النهار
جريدة النهار المصرية

أهم الأخبار

الناجي الوحيد من مذبحة ليبيا يروي تفاصيل المذبحة

صورة أرشيفية لضحايا المذبحة
-

كشف نشأت طلعت صديق، الناجى الوحيد من المذبحة التى أودت بحياة 7 مصريين، أحدهم والده، فى مدينة بنغازى الليبية، عن تفاصيل وملابسات جديدة اكتنفت الحادث الذى وصفه بأنه «طائفى»، حيث كشف في تصريحات داخل سرادق العزاء بنجع مخيمر بمركز المراغة، التابع لمحافظة سوهاج.

قال نشأت، 26 عاماً، حاصل على دبلوم تجارة: إنهم كانوا يسكنون فى منزل من 3 طوابق، بمنطقة تسمى «الليتى»، بشارع النهر العظيم فى مدينة بنغازى الليبية، لافتاً إلى أن المنزل يمتلكه شخص ليبى يُدعى «السنوسى»، يسكن بالقرب من مقر إقامتهم. وأوضح أن المبنى يسكنه 200 شخص، أغلبهم من محافظات الصعيد، منهم 20 قبطياً، مضيفاً أنه كان مع الضحايا قبل لحظات من وقوع الحادث، وفى الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء يوم الأحد الماضى، استيقظوا على طرق باب الغرفة، فقام والده بفتح الباب فوجد 3 ملثمين يرتدون زياً عسكرياً ويحملون بنادق آلية وسألوهم: «مين فيكم مسيحى؟»، فأجابوهم: «إحنا الأربعة مسيحيين». وأوضح أن المسلحين بدأوا فى الاستيلاء على متعلقاتهم من تليفونات ومبالغ مالية وأخبروهم بأنهم سيجرون كشفاً طبياً عليهم للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس سى، ثم ذهبوا إلى غرفة أخرى، فوجدوا بها مسلمين، وطلبوا منهم أن يرشدوهم عن المسيحيين المقيمين معهم فى المبنى، فقالوا لهم: «مفيش حد موجود فى السكن غير اللى واقفين معاكم»، وفجأة فتح والد إدوارد ناشد، باب الغرفة المجاورة فسأله المسلحون: أنت مسيحى؟ فأجاب: نعم، بعدها دخلوا الغرفة الثانية، وأخرجوا من فيها، واقتادوهم تحت تهديد السلاح خارج المبنى، وعندما سأل صاحب المنزل المسلحين: «انتوا واخدين العمال على فين؟» اعتدوا عليه بالضرب، ولم يتمكن من مقاومتهم.

يكمل «نشأت»: «بعد أن شاهدت المسلحين يعتدون بالضرب على صاحب المنزل، فكرت فى الهرب جرياً فى الشارع، إلا أننى غيّرت رأيى، خوفاً من إطلاق الرصاص علىّ، وقررت الدخول مرة أخرى إلى داخل السكن، وأسرعت مهرولاً على السلالم، وصعدت إلى السطح وأغلقت بابه المصنوع من الحديد، وأسرع المسلحون ورائى، ولكنهم لم يتمكنوا من فتح الباب الحديدى، بعدها نزلوا مرة أخرى إلى الشارع، وكان عددهم 8 مسلحين يستقلون سيارتين ملاكى، واصطحبوا الضحايا معهم»، واستطرد قائلاً: «بعدها تركنا المبنى، وذهبنا إلى أقاربنا فى منطقة قريبة، خوفاً من أن يعود المسلحون مرة أخرى، وفى العاشرة من صباح اليوم التالى، علمنا من التليفزيون أن 7 أشخاص عثر عليهم جثثاً هامدة، وتم نقل جثثهم إلى مستشفى 1200 بمدينة بنغازى وبعدها ذهبنا إلى المستشفى وتأكدنا أنهم هم الضحايا».

وأكد «نشأت» أن الأقباط فى ليبيا يتعرضون للاضطهاد والتعذيب على أيدى كتائب أنصار الشريعة بصفة مستمرة، لافتاً إلى أن عدد أبناء قريته فى بنغازى يبلغ حوالى 200 شخص يعملون جميعاً فى مجال المعمار، لكن بعد الحادث قرروا العودة مرة أخرى إلى ديارهم بحثاً عن لقمة عيش داخل وطنهم.