات البرلمانية القادمة لنرى برلمانا يحكمه العصا السياسية والجزره الطائفية ينقلنا إلى عصر العولمة الدينية وقانون الأمر بالمعروف والواجب الشرعى فى قاموسنا السياسى فالناس أصبحت مستفزة من تكرار شعارات والفاظ وشماعة الثورة المضادة والثورة المقابلة لأن ما يجرى الآن هو انعكاس حقيقى وواقعى لسلوكيات البشر وأخلاقيات المجتمع فالموجات البشرية التى تحطم كل شىء هى نتاج طبيعى لعقائد وموروثات بداخلنا فالوعى المجتمعى مفقود والاحساس الداخلى بتدمير ونهب وتحطيم وسرقة كل شىء أصبح القاعدة والاستثناء هو الرفض لهذا السلوك المخيف والمرعبفأحداث مباراة كرة القدم بالأمس القريب فى استاد مصر الذى يجمع كل ألوان وطبقات البشر نجد أن الشعور العام لدى الجميع هو الانتقام واخراج شحنه الغضب والرفض على المكان والناس والضيوف فالمشهد كان مريباً ومخيفاً وخاصة أن طرفى المباراة هما اللذان فجرا شرارة الثورة الرائعة فى تونس ومصر فشىء عظيم أن نسقط نظام وتوابعه وحكومته وادواته وهذا ما تم لكن الأخطر والكارثة أن تعمل على اسقاط هيبة الدولة والبلد بالخروج على القانون والاعراف والقواعد الاخلاقية التى فجرتها ثورة الشباب ودعمها الشعب العظيم الذى عانى ثلاثون عاماً من القهر والظلم والفقر وانتهاك أبسط حقوقه الإنسانية والسياسية والاقتصادية حتى أصبح رقماً خارج معادلة النظام الفاسد لا وجود له ولكن أن ينقلب الهرم الأخلاقى والمجتمعى بهذا الشكل السريع لتذوب بداخله كل قيم الخير والتسامح واحترام الآخر والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة فهذا هو الانفلات المجتمعى الذى يجعلنا محاصرين داخل دوائر البلطجة والفوضى الخلاقة التى دعت إليها كوندليزا رايس لتحقيق الحلم الصهيونى من خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد من خلال استخدام أدوت وأشخاص من الداخل ليطبقوا أفكار وأهداف الخارج الذى يسعى إلى تقسيم مصر إلى دويلات فى النوبة وصعيد مصر والدلتا ليضمن التفوق الأبدى والتاريخى لإسرائيل لأن مصر هى بيت القصيد وإذا سقطت مصر ستسقط كل البلدات العربية وهذا هو المخطط الصهيونى فما يجرى فى سوريا والعواصم العربية يؤكد هذا التوجه لأن البوصلة السياسية المجتمعية مع الحرية والعدالة الاجتماعية وتداول السلطة وإلغاء كل القوانين السلبية التى تقيد حرية المواطن ولكن ما يجرى يدعو للتحليل والتوقف فاستراتيجية التحرك على الأرض تهدد بكارثة لأنها أصبحت للأسف الشديد ثقافة مجتمعية تجمع كل المستويات وليست الفئة الضالة من البلطجية وفلول النظام السابق فاجراس الخطر تدق فى كل الاتجاهات ويجب إعادة هيبة الدولة واحترام القانون والقبض على هذه الجماعات المنظمة التى تجمع كل ألوان الطيف السياسى والمجتمعى فلابد أن نعترف أن هناك خطر وفزاعات تهدد الجميع فإعلان وفاه الدولة بكل اركانها ومؤسساتها يجعلنا نتوحد لمواجهة المجهول القادم علينا فهؤلاء يريدون اسقاط الدولة وكل ما يجرى من مؤشرات وأحداث على أرض الواقع يعتبر اختزال لهيبة الدولة يصب فى الاتجاه المعاكس فكلنا شركاء ويجب أن نعترف بقصورنا وأخطائنا وخطاينا قبل فوات الآوان اللهم قد بلغت اللهم فأشهد