النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

فوز بوتفليقة بالرئاسة للمرة الرابعة..

-

شكَّل فوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بولاية رابعة فى الجزائر تحديا كبيرا، حيث كان الرهان الاساسى فيها رغم تعدد منافسيه، على وعى الشعب برئيسه الذى ناضل لعقود طويلة ضد الارهاب ومؤامرات تنظيم القاعدة التى انهكت الجزائر من اجل تحقيق الاستقرار وترسيخ دورها اقليميا ودوليا.

 

ويرى مراقبون أنه على الرغم من الحالة الصحية ومرض الرئيس بوتفليقة فإن فوزه قد يشكل مرحلة انتقالية للعبور بالجزائر نحو مستقبل افضل ومواجهة التحديات الراهنة التى تواجه البلاد، ومن بينها الوضع الأمنى غير المستقر فى ظل وجود الجماعات الاسلامية المتطرفة وتنظيم القاعدة والتى حتما سيعمل الرئيس على تصفيتها خلال الولاية الجديدة له.

 

ومن التحديات التى تتصدر المشهد الجزائرى أيضا مسألة صحة الرئيس والتى قد تجد حلولا بتعيين نائب له يتمتع بصلاحيات واسعة وتفادى نشوب خصومات وأزمات سياسية حال تدهور صحة الرئيس.

 

ويرى المراقبون ان الجانب الاقتصادى من ابرز التحديات من اجل العمل على احتواء الغضب الشعبى ازاء ارتفاع اسعار النفط والكهرباء والوقود.

 

هذا بالاضافة الى تحدى البطالة وضرورة العمل على توفير وظائف حقيقية للشباب، وهو ما اعلنته حملة بوتفليقة من اجل تحقيق تطلعات الشباب الجزائري.

 

كما يشكل توتر العلاقات المغربية الجزائرية أحد الملفات المهمة فى الحقبة الجديدة للرئيس بوتفليقة والتى تقتضى حوارا فاعلا من أجل حل مشكلة الصحراء المغربية التى أنهكت الجانبين.

 

و قد أرجع محللون سياسيون نجاح قوى النظام القديم فى الحفاظ على نفوذها بالجزائر، وأيضا إلى تكريس استمرارية نظامهم، إلى «استراتيجية التخويف من المجهول» التى تبنّاها أنصار العهدة الرابعة فى حملتهم الانتخابية.

 

وبدأت هذه الحملة بشكل غير رسمى قبل حوالى السنة، من خلال الزيارات الميدانية التى قادت عبد المالك سلال، الوزير الأول السابق، ومدير الحملة الانتخابية للرئيس المترشح إلى مختلف محافظات الجزائر.

 

وخلال هذه الزيارات لم يدّخر سلال جهدا، للتذكير بـ»العشرية الحمراء» فى إشارة إلى سنوات تسعينيات القرن العشرين، التى شهدت خلالها الجزائر حربا مدمرة ضد الإرهاب، اندلعت بعد إقدام الجيش على إلغاء نتائج الانتخابات البلدية التى فازت بها جبهة الإنقاذ الاسلامية (الفيس) المنحلة، وانتهت بمقتل ما لا يقل عن 200 الف جزائرى، وفقاً للأرقام الرسمية التى تقدمها السلطات الجزائرية.

 

وظل سلال يؤكد طيلة هذه الفترة على مقولة واحدة هى أن «بوتفليقة هو من أعاد للبلاد أمنها واستقرارها» الأمر الذى قد يكون قد ساهم بشكل أو بآخر فى فوز الرئيس بوتفليقة مرة رابعة، فى واحد من أغرب الاستحقاقات الرئاسية التى عاشتها الجزائر منذ الاستقلال.