جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : اختفاء أسامة الباز ؟!

أسامة الباز المستشار السياسى للرئيس السابق حسنى مبارك
-
لغز اختفاء أسامة الباز المستشار السياسى للرئيس السابق حسنى مبارك الشاهد الأول على الفساد السياسى فى مصر المنهوبة عقب زيارته السريعة لميدان التحرير ولقائه مع شباب ورجال الثورة وبعده عن المسهد السياسى فى مصر رغم الحاجة الوطنية الملحة لسماع رجل فى قيمة وقامة أسامة الباز الشاهد الحقيقى لما كان يجرى فى كثير من الملفات الداخلية وخاصة ملف التوريث وسيطرة جمال مبارك ومجموعته على كل شىء داخل مقر الرئاسة بالاضافة سحب الملفات الخارجية المهمة والحساسة وخاصة الملف الفلسطينى وكذلك الملف السودانى والملفات العربية والأهم الملف الأمريكى بدون إيضاح أو توضيح وزاد الأمر غموضاً حتى الآن أن أسامة الباز لم يتكلم وعندما قابلته مرتين قبل أحداث 25 يناير مرة عند الحلاق منذ عام وسألته مباشرة لماذا سحبت منك هذه الملفات وتم إسنادها إلى السيد عمر سليمان قال لى صراحة لن اتكلم عن هذه الأمور وعندما قابلته مرة أخرى قبل الثورة بثلاثة شهور عند الزميل الشاعر جمال الشاعر فى بيت الشاعر بشارع المعز لدين الله الفاطمى سالته مباشرة يادكتور أسامة مصر رايحة فين ؟ قال لى لن اعلق على هذا الآن ولن اتحدث فى هذه الموضوعات وأستاذنته فى حوار فقال لى بإجابة دبلوماسية راقية : زوجتى تحدد لى المواعيد وقد شعرت فى كل مرة التقيت به أن أسامة الباز يحمل على كاهلة وفى عقله اسراراً وأحداثاً ومفاقات أوصلت مصر على كل المستويات الداخلية والخارجية إلى الوضع الذى انفجرت فيه من داخلها لأن الجسد السياسى المصرى كان كبيراً جداً ووصل الاحتقان والإقصاء السياسى والبرلمانى والإقتصادى لكل القوى السياسية والرموز الوطنية من شرفاء هذا الوطن إلى اقصى مدى وأصبح هناك مجموعة تسيطر على ثروات وخيرات وحقوق الشعب المصرى ولم يعد فى السلطة من يستمع إلى أصوات الإصلاح والحرية والديمقراطية والممارسة السياسية فقد تم تصدير كل الملفات السياسية وحقوق الإنسان إلى العلاج الأمنى والقبضة البوليسية والتى اعتبرت المجتمع كله معتقلاً داخل سجونها وظنت أنها محمية طالما تحظى برضى الوريث ووالدته وهذا يكفى خاصة وأن قميص الرئاسة والسلطة قد ضاق جداً واصبه الحاكم يرى أن نهب مصر هو حقه وأن الوطن والمواطن هم عبيد لديه والشعب المصرى أصبح خارج الخدمة فكل شىء أصبح مباحاً ومستباحاً لصالح الأصنام الجديدة والفرعون القادم للأستيلاء على عرش مصر التى بعثت فى الأرض والبحر والجو فساداً وإفساداً لم يحدث طوال تاريخ مصر منذ الفراعنة وحتى المماليك حيث سادت اتفاقيات شرف اللصوص التى كانت تعقد تحت إشراف الوريث ليمنع ويمنح كيفماء شاء من مريديه وتابعيه ونجح خادمه الذى جاء من المجهول السياسى والبرلمانى والاقتصادى المدعو أحمد عز ليصبح رقماً فاعلاً فى الدولة المصرية وللاسف الشديد كان قرار استبعاد أسامة الباز ليكتمل مسلسل القفز على السلطة ورئاسة مصر خاصة بعد أن اقنع خادم الوريث الوريث بأن وجود أسامة الباز عقبة فى وجه مشروع التوريث الذى قاد مصر للهاوية فى الاقتصاد والسياسة وقد شعر الباز بأن الملفات تسحب منه ولا يعرض عليه شىء فانسحب بهدوء وفى هدوء لأنه شعر بأنه لم يعد مستشار سياسى للرئاسة ولاشك فى أن الصندوق الأسود الملىء بالمفأجات سيفسر كل ماجرى فى مصر ورغم هذا فأن شهادة الباز تبقى ذات أهمية خاصة لكشف الفساد الأكبر فى مصر فهل يطالب شباب الثورة أسامة الباز بتقديم شهادته أمام النائب العام كشاهد ملك ضد فساد دولة الظالمين