السلاح فى يد الجميع بالمنيا .. الإرهاب.. والطلاب..والعائلات .. والأطفال أيضاً

احترس أنت فى خطر فالسلاح أصبح فى يد الجميع بالمنيا حتى الأطفال لم يسلموا من هذا الاذى وقد يندهش البعض إذا شاهد هؤلاء الأبرياء يرقصون بالاسلحه النارية فى الأفراح بل إن الابن قتل والده والأخ قتل شقيقه والتاجر قتل نفسه والشاب قتل صديقه والطفلة سهام دفعت حياتها ثمنا لهذه الفوضى والمأساة. انتشار السلاح فى المنيا تحديدا يرجع لعدة أسباب لخصها عبد الموجود الطيب فى وجود علاقات نسب ومصاهرة قوية بين القبائل العربية المنتشرة فى قرى غرب المحافظة والعائلات الليبية وهذا ما جعل المنيا هى الأولى بين محافظات الصعيد فى انتشار السلاح المهرب من ليبيا فضلا عن استمرار حالة الانفلات الأمنى وزيادة البلطجة والخطف والسرقات خاصة فى القرى المترامية على الأطراف وحرص رؤوس العائلات على شرائه للتباهى به والغياب الملحوظ لدور الأمن فى مطاردة تجار السلاح ووجود ورش تصنيع منتشرة بالمحافظة تحت بئر السلم.
يقول جمال رجب: إن جميع العائلات بالقرى تتسابق على حيازة الاسلحه لاستعرض القوه ولذلك ظهرت كميات كبيره من الاسلحه المتنوعة أثناء الاحتفالات الاخيرة بالمولد النبوى الشريف الذى تحتفل به كل عائله بالقرية واعتاد الشباب والأطفال أن يحملوا سيوفاً خشبية وأسلحة بيضاء فى يوم الزفة "الليلة الكبيرة" وكانت المفاجأة عندما تم استبدال السيوف الخشبية بالاسلحه الآلية.
وأضاف أن اغلب قرى المنيا تنام يوميا على أصوات الرصاص الذى يطلق عشوائيا فى الهواء كنوع من أنواع التباهى وإثارة النعرات حتى أن الأطفال أصبحوا يتراقصون به فى الأفراح على مرأى ومسمع من الجميع.
أسعار السلاح وأنواعه يعرفها الصغير قبل الكبير فى المنيا وبحسب سيد "ر.خ" فإن أشهر الأنواع: البندقية الإسرائيلى ويتراوح سعرها ما بين 18 إلى 20 ألفاً على حسب العرض والطلب يليه الشيشانى ب10 آلاف جنيه تقريبا والحرس ما بين 7و8 ألاف والهندى مابين 3و4 آلاف والبندقية الاليه 56 و 36 سعرها مابين 15 و16 ألفاً أما الاسلحة المصنعة محليا فأشهرها الفرد الخرطوش 16و12 وسعره1000 جنيه والفرد الروسى 700 جنيه وهناك أيضا قنابل يدوية تصنع فى زمام المحافظة ويبلغ سعر الواحدة 50 جنيها أما الذخائر والطلقات فسعر الطلقة الإسرائيلى 7 جنيهات والخرطوش 15 والروسى 10 جنيهات.
لا يختلف اثنان فى المحافظة على أن ورش تصنيع السلاح منتشرة فى كل مكان بالمنيا وقبل ثلاثة أشهر تمكنت أجهزة الأمن من ضبط ورشه بمنزل فلاح يقيم بقرية عطف حيدر التابعة لمركز العدوة حيث داهمت قوة من المباحث منزل عاطف احمد عيد عبد العال 32سنة فلاح وتم ضبط 3بنادق خرطوش و4 فرد محلى الصنع 27طلقة عيار 9مم و39طلقة بندقية آلى و 42 طلقة خرطوش و4 إبر ضرب نار 30 مجرى طلقات بالإضافة إلى 17 قطعة حديدية تستخدم فى التصنيع و3 اسطوانات غاز وتحرر وقتها المحضر رقم 2167إدارى العدوة وبمواجهة المتهم اعترف بحيازته للمضبوطات بغرض الاتجار وقبل شهرين تم إحباط محاولة تهريب سلاح عبر الطريق الصحراوى الغربى بالقرب من مدخل مدينة المنيا حيث تم ضبط 14 بندقية آلية عيار 7.62/39 و بنادق بلجيكية متعددة الطلقات و34 ألف طلقة كانت فى طريقها من محافظة مرسى مطروح إلى مركز ديروط بأسيوط وقبل شهر واحد تمكنت القوه المعينة على كمين الرحمانيه فى أقصى جنوب المحافظة على النقطة الحدودية مابين محافظة المنيا وأسيوط من ضبط سيارة ربع نقل محمله بترسانة أسلحه وبتفتيشها تبين وجود مخبأ سرى تحت أرضية خشبية بالصندوق الخلفى وتم ضبط 9بنادق خرطوش وبندقية آلى ألمانى و6 فرد خرطوش محلى الصنع و500طلقه إسرائيلى و100طلق خرطوش وتوصلت التحريات وقتها إلى أن الاسلحه المضبوطة مهربه من دولة ليبيا.
المنيا قدمت أرواح أبنائها ثمنا غاليا لانتشار الاسلحه ففى اقل من عام واحد ارتوت ارض المحافظة بدماء عشرات الأبرياء وكان من بينهم الطفلة سهام التى لم يتجاوز عمرها ال9 سنوات والتى دفعت حياتها ثمنا لاستمرار هذه المهزلة أثناء حضورها لحفل زفاف بعزبة السلام التابعة لقرية شوشه بسمالوط وخروج طلقه طائشة من سلاح احد المعازيم استقرت فى رأسها.
مسلسل حوادث السلاح البشعة تحول إلى شبح يطارد المحافظة فالعامل قتل شقيقه بقرية الكوم الأحمر برصاصة طائشة عندما صوب سلاحه تجاه كلب ضال فأخطأت الرصاصة مرماها واستقرت فى رأس شقيقه الذى لفظ أنفاسه الاخيره وتاجر العقارات بملوى قتل نفسه أثناء عبثه بسلاح نارى وخروج طلقه طائشة استقرت ببطنه وسائق التوك توك فى بنى مزار لقى مصرعه على اثر إصابته بطلقة طائشة خرجت من سلاح صديقه.. أفراح كثيرة فى المنيا تحولت إلى مآتم ففى قرية دلجا بمركز دير مواس قتل اثنان وأصيب ثلاثة عندما قام احد المعازيم بإطلاق أعيره ناريه ابتهاجا بالعرس وفى قرية عربان الشيخ مسعود بمركز العدوه لفظ فلاح أنفاسه الاخيره اثر إصابته بطلق نارى عن طريق الخطأ أثناء حضوره حفل زفاف بالقرية وفى قرية دمشاو هاشم التابعة لمركز المنيا أصاب طالب نفسه أثناء عبثه بسلاح كان بحوزته وقبل أيام قليله شهدت مدينة ملوى وقوع مشاجرة بالاسلحة النارية بين طلاب احدى المدارس الثانوية بسبب مشاده كلامية بين طالبين.
انتشار الاسلحة فى المنيا ليس وليد حالة الانفلات الأمنى التى تشهدها البلاد فقبل عام شهدت قرية عباد شارونة التابعة لمركز مغاغة حادثا مأساويا عندما قتل صبى والده عن طريق الخطأ أثناء عبثه بسلاح كان بحوزته وتحرر وقتها عن الواقعة المحضر رقم 299 لسنة 2011 إدارى مغاغة وقبل ساعات من كتابة هذه السطور قتل طالب بالمنيا شقيقه برصاصة طائشة خرجت من مسدسه عن طريق الخطأ، حيث تلقى اللواء احمد سليمان مدير امن المنيا إخطاراً من مأمور مركز ملوى يفيد بوصول إبرام حنا نمر كمال 12 سنة طالب بالصف السادس الابتدائى ومقيم بقرية دير أبو حنس الى المستشفى العام " جثة هامدة " إثر إصابته بطلق نارى بالصدر من الناحية اليسرى وبالانتقال وسؤال والده حنا نمر كمال 33 سنة عامل زراعى قرر أنه أثناء تواجده بالمنزل سمع إطلاق أعيرة نارية وعند خروجه لمعرفة مصدر الصوت فوجئ بنجله ملقى على الارض غارقاً فى دمائه واثناء نقله الى المستشفى لفظ انفاسه الاخيرة وكشفت التحريات أنه اثناء وجود شقيق المجنى عليه مينا حنا نمر كمال 14 سنة طالب بالاعدادية بناحية مجرى السيل عثر على فرد محلى الصنع وأثناء عبثه به خرجت طلقه عن طريق الخطأ واستقرت فى جنب شقيقه وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 1623 لسنة 2013 إدارى المركز.