فضيحة تجسس إسرائيلية

سلطت صحف إسرائيلية الضوء على ما أعلنه المؤرخ الإسرائيلى ــ البريطانى أهارون بيرجمان، بشأن امتلاكه أدلة تفيد بتجسس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) على مكالمات هاتفية أثناء عملية السلام بالشرق الأوسط فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق، بيل كلينتون.
وأفادت «هاآرتس» اليسارية بأن بيرجمان، المقيم فى لندن، تحدث فى كتابه «النصر الملعون: تاريخ إسرائيل والأراضى المحتلة» (من المتوقع إصداره فى بريطانيا الأسبوع المقبل)، عن تنصت إسرائيل، الحليف الرئيس لواشنطن فى الشرق الأوسط، على عدد من مكالمات كلينتون مع قادة عرب، منهم الرئيس السورى الراحل، حافظ الأسد.
بيرجمان يضيف أن إسرائيل سجلت مكالمات بين الأسد ووزير خارجيته آنذاك فاروق الشرع (نائب رئيس الجمهورية حاليا) فى الولايات المتحدة، وأيضا محادثات بين كلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلى الأسبق، إيهود باراك.
وبحسب الصحيفة، فإن من بين المكالمات التى جرى التنصت عليها محادثة بين وزيرة الخارجية الأمريكية حينها، مادلين أولبرايت، ورئيس الوزراء الحالى، بنيامين نتنياهو، والتى طمأنته فيها بأن بلادها «ستقوم بعملية مشاورة كاملة مع اسرائيل بخصوص أى اتفاق محتمل مع سوريا».
ووفقا لبيرجمان فإن «معرفة إسرائيل بكلا الموقفين الأمريكى والسورى فى المفاوضات» أعطى تل أبيب فرصة كبيرة لأن تستبق الأحداث بالوقوف على مجريات الأمور بخصوص المفاوضات والتصرف وفقا لذلك على خلاف الأطراف الأخرى».
صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، من ناحيتها، أوضحت أن المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) وضعت أجهزة تنصت حديثة فى هواتف كلينتون، مضيفة أن مصادر «خاصة» لم تسمها هى من أمدت بيرجمان بتلك الوقائع.
ومضت الصحيفة قائلة إن وكالة الأمن القومى الأمريكى (المعنية بالتجسس على الاتصالات) اعتبرت التجسس الإسرائيلى هو «ثالث أشرس تجسس ضد الولايات المتحدة بعد الصين وروسيا». ومجلة «نيوزويك» (على موقعها ديلى بيست) هى أول من نشر هذه المعلومات فى تقرير لها نشرته أمس الأول على موقعها الإلكترونى، لكن لم تعلق مصادر رسمية أمريكية ولا إسرائيلية عليه.
فى المقابل، أشارت «جيروزاليم بوست» إلى قول العميل السابق لوكالة الأمن القومى الأمريكية، إدوارد سنودن، فى مقابلة مع صحفى وكالة بلومبيرج، جيفرى جولدمان، إن «إسرائيل لم تجر أى عمليات تجسس ضد الولايات المتحدة».