جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب : المصريون لهم اجنحة

-

هناك مقولة ترجمها المصريون إلى واقع عملى حقيقى بلا شعارات ولا فلسفات ولا تنظيرات، عندما أكدوا "أن مصر تمصر غيرها ولا تتمصر" .

فأبناء مصر فى الخارج المغتربون فى كل بقاع الدنيا لهم منهج خاص ورؤية واقعية فى عشق تراب مصر أكدوها بالصوت والصورة فى اخطر وأهم انتخابات رئاسية تمر بها البلاد ، وأثبتوا للعالم بعيدا عن الآلة الاعلامية الامريكية والأوروبية المتآمرة التى تزيف الواقع وتخلط الاوراق وتفبرك الاحداث وتؤكد فى كل احاديثها ان «الجيش المصرى يقتل الشعب» سمعتها فى فرنسا وألمانيا.. وغيرها

حيث أن هناك حالة تضليل متعمدة لهذه الشعوب معتمدين على المعلومات القادمة من أجهزة الاستخبارات وقناة الجزيرة والالة الاعلامية الإخوانية الممولة والممنهجة من التنظيم الدولى للاخوان المنتشر فى اكثر من 80 دولة، تؤكد حقيقة ان سرطان الاخوان والامريكان سينجح  فى هدم الدولة المصرية، و لكن فى اقل من عام سقط  الاخوان فى اول محك حقيقى بعد وصولهم لحكم مصر ، بسبب حب السلطة والنفوذ والمال والطموح وشهوة القوة ومصلحة الاهل والعشيرة وبيع الوطن والنيل ، فالقتل والارهاب والانتقام اصبح شعارهم بعد سقوطهم من خلال الإرادة الجماعية والثورة الحقيقية  للشعب المصرى الذى ضرب فى تصويته بهذه الاعداد التى لم يتوقعها كالعادة المحللون والمراقبون والمنظرون حيث بلغ عدد من أدلوا باصواتهم «312» ألف مصرى بالخارج يصوتون لصالح مصر  مما يعطى دلالة خطيرة جدا ،  على ان المصريين هم سفراء واعلاميون كشفوا زيف الاخوان وان هذه ثورة شعبية حقيقية وليست انقلاباً.

فما حدث فى الانتخابات الرئاسية فى كل بلدان العالم جعل شعوب العالم الخارجى  ينظر الى المصريين باستغراب واندهاش لهذا اللوغاريتم المصرى البشرى الذى يصعب  فك شفراته وجيناته، لأنها خارج الحسابات والتوقعات والاستطلاعات، لانها نوعية خاصة للشخصية المصرية يصعب اكتشاف اسرارها وما تفعله وما لا تفعله ، فكما فشلت اجهزة الاستخبارات الامريكية والاوروبية فى اكتشاف ثورة 25 يناير و30 يونيو وجه المصريون لطمة ثالثة للاخوان والامريكان واجهزة استخباراتهم والمراكز البحثية  والصحفية التى اكدت ان المصريين فى الخارج لن يذهبوا الى صناديق الانتخابات لان ما جرى ويجرى فى مصر هو مؤامرة وانقلاب على شرعية الاخوان والامريكان فى مصر.

فدعونا نقول بمنتهى الموضوعية والواقعية إن المصريين لهم اجنحة فى كل مكان يصعب اللحاق بها والتأكد من توجهاتها وافكارها.

فالمصريون اثبتوا بهذا الزخم والحشد المصرى الكبير انهم عاشقون لتراب الوطن ،فأرواحهم تجنح وترفرف وتهفو الى تراب مصر ونيلها ، فهذا ليس مبالغة او تهويلا ولكنه قراءة لمعطيات الواقع واقول بكل صراحة ، لو ارادت الحكومة المصرية ان تصرف مليارات الدولارات لعمل حملات اعلامية فى الخارج فى مواجهة الآلة الاخوانية ما نجحت ولكن المصريين الذين صوتوا نجحوا فى وضع الحقائق فى صورتها الطبيعية والواقعية، وان ما حدث فى مصر هو ثورة شعب بكل المقاييس اجنحته تطير من قاهرة المعز الى كل عواصم العالم تقول نحن هنا مع ثورة شعب مصر وضد الاخوان لان الشرعية الشعبية تسحق الشرعية الاخوانية التى جاءت من خلال فراغ وارتباك واستدعاء للقوة فى لحظة تعتبر لحظة استثنائية فى تاريخ مصر القديم والحديث.

وكما يقال " من كذب فجر ومن فجر كفر ومن كفر ضلل الناس ودخل النار" لأن الايمان هو الذى يحيا به الانسان لانه رصيد الحياة ، والحاكم الحقيقى هو الذى يحترمه الناس لا يكذب عليهم كما فعل مرسى ويبيع الارض والعرض والحدود والنيل الى الصهاينة والامريكان حتى يبقوا فى الحكم 500 عام كما كان يحلمون.

ومن هنا ضرب المصريون، خلال هذا الحشد المصرى العظيم الذى يجعل الانسان يفخر بمصريته، مثالا ونموذجا للوطنية والانتماء وحب الوطن بعيدا عن النخب المزيفة، الذين يتحدثون جميعهم فى وقت واحد ولا يستمع احد منهم للآخر ولا يستمع لآراء ومعاناة والآم الناس ، هذا التجمع المصرى اعاد الينا مصريتنا وانتماءنا الى هذا الكيان العظيم الذى لا نشعر بقيمته حتى الآن.

وخلال لقائى بأحد الاصدقاء من دولة الامارات قال لى تعبيرا خطيرا «انكم لا تشعرون بقيمة مصر!، فنحن علمنا حكيم العرب الشيخ زايد أن مصر هى الوطن الأم، والبلدان العربية تابعة لهذه الام ، فاذا سقطت او جرحت او ماتت الأم انتهت البلدان العربية».

اما الجناح الثانى الذى حاول المشككون والمضللون وبعض الاعلاميين الفاسدين ومن يدينون بالولاء الى العهود السابقة لانهم اكلوا على موائد الاخوان وموائد الشيطان، فشنوا حملة على سفراء مصر فى الخارج واتهموهم بالاخونة وبأنهم ضد الثورة ، وأنه لا وجود لهم بل وصلت البجاحة إلى ان وجهوا الفاظا واتهامات باطلة لنبيل فهمى وزير الخارجية بأنه جزء من مؤامرة  هو وبدر عبد العاطى المتحدث الرسمى للخارجية ، حتى صاحت بعض الاسماء ووصفوه بالمأذون وهددوهما بأنهما لن يبقيا فى وزارة الخارجية خلال 30 يوما قادمة وهذا قرار مبنى على معلومات لا اعرف من اين؟ ولاننا فى زمن اللا معقول اصبح كل شيء مباحا وغير مباح للنيل لهدم القمم المصرية والنيل من الرموز الوطنية التى وقفت وكشفت الامريكان والاخوان فى كل المحافل الدولية والاجتماعات الثنائية حتى عادت مصر من خلال كتيبة وزارة الخارجية وكتيبة سفراء الخارجية الى الامان، وها هو اليوم يبنى نبيل فهمى وسفراؤه فى كل بلدان العالم نتيجة ما قاموا به خلال 10 شهور من عودة الروح الى الشعب المصرى الأبى ، فقامت القنصليات والسفارات بتقديم كافة التسهيلات اللوجيستية وضربت بالبيروقراطية عرض الحائط وسمحت لكل مصرى يحمل وثيقة السفر المصرى او بطاقة شخصية بأن يدلى بصوته فى حب مصر.

وكشفت الخارجية المصرية ونبيل فهمى وكتيبته الوطنية زيف الاخوان فى الخارج أمام الشعوب عندما وجدوا أن المصريين هبوا وذهبوا مجاميع بشرية الى صناديق الانتخاب ليقولوا نحن هنا.

واخطر قرار كشف هؤلاء الجماعات الظلامية من الاخوان وتوابعهم ان فهمى لغى لغة التضليل التصويتى التى كانت تعتبر التزوير بعينه، وهو بدعة تصويت المصريين بالخارج "بالبريد" وما ادراك ما البريد...البريد يا صديقى هو ان يقوم الاخوان بشراء الاصوات وتضليل المصريين بأن اصواتهم ستصل لمن يريدون من خلال الحوالات البريدية التى استطاع الاخوان فى الدول العربية بصفة خاصة إعطاء مرسى اصواتا لا يستحقها، فهذه ضربة نبيل فهمى بإلغاء التصويت بالبريد.

وقال لى السفير عفيفى عبد الوهاب سفير مصر فى الرياض خلال اتصال هاتفى اول امس ان السفراء هم خدام الشعب يحكمهم ضميرهم الوطنى وتقديسهم لعملهم الدبلوماسى وثوابت الخارجية التى لا تتغير ولن تتغير بوجود حاكم مهما كان ، فالولاء دائما للشعب والوطن والمصلحة العليا للبلاد.

لقد تحمل رجال الخارجية كل الاتهامات والشائعات ولكن عدالة السماء جاءت لتبرأهم على يد المصريين فى الخارج ، فما حدث وما سيحدث هو رسالة للجميع فى كل الاتجاهات ..ارفعوا ايديكم عن مصر وشعبها ، فمصر محصنة ضد الطائفية والمذهبية والحرب الاهلية مهما حاول الاخوان جر البلاد الى العنف والارهاب وستزداد وتيرة سقوط الابرياء والدماء كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية ، ولانهم جبناء لا يخافون ولا يخشون الا لغة القوة فلم يفكروا لحظة اثناء تصويت المصريين فى كل بلدان العالم ان يفعلوا شيئا او يقوموا بالقتل او التفجير لأبناء مصر أمام سفاراتها فى الخارج، لانهم يعلمون ومدركون ومتأكدون ان الامن لن يسمح لهم بمجرد التفكير وليس الفعل فى احداث اى خلل يعطل العملية الانتخابية ، وهذا يعطى قوة للامن المصرى ان يتعامل يومى 26 و27 مايو  مع هؤلاء الخوارج والخارجين على القانون بكل حزم وقوة، واعتقد ان الرسالات التحذيرية من الجيش والشرطة ستجعلهم يفكرون الف مرة قبل اتخاذ اى موقف خارج على هذا الاطار.

ولقد سألنى احد الاصدقاء عن توقعى حول اعداد الذين يخرجون للادلاء بأصواتهم فى مصر فأجبته انها لن تتجاوز 25 مليون مصرى ولكن دعنى اعيد حساباتى وأعترف اننى اخطأت فى قراءة المشهد الذى جعلنى افكر فى ذلك الحدث التاريخى للمصريين فى الخارج فليست القضية الكم ولكنها المعنى والرمز والرسالة والهدف فأتوقع  ان يصل الحشد الجماهيرى للمصريين الذين حيروا العالم ومازالوا يحيرونه الى 35 مليونا أو اربعين مليون مصرى سيهبون للتصويت لصالح مصر ودولة القانون والمواطنة والحريات واحترام الاخر ....فمصر ذكرت فى القرآن عدة مرات واجنادها خير اجناد الارض وشعبها سيظل لغزا محيرا على مر العصور والأزمان والايام.

فانتبهوا أنها مصر وأننا المصريون.... وشكر الله سعيكم والفاتحة على روح النخب والاقزام الجدد والمدعين الذين كشفهم وسيكشفهم هذا الشعب العبقرى المعلم.. وادخلوا مصر أن شاء الله آمنين.