النهار
جريدة النهار المصرية

ثقافة

صنع الله ابراهيم : أنا كاتب روايات ولا تستهويني كتابة المقالات

الكاتب صنع الله ابراهيم
-
كتبت: نورهان عبداللهصرح الكاتب الكبير صنع الله ابراهيم عن رأيه في إندلاع الثورة مؤكداً أن استخفافه بالثورة يكمن من استخفافه بشباب الفيس بوك والتي اتفق معها كثيرون مشيراً أن هؤلاء الشباب ليس لديهم أى حد في حل المشكلات ,لكنه فوجئ بهؤلاء يثورون ثورة مختلفة وناضجة تتميز بنوع من الوعى والإلتزام بالقيم الاخلاقية , وقد شارك صنع الله بالمظاهرات داخل الميدان فصدمه وجود فتيات يحملون شعار نافياً أى تحرش جنسي داخل الميدان .وهذا التطور قد غير من مفهوم الشباب عند صنع الله ابراهيم مع إظهار التوحد بين الطوائف والتعاطف المثمر ليكون الحديث عن هذا التوحد بعد أن كان حديثهم عن حادث القديسيين والذي ارتكبه حبيب العادلي وهذا النقل ماتحدثه دائماً وزارة الداخلية دائماً لشد الإنتباه .و قال صنع الله أن تنحي مبارك هو البداية فالثورة لم يكن هدفها التخلص من حسني مبارك فقط بقدر التخلص من النظام الفاسد بأجمعه لكن مازال وجود بقايا كعمرو سليمان الذي يراه الكاتب غامض لما يملكه من مستندات خاصة بفلسطين ومعه أحمد شفيق المعروف برجل المهام الخاصة والتابع للنظام السابق .وتابع صنع الله ابراهيم قوله أن المجلس الاعلى للقوات المسلحة ليس من مهامه السياسية اليومية التدخل في شؤون المظاهرات لكنه حامي حمى للوزارة بالإضافة الى مايتمتعون به من مميزات هائلة وتساءل الروائي عن طبيعة العلاقة بينهم وبين امريكا فمازالت تحيطها علامات استفهام كبيرة .واضاف أن مظاهرات الجمعة 25 فبراير تشير الى وجود النظام القديم والتي سينتج عنها صراع ومقاومة واحياناً فشل لكن الحاجة الأساسية هو وجود حكومة جديدة وحرية صحافة وإلغاء قانون الطوارئ .وعن الاشياء الواجب تغيرها في وزارة الثقافة إطلاق حرية التعبير وإلغاء الرقابة والتي تظهر الآن بصورة رقابة اجتماعية لأنه يمنع الكاتب من قدرته على التعبير على حد قول الكاتب صنع الله ابراهيم .ووصف الكاتب أن مصير المادة الثانية من الدستور هو الإلغاء وإختفاء النغمة الدينية كما كان موجوداً قبل الثورة مباشرة ,وأيد صنع الله ابراهيم استمرار الثورات الشعبية طالما لم تتحقق المطالب .وأكد أنه لايوجد مجتمع بدون سلبيات فمن الطبيعي أن تعكس الرواية تلك السلبيات والتي تفسح الطريق للتعبير عن الظواهر الإجتماعية الموجودة فالتركيز على السلبيات هى مهمة كل محاول يريد الإصلاح ,مشيراً أن احداث ليبيا الراهنة والمظاهرات المنتشرة في الواقع العربي تدعو للتفاؤل مما يعكس ذلك على كتابات الكتاب والتي تختلف وجهة نظرهم من كاتب لآخر .واشار الكاتب أن حرية التعبير وتكوين الاحزاب سيضعف من من الإلتجاء للاخوان المسلمين موضحاً أن شعار الإسلام هو الحل هو شعار غامض ويمكن أن يكون الحل في ذلك ويستقطب عدداً كبير ومؤيدين .ونفى الروائي أن تتغير شكل العلاقة التي تربط بين المثقف والسلطة موضحاً أن مانتمناه حالياً هو التقليل من الفساد عما كان موجوداً في النظام السابق .ورفض صنع الله ابراهيم كتابة مقالاً في جريدة ما موضحاً أن كتاباته هى روايات فقط نافياً أن تكون مقالاته ستضيف شئ على مقالات كتاب الصحف الحالية الذين يتشابهون معه في نفس الرأى والمطالب لكن مهمته الاساسية تنحصر في كتابة رواية فقط ,رافضاً العمل السياسي والذي يتيح لأخرين العمل به دونه .وفي السياق الآخر تابع صنع الله ابراهيم قوله عن ظروف كتابة رواية الجليد قائلاً :في اواخر عام 68 وبداية عام 69 جاءت ظروف عملي بالخارج في المانيا وعملت بوكالة أنباء لمدة ثلاث سنوات وتصورت نفسي كاتب حيث في تلك الفترة كان لي عملاً واحداً رواية تلك الرائحة وكان يتوجب عليَ البدء في العمل الثاني لكن كان لابد أن امارس عمل آخر بجانب الكتابة فقد كنت شديد الإرتباك الشديد وكانت الكتابة تلاحقني أما الوقت لايسعفني وكتبت تلك الرائحة فوقع بيدي خطاباً به اسماء لاحدى زملائي الذين قتلوا بالسجن والعملية بدأت تحت عنوان عملية التضمين وبذلك تعتبر وثيقة حية ,أما رواياتي التي تليها كانت توثق من كتب دينية وأخرى .وتسائل عماد العادلي المسؤول الثقافي بالمكتبة عن من من المثقفين الذين يضعهم صنع الله ابراهيم تحت مجهر المحاكمة في رواية اللجنة , فأشار صنع الله أن بطل اللجنة هو مثقف على دراية كاملة بما يحدث من فساد ولكن اختار أن يجهل ذلك ويحاول أن يقترب من الجهاز المتحكم وهو اللجنة ,فلم يستطع المواصلة حتى اضطر أن يأخذ إجراءاً وتبين له في النهاية أن يقف ضد اللجنة بدلاً من أن يقف أمامها فتشير الرواية أن مواجهة شخص بمفرده للنظام لاتكفي فلابد من وجود جماهير تواجه معه نفس المشكلة .واختتم اللقاء بتوقيع الكاتب صنع الله ابراهيم لآخر اعماله وهى روايته الجليد مع حضور إعلامي وجماهيري مكثف .