جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

شيخ الدبلوماسية يجعل من بلاده عاصمة للمؤتمرات

علاء الدين مصطفى- هاله شيحة -

بدأت الكويت احتفالاتها بالأعياد الوطنية العيد الوطنى وعيد التحرير  تزامنا مع الذكرى الثامنة لتولى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، وذلك برفع الأعلام فى المحافظات والمؤسسات مع إقامة الاحتفالات والكثير من الفاعليات الخاصة بكل منهم.

فى هذا الوقت من العام ترتدى الكويت ثوبى الفرح والسرور مزدانة بجو من السعادة والرخاء خاصة ان مناسبة ذكرى الاستقلال والتحرير وجلوس امير الكويت تترافق واعلان سموه زعيماً للإنسانية وذلك من أكبر شخصية دولية هى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة بان كى مون وغيره من الشخصيات العالمية.

صباح الأحمد.. شيخ الدبلوماسية

عاما جديدا حافلا بالإنجازات والعطاءات يسجله التاريخ اليوم للكويت ولسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بانى نهضة الكويت الحديثة ومؤسس الاقتصاد الكويتى الحديث وقائدها الذى وضع بناء الإنسان الكويتى وتحقيق مصالحه وتطوير التعليم والعمل فى سلم أولوياته، واستطاع بحكمته وخبرته ونظرته الثاقبة أن يحقق الأمن والاستقرار للكويت رغم الظروف الصعبة والتحديات الكثيرة التى تواجه المنطقة.

وها هو يواصل اليوم استكمال مسيرة النهضة والبناء باقتدار كبير، يحمل فى قلبه ووجدانه هموم الكويت، متطلعاً إلى أن تصبح البلاد صرحاً اقتصادياً شامخاً ومنارة للعلم والتقدم مواكبة تطورات العصر، ويحمل سموه فى قلبه وفكره هموم وقضايا أمته، ويسعى إلى البحث عن حلول لها، وصولا إلى التنمية، لإعادة بناء الإنسان العربى من المحيط إلى الخليج.

ويحرص حضرة صاحب السمو أمير البلاد منذ توليه مهام الحكم على التماسك والتلاحم والترابط بين القيادة والشعب، وذلك بدعم لا محدود من سمو ولى عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وكافة المواطنين.

شيخ الدبلوماسية الكويتية والعربية الذى استطاع بنظرته الثاقبة والحكيمة التعامل مع قضايا الكويت الداخلية والسياسية والاقتصادية وبفطنته وسرعة بديهيته فى قراءة الأحداث اتخذ القرارات اللازمة التى من شأنها رفعة الوطن والمواطن.

واستثمر سموه خبرته الطويلة فى العمل الدبلوماسى وعلاقاته الوطيدة مع الكثير من الزعماء والقادة والمسؤولين فى العالم لإرساء دعائم قوية فى علاقات الكويت مع معظم الدول، ما أكسبها مكانة مرموقة فى المحافل الدولية.

وقد لقب سموه بصباح الرابع كونه رابع حاكم للكويت يحمل اسم الشيخ صباح بعد صباح الأول وصباح الثانى والشيخ صباح السالم رحمة الله عليهم جميعا.

وخلال فترة توليه الحكم تحققت إنجازات عديدة خلال السنوات الست، فقد استطاع سموه أن يؤكد رغبته وسعيه بجعل الكويت تسير فى قطار التنمية أسوة بمثيلاتها فى بعض دول الخليج، وكان أبرزها انعقاد القمة العربية الاقتصادية وانعقاد اجتماع مجلس التعاون الخليجى ومؤتمر القمة العربية الافريقية ومؤتمر المانحين فى الكويت، وبما خرجت به تلك القمم العربية والخليجية من قرارات وتوصيات ستعود بالفائدة على الإنسان العربى وتطلعاته نحو المستقبل الاقتصادى للبلدان العربية، وتحقيق الفائدة على دول الخليج العربى ذات المصالح الواحدة التى يشتركون بها.

كما شهد عهده توسيع وترسيخ الديمقراطية والمشاركة الشعبية فزادت الحريات الإعلامية وتوسعت الصحف وزادت أعدادها، كما زاد دور المرأة الكويتية فى المشاركة الشعبية السياسية وحصلت على حق كانت تحلم به طويلاً وتحقق على يد سمو الأمير، ولقب سموه بشيخ الدبلوماسيين العرب وعميد الدبلوماسية الكويتية وذلك بسبب تاريخه العريق فى الدبلوماسية الكويتية التى أسسها كوزير خارجية لأكثر من أربعين عاما.

«ما من مدرسة يمكن الاستفادة منها لمن يريد كتابة التاريخ مثل التمرس بالعمل الدبلوماسى فهى تعين على اكتشاف الحقائق السياسية من غضون الأوراق والتصريحات وتعلم كيفية تأويل الوثائق والوقوف على نواقصها وتقوية الشعور بنسبية الوقائع وهى أولى مبادئ التاريخ».

مراكز بحثية         

وقد اهتمت المراكز البحثية بالذكرى الثامنة لتولى امير الكويت الحكم ، وفى محاولة لرصد التصور الأميرى فى بناء الوطن استعرض مركز اتجاهات للدراسات والبحوث التصور السامى لمقومات انشاء الكويت وتقدمه يؤكد ان الكويت شغلت مكانة مركزية فى ذهن سموه بتأكيداته المستمرة على انها تستحق التضحية والتعاون على تطويرها لتحقيق النهضة والتنمية المستدامة.

طالما اشار الامير الى مجموعة من النقاط التى من شأنها تحقيق هذا الهدف ظهر ذلك فى العديد من خطاباته ومنها التأكيد على المقومات الاساسية لبناء وطن متقدم ومعرفة التحديات التى تواجهه بجانب رسم السياسات التى تنهض به.

وبحسب رؤية امير الكويت فان هناك مجموعة من المقومات المحددة لبناء الوطن تتلخص فى التواصل الجيلى بين مختلف القيادات السياسية السابقة واللاحقة يدعمها احترام البنيان الدستورى وترسيخ النظام الديمقراطي.

الامر الذى يرتبط بدوره بإرساء بنية المؤسسات وترسيخ دولة القانون ولم ينسى سموه ضرورة الإدماج النسائى التنموى فبناء ونهضة الوطن قائم على وجود المرأة بجانب الرجل، ومن هنا يولى سمو الأمير اهتماماً متزايداً بحقوق المرأة الكويتية، ففى عهده استطاعت المرأة ان تكون عضوا فى مجلس الأمة وتشارك فى العمل السياسى، وشغل بعضهن مناصب وزارية مرموقة.

وخلال مسيرة سموه تعددت التحديات وتشعبت طرقها ووفقا لرؤيته فإن إساءة استخدام الأدوات الديمقراطية خاصة خلال السنوات السبع الماضية وزيادة الاحتقان بين الحكومة والمعارضة وقف عائقا فى طريق تقدم البلاد وتنميتها خاصة بعد تزايد حدة الانقسامات الاجتماعية والبعد عن الاطر القانونية فى التعبير عن الرأي.

وحول عملية بناء وتطور الوطن وفقاً لرؤية وفكر أمير البلاد خلال المرحلة المقبلة وذلك عبر تشجيع روح المبادرة الجماعية وإعلاء قيمة المصلحة العليا بجانب تواصل الاهتمام بالأبعاد التنموية بما فيها من تطوير وتأهيل للكوادر البشرية من خلال التركيز على الشرائح الشبابية. كما ان لتعزيز التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية: هو أساس لأى عمل وطنى ناجح. وأخيرا التواصل بين دروس الماضى وأوضاع الحاضر والتهيؤ للمستقبل فى مزيج ناجح يحقق من خلاله المواطن اماله فى النجاح والرخاء.

رجل المصالحة العربية والوحدة الوطنية

فى مثل هذا اليوم ومنذ ثمانية أعوام ضجت قاعة عبدالله السالم بالتصفيق الحار لسمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لدى دخوله القاعة التى شهدت جلسة خاصة أدى سموه خلالها اليمين الدستورية أميرا للبلاد ليواصل سموه ومنذ ذلك الحين العمل من أجل الكويت وشعبها وجعلها دولة عصرية مزودة بالعلم والمعرفة ملؤها التعاون والمحبة بين أهلها.

تعود مسيرة سمو الامير كشخصية كويتية بارزة الى اكثر من سبعة وخمسون عاما تربع منذ بدايتها على قمة الدبلوماسية الكويتية تشهد على ذلك سجلات الجمعية العامة للامم المتحدة فطالما كانت كلمة الكويت التى تنطق بسياستها ومواقفها ازاء القضايا الاقليمية والدولية وفى معظم الاحوال من نصيب سموه فاستحق عن جدارة لقب أمير الدبلوماسية.

كعميد لدبلوماسيى العالم استطاع سموه أن ينسق السياسة الخارجية للبلاد ويدرس الشؤون المتعلقة بها ويسهر على علاقات الكويت مع الدول الاخرى والمنظمات الدولية ورعاية مصالح الكويتيين وحمايتهم فى الخارج.