جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : إختطاف الثورة

-
الثورة المصرية للشباب والشعب المصرى فى محافظات مصر أذهلت العالم لأنها صناعة وطنية خالصة بعيداً عن شعارات العولمة والفذلكة ومراكز البحوث الاستراتيجية الغربية والأمريكية وأجهزة الاستخبارات الجهنمية التى وقفت فى حالة ذهول أمام عظمة هذا الشعب بطريقة سيتم تدريسها فى أكبر الاكاديميات لتتعلم أن مصر وشبابها وشعبها ألهم العالم وليس المنطقة الغربية أو الاقليمية فقط ولكن أخشى على هذه الثورة من أن يتم اختطافها وأفراغها من مضمونها وهو حلم التغيير والحرية والديمقراطية على أرض الواقع ولكن ما يجرى الآن يجعلنا نخاف من اختزال هذه الثورة الشعبية بمفرداتها الراقية إلى تظاهرات فئوية ضيقة وطلبات فردية عجيبة وسلوكيات لقلة تريد أن تدمر وتحرق للحصول على حقها والغريب أن هناك من يرددون أنه إذ لم تحصل على مطلبك فى هذا الوقت فلن تحصل عليه مطلقاً وهذا الفعل غير صحيح فصبراً قليلاً فكل الحقوق والمطالبات ستعود على الشعب الذى صبر دهرا ونطق ثورة وابداعاً أذهل العالمفمصر الآن تعيش مفترق طرق إما أن تنجح الثورة أو يتم اختطافها لعناصر دخيلة عميلة أو لها حسابات خارجية وتتحول البلد لفوضى مخططة وأخطر ما فى ذلك أن يشعر المواطن بعدم الأمان وهذه هى النكسة والكارثة الكبرى التى ستقتل الأخضر واليابس فما تم فى الأيام بل الساعات الماضية من حل للبرلمان وتعديل للدستور واسقاط رأس النظام هى خطوة أولى على الطريق تحسب للمجلس الأعلى للقوات المسلحة والمشير طنطاوى الذى أكد أن المجلس العسكرى يدير البلد ولن يحكم وكما قال المجلس نحن الضامن لعدم اختطاف الثورة لأننا جزء من الشعب ولكن أن يزايد البعض وليس الكل على الشباب المصرى الواعى الذى الهم شباب العالم بنقاء ثورته وشعاراته التى دغدغدت شعوب الأرض كلها فهذا ما لايمكن القبول بههناك من ينادى بضرورة رحيل رئيس الحكومة أحمد شفيق الذى يعمل لتيسير الأعمال حتى لا تتحول الأمور إلى انفلات فى كل المجالات وهذا يحتاج لتفكر وتدبر ونقاش بالإضافة إلى خروج تظاهرات فئوية فى ميدان التحرير والمحافظات بعضها يشوه وجه الثورة الجميل فالحكومة الآن تحت رقابة الثورة ولن تترك فاسد مهما كان موقعه إلا إذا تم محاكمته بشكل علنى لا فرق بين مسئول كبير أو صغير لأن الفساد أصبح فى القاعدة والقمة فدعونا نعطى مساحة من الوقت للحكومة ونتابعها ونراقبها لأن الشعب هو صاحب القرار والانتخابات البرلمانية هى المحك الرئيس لأى حكومة سواء كان شفيق أو غيره المهم هو احترام إرادة ومطالب الشعب فالشارع المصرى يمر بحالة من الفوضى والانفلات والسرقة والنهب فى غياب تام للشرطة ولا نعرف حتى الآن ما السر فى عدم عودة الشرطة طالما هى فى خدمة الشعب وليس النظام أو الحكومة الناس بكل فئاتها فى حالة رعب وخوف والتوتر والقلق يسيطر على تصرفاتها وهناك موروث نفسى بداخل الجميع بان الموقف خطير بعد المحاولات المتعمدة من قلة تحاول بكل الطرق الصدام مع الجيش وتخترق القانون رغم أن سيادة القانون هى المخاض الجديد لثورة ميدان التحرير ومحافظات مصر فمتى يعود الهدوء والأمان للمواطن المصرى؟أننا ننبه أن الموقف خطير وقاب قوسين فاما الأمان والاستقرار والفوضى الخلاقة على رأى العارفة بالله السيدة كوندليزا رايس التى تريدها ناراً ودماراً فى كل البلدان العربية ونسألكم الفاتحة على شهداء ليبيا التى تحترق والشهداء القادمون والسابقون للثورات العربية التى فجرتها الثورة المصرية فأخشى للمرة الثانية أن يتم اختطاف الثورة البيضاء وتحويل مصرنا الغالية إلى دويلات وأقليات فالصورة لا تبشر بخير وأخاف من المجهول القادم علينا فأما نكون أو لا نكون