حل أزمة الكهرباء على يد طالب ثانوى

مصر دائما تثبت أنها منجم لاستخراج المبدعين والمبتكرين، فقد خرج منها آلاف المفكريين والمبدعين مثل أحمد زويل ومحفوظ ومجدى يعقوب فى الطب وغيرهم، ولكن للأسف فى الفترة الأخيرة عانى المبتكرون كثيرًا من من تجاهل الدولة وهيئة البحث العلمى لهم فى ظل انشغال الدولة بأحداث العنف والإرهاب التى اجتاحت البلاد ولكن بعد أن بدأت مصر تتعافى، بدأ المبدعون الصغار يبحثون عن فرص لتحقيق اختراعهم.
حاول بعض المخترعين الصغار توصيل أصواتهم للمسئولين .
قال إسلام أشرف فتحى طالب بمدرسة السعيدية الثانوية بنين بإدارة جنوب الجيزة إن فكرته تدور حول كيفية استخدام الكهرباء بدقة أقل فبدلا من انقطاع التيار الكهربائى تماما يتم تقليل الجهد على أن يستخدم 110 فولت بدلا من 220 فولت.
وأكد إسلام أن بداية فكرته كانت عندما شاهد المروحة وإمكانية تقليل سرعتها، كما لاحظ أن التليفزيون هو آخر الأجهزة التى يتم انقطاع التيار الكهربائى عنها فبدأ يفكر بتطبيق نفس الفكرة على اللمبات، وهى تقوم على أساس التحكم فى شدة التيار وفرق الجهد والمقاومة.
وأوضح إسلام أن فكرته فى البداية كانت تدور حول استخدامها على الشقق السكنية ولكنه وجد أن التكلفة ستكون مرتفعة، فقام بتحويلها إلى أن يتم عمل اتفاقية ما بين أصحاب المشاريع ووزارة الكهرباء حيث يتم بناء محول على كل وحدة مما يوفر الكهرباء للشقق السكنية بدلا من أن يتم انقطاع التيار الكهرباء تماما لمدة ساعة كاملة، عن الأجهزة التى تعمل بـ220 فولت كالديب فريزر والثلاجة والغسالة وغيرها، بينما تظل اللمبات والتليفزيون والمراوح تعمل كما هى ولكن بجهد أقل.
وتابع إسلام أنه قام بعرض هذا المشروع فى إدارة العجوزة تحت إشراف عبدالناصر يحيى شبانة مدير الموهوبين بإدارة الجنوب سابقا، والذى طالب برجوعه مرة أخرى، مؤكداً أنه منذ أن تركهم لم يتوفر أحد لرعايتهم كموهوبين، قائلاً: "ياريت يرجع بجد من بعد هو مااتشال مفيش حد ابتدى إنه هو يرعانا إحنا اللى ابتدينا ندور على المسابقات، كان الأول هو اللى بيجى ياجماعة فيه مسابقة كان بيتابعنا كان بيشوف وصلنا لغاية فين ويقدملنا فى مسابقات".
وأشار إسلام إلى أنه حصل على شهادة تقدير من مستشار وزير التربية والتعليم السابق وميدالية كما تم تكريمه على تلك المشاريع من جامعة 6 أكتوبر، وشهادة استثمار، وشهادة تقدير أيضًا، موضحًا أنهم يعملون فى فريق مكون من 15 فردًا أسسه الدكتور عبدالناصر يحيى شبانة ويرأسه الدكتور عبدالخالق حمدى، والتقديم كان مفتوحًا للجميع.
واستطرد إسلام أن الاختراع لا يقف على قدارت الطالب أو كونه ذكى أو غير ذكى ولكنه يقف على كيفية تنمية تلك المهارات، وتوجيه الطلبة للنظر إلى المشاكل المحيطة بهم وكيفية إيجاد حلول لها، فمثلاً مشكلة انقطاع التيار الكهربائى حلها بسيط ومصر كدولة بدائية تكلفة المحول لا تتعدى 900 جنيه لكل فرد.
وأوضح إسلام أن مولدات الكهرباء الجديدة ليست حلًا لأنه يتم تشغيلها باستخدام السولار والبنزين وبذلك نكون وجدنا حلًا لمشكلة انقطاع التيار الكهربائى ولكننا استهلكنا طاقة جديدة نحن فى حاجة إليها مثل السولار والبنزين.
وفى سياق متصل قالت إيمان مجدى أبو ضيف طالبة بإحدى المدارس الثانوية بإدارة جنوب الجيزة إن اكتشافها يتلخص فى تزويد نسبة المحصول الزراعى وتقليل مدة الزراعة فبدلاً من أن يتم الزراعة مرتين فى العام يمكن أن نزرع ثلاث مرات وبدلاً من أن تستغرق مدة الزراعة 6 أشهر تستغرق 4 أشهر.
وأضافت إيمان أن النبات يستفيد من الضوء الشمسى بنسبة من 1 : 2 % فقط خلال عملية البناء الضوئى فى الصباح، ثم وضع مصباح شمسى على النبات ليلا وتشغيله حتى يتمكن النبات من إعادة عمل عملية البناء الضوئى مرة أخرى فى نفس اليوم، مشيرة إلى ضرورة إيجاد ساعات راحة بين العمليتين.
وأشارت إيمان إلى أن الاختراع جديد ولكن الدكتور عبدالناصر يحيى شبانة والدكتور عبدالخالق حمدى قد عرضوه على جهات كثيرة، موضحة أنها شاركت فى مسابقات كثيرة والآن تشارك فى مسابقة "انتيل".
وأعربت إيمان عن استيائها من عدم رعايتهم وتبني مؤسسات الدولة لهم، وعدم قناعة الجهات المسئولة بأنهم يستطيعوا تقديم اختراعات، قائلة: "هما مش مقتنعين إننا ممكن نعمل حاجة حتى الناس العادية فى الدولة بتقولنا عمركم ماهتعملوا حاجة ليه بقى منعرفش بيعملولنا إحباط".
وطالب المخترعان رئيس الجمهورية وهيئة البحث العلمى رعاية الطلاب الموهوبين والمبتكرين والاهتمام بهم وتنمية مشاريعهم والتقديم لهم فى مسابقات، وعمل توعية لمتخصصين للإشراف عليهم لعمل توجيهات لهم فى مشاريعهم وفى مجالاتهم المتخصصة كالكمياء والفيزياء وغيرها.

