ليبيا فى مواجهة المجهول واللا دولة !

تخيم على ليبيا تطورات أمنية وسياسية متلاحقة تنذر بحرب مفتوحة لا تقتصر آثارها الخطيرة على الداخل الليبى فقط بل تهدد دول الجوار وفى مقدمتها مصر .
فقد تواصلت الاشتباكات فى مدينة بنغازى شرق البلاد بين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر ومسلحين.
وفى غضون ذلك أعلن قائد قاعدة بنينا الجوية العسكرية فى بنغازى بشرق ليبيا العقيد سعد الورفلى أن مسلحين شنوا قصفاً صاروخياً على القاعدة، من دون أن يسفر هجومهم عن وقوع ضحايا.
وقال العقيد الورفلي: "هناك قصف صاروخى على القاعدة، ولكن حتى الساعة الأمر ليس بالخطير"، متهماً جماعات إسلامية متشددة بالوقوف خلف الهجوم وأضاف أن الصواريخ سقطت فى أرض خلاء.
ويأتى هذا الهجوم رداً على غارات جوية شنتها طائرات يقودها ضباط فى سلاح الجو ضد مواقع عسكرية تابعة لجماعات إسلامية متشددة فى عاصمة الشرق الليبي.
وانضم هؤلاء الضباط إلى قوة يقودها اللواء المتقاعد فى الجيش خليفة حفتر الذى شارك فى الثورة على نظام العقيد الراحل معمر القذافى فى 2011 .
هذا وبلغت حصيلة المواجهات العنيفة التى اندلعت فى بنغازى اليومين الماضيين اكثر من سبعين قتيلاً و140 جريحاً، بعدما شنت قوات موالية لحفتر هجوماً على من أسمتهم بالإرهابيين.
وفى التطورات أيضاً، قال الناطق باسم القيادة العامة للجيش الوطنى الليبي، الرائد محمد حجازي، إن التحرك الحالى للجيش الليبى يستهدف الجماعات المتطرفة وحلفاءها من جماعة الإخوان، معتبراً أن هذه الجماعات تتبع نفس نهج الإخوان، وليست معنية سوى بالمصالح الدنيوية.
يأتى ذلك فيما أعلن الجيش الليبى تجميد عمل المؤتمر الوطنى العام وتكليف حكومة الطوارئ مواصلة تسيير الأعمال إلى حين إجراء الانتخابات.
وشنت قوات حفتر ، مدعومة بإسناد جوى من طائرات ومروحيات عسكرية، هجوماً على جماعات إسلامية متشددة فى بنغازي، معقل العديد من الجماعات الإسلامية المجهزة بأسلحة ثقيلة. وأسفرت تلك الاشتباكات عن 79 قتيلاً و141 جريحا، بحسب وزارة الصحة، فى حين وصفت السلطات الانتقالية هذا الهجوم بالمحاولة الانقلابية.
فى غضون ذلك أعرب الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن قلقه البالغ من تصاعد أعمال العنف فى ليبيا وإقدام مجموعات مسلحة على استهداف مؤسسات وطنية فى محاولة لزعزعة الجهود المبذولة لاستكمال بناء الدولة وضرب السلم الأهلى والاستقرار فى البلاد.
وندد الأمين العام بالاعتداءات المتكررة والمتصاعدة خلال الأيام القليلة الماضية على مسئولين ليبيين وعناصر الجيش والشرطة فى أنحاء البلاد، رافضاً بشكل كامل استخدام العنف كوسيلة للتعبير عن الآراء السياسية، وداعياً جميع الليبيين بمختلف توجهاتهم السياسية إلى انتهاج الحوار لمعالجة القضايا الوطنية الملحة وانجاز المصالحة الوطنية الليبية وبناء مؤسسات الدولة والحفاظ على مكاسب ثورة فبراير ومواصلة تضافر الجهود لتحقيق تطلعات الشعب الليبى .
كما أعرب الأمين العام عن حرص الجامعة على استقرار ليبيا وتقديم كل أشكال الدعم لمساعدة الليبيين فى تجاوز تحديات هذه المرحلة الانتقالية والصعبة، علماً بأنه انطلاقاً من هذا المنظور تم تكليف الدكتور ناصر القدوة بتمثيل الأمين العام لجامعة الدول العربية لإجراء سلسلة من المشاورات والاتصالات مع أطراف ليبية وعربية وإقليمية ودولية معنية بالشأن الليبى لوضع إستراتيجية عربية شاملة تحدد محاور التحرك العربى العاجل المطلوب لدعم ليبيا فى هذه المرحلة المهمة والفارقة من تاريخه.
كما أكد وزير خارجية ليبيا محمد عبد العزيز حرص بلاده على التعاون الامنى والاستراتيجى مع مصر موضحا انه اتفق خلال مباحثاته مع وزير الخارجية نبيل فهمى تم الاتفاق على ايفاد وفد امنى ليبيى الى القاهرة خلال ايام يضم مسئولين من وزارتى الدفاع والداخلية وجهاز الامن الى القاهرة للتشاور وتفعيل التعاون الامنى خاصة فيما يتعلق بتأمين الحدود مع مصر ، و كذلك المشاركة فى مؤتمر أمن الحدود الاقليمى والذى يعقد بالقاهرة قريبا .
وقال إنه تم ايضا الاتفاق على تبادل الخبرات مع مصر خاصة فيما يتعلق بالمسار الديمقراطى فى ظل الخبرة التى اكتسبتها فى هذا المجال واستعدادها للاستحقاق الرئاسى والذى يعد من النجاحات التى حققتها مصر وأضاف انه تم ايضا بحث اوضاع المصريين فى ليبيا خاصة ان هناك نحو مليونى عامل مصرى فى ليبيا وذلك للعمل على زيادة اعدادهم خلال الفترة المقبلة على الرغم من الظروف الامنية خاصة فى ظل الاعتماد على العمالة المصرية لاعادة الاعمار بليبيا.

