جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : اختفاء أحمد عز

-
تساؤل فى الشارع السياسى المصرى بعد أحداث كنيسة القديسين التى أصابت الدولة المصرية فى مقتل بعد عودة نيران الإرهاب لتصيب الكنائس والمسيحيين ومصر كلها بحالة رعب وخوف من هذا القادم المعلوم لنا والمجهول الاتجاه وهذا التوحد الاستثنائى فى الشارع المصرى من جناحى الأمة المسلمين والأقباط الذى كان رد فعل تلقائى من الشعب المصرى الذى ينصهر فى الأزمات والمصائب والكوارث وكان بيان وكلمات الرئيس مبارك بعد الحادث الإجرامى مباشرة يعطى دلالة أن الأمن القومى المصرى يتعرض لمحاولات اختراقه واتهام مبارك مباشرة لأصابع ودول خارجية وراء هذا الإرهاب الاسود الذى يحاول بث ثقافة الاختلاف والطائفية والتعصب بين أبناء الشعب المصرى وهبت كل طوائف المجتمع المصرى من أحزاب ونقابات وقوى معارضة ومستقلة وجماعات المجتمع المدنى والإخوان والكل يدين هذا العمل الإجرامى ولكن أمام جسارة هذا المشهد الذى هز وجدان مصر اختفى أحمد عز أمين التنظيم للحزب الوطنى الحاكم من اجتماعات لجان مجلس الشعب ومن أحاديثه وحواراته الممتعة والشيقة جداً وتحليلاته وافتراضاته وفلسفته الجديدة التى لم نسمع عنها من قبل ولن نسمع عنها أيضاً من بعد ولكن أين أحمد عز من أحداث الكنيسة التى قتلت الأبرياء من شعب مصر؟ وهل هناك حدث أهم من هذا الجرم الإرهابى الذى هز مصر؟ وكان يتطلب أن يطل علينا أحمد عز من نافذة الأهرام كمحلل سياسى وتنظيمى وتنظيرى رائع لن يجود الزمان بمثله ويتحفنا برؤيته واستنتاجاته حول من يكون وراء هذا العمل الاجرامى كأمين لتنظيم الحزب الحاكم ويمتلك شبكة من الرجال والمعلومات تستطيع أن تفيد التحقيقات والإجراءات الأمنية لأنه استطاع من خلال قاعدة المعلومات و البيانات والمجمعات والمنتديات التى يمتلكها ويديرها أن يضرب قلوب الإخوان والمعارضة بالضربة القاضية ويحصد مقاعد البرلمان للأغلبية للحزب الوطنى حتى أصبح مجلس الشعب يحصل على كل المقاعد بنسبة ونسبة الاثنين فى المائة الباقين منتسبين للحزب الوطنى، رجل بهذا الذكاء والحنكة والتخطيط وامتلاكه لكل الأدوات والملفات الحزبية والانتخابية والبرلمانية والاقتصادية كيف تمر عليه وعلى رجاله المنتشرين فى قرى ونجوع ومحافظات مصر بدون أن تكون لديه خيوط أو معلومات؟ ولماذا غاب عن هذا المشهد الخطير ولم نسمع صوته على الاطلاق؟ هل هناك مفاجأة من العيار الثقيل التى يفاجئ بها أحمد عز الشارع المصرى والسياسى ليخرج من صمته ليضيف لنا بعداً جديداً كان غائباً عن الجميع ويرد على التساؤلات التى تدور فى عقول الأقباط لماذا لم يتم إعلان فوز كثير من الأقباط الذين شاركوا فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة ويحظون بثقة الأقباط وقبول عام من المسلمين ولا أحد فى مصر يختلف عليهم أمثال الدكتورة منى مكرم عبيد هذا النموذج الوطنى المصرى المشرق التى تنتمى لجذور عائلة لعبت دوراً فى التاريخ السياسى لمصر وكذلك منير فخرى عبدالنور هذا الرجل السياسى البرلمانى الذى تراه مصريا حتى النخاع فى الأزمات وينتمى لبيت وعائلة برلمانية وكانو يا أستاذ أحمد عز أهم المدافعين عن مصر وعن البرلمان وكانوا قادرين على احتواء بركان الغضب والعنف الذى أصاب الشباب القبطى وجعله يردد اين الأقباط فى البرلمان؟كل هذا يدور ويجرى وأمين التنظيم للحزب الحاكم أحمد عز غائب عن مسرح الأحداث التى هزت النظام والدولة والشعب المصرى لعل المانع خير ولا أتمنى كما يتردد ويردد بعض الخبثاء أن المهندس أحمد عز فى أمين التنظيم فى مهمة سرية جداً لإنهاء موضوع الاستفتاء فى الجنوب بالسودان سابقاً بعد نجاح تجربته المثيرة باستفتائه الأخير فى انتخابات البرلمان المصرى وحصول الإخوان المسلمين والمعارضة على صفر أحمد عز، فالرجل وعد فأوفى والبقية تأتى