النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

العربى : نعمل على تنقية الأجواء العربية لإنجاح قمة الكويت

هالة شيحة -

وسط خلافات عربية - عربية وتفاقم عمليات الارهاب فى العديد من دول المنطقة وتواصل المساعى لتطوير واصلاح الجامعة العربية يأتى انعقاد القمة العربية فى دورتها الخامسة والعشرين المقررة فى الكويت يومى 25 و26 مارس الجارى فى ظل ظروف صعبة وتحديات تعصف بالمنطقة ، وهو ما وضع على عاتق الكويت الدولة المستضيفة للقمة للمرة الأولى على اراضيها جهودا كبيرة لبذل جهود دبلوماسية حثيثة للعمل على رأب الصدع العربى وتهيئة الاجواء لانجاح تلك القمة.

وفى هذا الاطار  أكد د. نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية أهمية القمة العربية فى دورتها الخامسة والعشرين المقرر انعقادها فى دولة الكويت نظرا لانعقادها للمرة الأولى فى دولة الكويت الحريصة على دعم العمل العربى الجماعى وتنقية الأجواء العربية.

وقال الامين العام للجامعة العربية فى تصريحات له  إن هناك حاجة ماسة إلى تنقية الأجواء العربية والاستفادة من انعقاد القمة ورئاسة دولة الكويت لها لتحقيق هذا الهدف.

 وأكد العربى أن هذا الموضوع سيتم بحثه فى القمة العربية من اجل تنقية الاجواء العربية.

وأشار إلى الأهمية التى تحظى بها القمة التى تستضيفها دولة الكويت لأول مرة، موضحا أن هناك اهتماما كبيرا من دولة الكويت للإعداد الجيد لهذه القمة لضمان انجاحها.

وأشار إلى أن الترتيبات لقمة الكويت  بدأت منذ  عدة شهور والتنسيق  مستمر بين دولة الكويت والأمانة العامة للجامعة  لإنجاح القمة المرتقبة ، مشيرًا إلى وجود وفد من الأمانة العامة حاليا فى الكويت  برئاسة رئيس اللجنة المنظمة فى الجامعة، السفير عدنان عيسى الخضير الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشئون المالية والإدارية، وذلك لاستكمال الترتيبات النهائية للقمة ومراجعة مشروع جدول الأعمال مع الجانب الكويتي.

وأضاف  العربى أن الجامعة ستعرض على القمة عددا من الموضوعات  منها تلك المتعلقة بتطوير  واصلاح الجامعة العربية، معربا عن أمله فى أن تتم الموافقة عليها فى الاجتماع الوزارى التحضيرى للقمة المقرر يوم 23 مارس الجارى قبل عرضها على القادة.

ولفت العربى إلى ان هناك قضايا اخرى ستطرح على القمة منها ما يتعلق  بالأزمة السورية  والملف الفلسطيني، وتوقع أن يعرض الرئيس الفلسطينى محمود عباس تقريرًا مفصلا حول مسار محادثات السلام مع الجانب الإسرائيلي، والتى تدار  تحت رعاية الادارة الامريكية.

وقال العربى إنه تم التوجيه للمبعوث المشترك الأممى العربى الخاص بسوريا  الأخضر الإبراهيمي، للمشاركة فى القمة، ووضع القادة العرب أمام مسئولياتهم فيما يتعلق بالأزمة السورية وإطلاعهم على آخر ما توصلت إليه الأمم المتحدة والجامعة العربية فيما يتعلق بمفاوضات جنيف بين الحكومة والمعارضة.

و حول المطروح على القمة فيما يتعلق بملف تطوير الجامعة العربية، قال إنه سيتم عرض تقرير مرحلى حول ما تم إنجازه من قبل اللجنة المعنية وفرق العمل الأربعة فى هذا الاطار ، خاصةً ما يتعلق بتعديل الميثاق وآخر متعلق بآليات عمل الجامعة، وما يتعلق بالنظام الأساسى للمحكمة العربية لحقوق الإنسان.

فيما اعتبر مصدر بالجامعة العربية أن هذه القمة تأتى فى مرحلة حرجة فى تاريخ المنطقة العربية ولابد من تضافر الجهود من اجل التصدى للتحديات الراهنة والعمل على ازالة الخلافات الراهنة .

استعدادات القمة

وعن التحضيرات الخاصة بالقمة العربية المقبلة قال المصدر: إن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية  عقد اجتماعات دورته ال141 مؤخرا وعرض  على هذه الدورة  ملفات سياسية  عديدة وستكون من الملفات التى ستطرح امام قمة الكويت حيث ناقش عدة قضايا فى مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية بكل تعقيداتها والصراع العربى الاسرائيلى واليمن والسودان وجزر القمر والصومال بالإضافة الى مسألة الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران بالإضافة الى التعاون العربى مع التكتلات والتنظيمات الدولية فى إطار المنتديات مع الصين أو الهند أو روسيا أو تركيا فضلا عن ملفات حقوق الإنسان فى ضوء تقارير اللجنة  العربية الدائمة  لحقوق الإنسان والتى تسهر على متابعة أوضاع حقوق الإنسان فى مختلف الدول العربية وتبحث فى اجتماعات دورية الأوضاع فى  واحدة من الدول من منطلق ما تقدمه من تقارير وقد ناقشت حتى الآن أوضاع الجزائر والأردن وقطر والإمارات.

بالاضافة الى بعض الملفات المالية والإدارية الخاصة بالأمانة العامة للجامعة العربية وفى مقدمتها تعيين أمين عام مساعد جديد  للجامعة العربية يحدد الأمين العام اختصاصاته وإجراء تعيينات  جديدة فى بعض اللجان النوعية بالأمانة.

وبحثت  الدورة ال141 لوزراء الخارجية العرب  العديد من الملفات السياسية  والاقتصادية والأمنية والاجتماعية ذات الصلة بتعزيز العمل العربى المشترك فى الفترة القادمة فضلا عن ذلك فإن وزراء الخارجية وضعوا فى هذه الدورة العناوين الرئيسية لبنود جدول أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين التى ستحتضنها دولة الكويت يومى 25 و26 مارس الجارى  والتى  يتواصل العمل بشأن التحضير لها بشكل موسع وتفصيلى فى الاجتماعات التى ستسبق اجتماع القادة العرب بالكويت  سواء على مستوى كبار المسئولين  أو على مستوى وزراء الخارجية أو على مستوى وزراء الاقتصاد والتجارة فى إطار المجلس الاقتصادى والاجتماعى.

وستحظى قضيتان  بالاهتمام الواسع وهما الأوضاع العربية الراهنة  بكل تجلياتها خاصة فى الدول التى شهدت ثورات الربيع العربية ثم تطوير وإصلاح الجامعة والتى أنهت اللجنة المعنية  بهذا الملف اجتماعاتها  مؤخرا  بعد سلسلة من الاجتماعات عبر أربعة فرق  تم تشكيلها عقب قمة الدوحة فى مارس 2013 وتوصلت الى مشروع قرار سيعرض على قمة الكويت وسيتواصل العمل فى هذه اللجنة بعد القمة وصولا لبلورة كل الأفكار والاقتراحات الواردة من الدول العربية والتى تتعلق بالتطوير ومن ضمن الموضوعات المطروحة على القمة  فى هذا الشأن إعادة النظر فى مجلس السلم والأمن العربى على نحو يؤدى الى توسيع عضويته بحيث يضم وزراء خارجية كل الدول الأعضاء بالجامعة وليس فقط خمسة وزراء  -وفقا لما كان ينص  عليه تشكيله القديم - الى جانب وزراء معنيين آخرين   وتوسيع اختصاصاته على نحو يمنحه المزيد من الفعالية وسترفع الى القادة العرب توصية  بذلك خلال قمتهم  القادمة وسيقدم الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية تقريرا شاملا للقادة حول هذا الأمر.

الصراع فى سوريا

وحول  التعامل مع الازمة السورية والوضع المتردى على الارض خاصة بعد فشل مؤتمر جنيف 2  شدد المصدر على ان الاولوية تنصب الان على الجانب الانسانى لمواجهة الوضع الكارثى فى سوريا، موضحا أن  المرجعية للتعامل مع هذا الشق تستند الى قرار مجلس الأمن الذى صدر مؤخرا والذى يعالج هذا الجانب من الأزمة ، موضحا أنه سيتم التركيز على هذاالمنحى بالتنسيق بين الجامعة العربية والمنظمات العربية والدولية المعنية فضلا عن منظمات المجتمع المدنى التى بوسعها أن تساهم فى هذا الجهد.

أما على صعيد المسار السياسى فنبه الى أن  ثمة قناعة قوية بضرورة اجراء وقفة لدراسة ما إذا كانت المقاربة التى تجسدت فى تجربة جنيف 2  يمكن استئنافها مجددا أم يتعين التفكير فى مقاربة ونظرة مغايرة ، مضيفا انه على أى حال أيا كان التوجه فإن الملف السورى سيظل فى صدارة القضايا واهتمامات القمة العربية المقبلة فى الكويت وفى عمل الجامعة العربية وهو ما يستوجب دراستها من جميع تطوراتها وأبعادها سواء على المستوى الوزارى أو فى اجتماعات القادة بالكويت .

وأوضح  أنه فى هذا الاطار يجرى حالياً د. نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية مشاورات مع بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة والأخضر الابراهيمى المبعوث الأممى والعربى الخاص بسوريا والذى يستعد لتقديم تقرير شامل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة القادمة وذلك لبلورة الأفكار الجديدة التى يمكن طرحها  من خلال التركيز على المنحى السياسى باعتباره الكفيل والقادر وحده على إنهاء الأزمة الامر الذى يتطلب بالضرورة تعبئة عربية سياسية وقناعة قوية من الأطراف الفاعلة على المستوى الاقليمى والدولى للمساعدة فى الوصول الى هذا الحل السياسى باعتباره الحل الاساسى والوحيد للأزمة السورية .

مقعد سوريا

وعن مشاركة الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية  فى قمة الكويت ، قال المصدر  ان الائتلاف يشارك دوما فى الاجتماعات العربية سواء الوزارية أو غيرها ولكن فيما يتعلق بقمة الكويت، فالأمر فى حاجة للتنسيق مع دولة الكويت وبقية الدول العربية وأظن أنه سيتم حسم هذه المسألة خلال ايام.

وعن شغل الائتلاف لمقعد سوريا لفت الى ما ذكره د. نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية بأن مسألة حصول الائتلاف الوطنى لقوى المعارضة والثورة السورية على مقعد سوريا بالجامعة العربية قد حسمت خلال القمة العربية الأخيرة فى الدوحة عام 2013 ولكن هناك بعض الاشتراطات التى يحددها ميثاق الجامعة تستلزم من الائتلاف استكمالها قبل الحصول على المقعد وسوف تتم بانتهاء الائتلاف من تشكيل هياكله السياسية.

وقد دعا وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم مؤخرا الامانة العامة للجامعة العربية لمواصلة مشاوراتها مع الائتلاف بشأن مقعد سوريا فى الجامعة وذلك طبقا لاحكام الميثاق واللوائح الداخلية للمجلس وعرض نتائج تلك المشاورات على الدورة المقبلة لمجلس الجامعة على المستوى الوزارى فى سبتمبر  .

وقرر المجلس دعوة رئيس الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية للتحدث أمام القمة العربية المقبلة بالكويت لاطلاع القادة العرب على تطورات الموقف ورؤية الائتلاف للبدائل والخيارات المطروحة لحل الازمة السورية وذلك فى ضوء المستجدات الخطيرة للازمة بعد تعطل مسار مفاوضات " جنيف 2 ".