جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب : الببلاوي.. واتفاقية شرف اللصوص

-

مصر بعد ثورتين محلك سر نفس الأشخاص والعقليات والفاسدين والمدعين الجدد مازالوا يسيطرون على المشهد السياسى والاقتصادى والإعلامى والطامة الكبرى أن الصفقات الفاسدة فى كل المجالات مازالت تحاك بحرفية وابتكارية وطرق ومداخل غير تقليدية لتقول للشعب المصرى العظيم نحن هنا وسنظل نهيمن على مقدرات الوطن والشعب.. وتغلغل بالفعل منفذوها داخل مراكز صنع القرار ليوجهوا البوصلة الذاتية لخدمة مشاريعهم وأهدافهم وعقدوا للأسف الشديد اتفاقية شرف اللصوص ليطيحوا بالشرفاء والأكفاء من مواقعهم حتى ينفذوا مخططهم فى قلب الأوضاع فى مصر المحروسة ويظل هؤلاء الفجرة الذين احتكروا النوادى واللجان والمناصب ليحققوا أكبر المكاسب المادية وتشويه أى عنصر وطنى يحاول الاقتراب أو إظهار الحقائق أو محاربة الفساد وكشف المستور من خلال تفعيل القانون وتقديم الفاسدين لساحات القضاء.. ولكن بسرعة فائقة خلال ساعات قاموا بتفعيلها للقضاء على أى تحرك لتقديمهم للعدالة وكشف أرصدتهم وعوارهم أمام الرأى العام المصري.

ومن هنا جاء موقف الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء وليس الوزراء وهذا بحكم القانون والدستور بوقف قرار طاهر أبو زيد وزير الرياضة بتقديم حسن حمدى ورجاله إلى النيابة العامة ليأخذ التحقيق مجراه ورغم كل الأدلة والمستندات التى دفع بها أبو زيد فى سابقة تعد الأولى من نوعها فى حكومة مصرية أن يتقدم وزير حكومى ببلاغ للنائب العام ضد ما يجرى من فساد وإفساد فى القلعة الحمراء التى رأسها باشوات وزعماء مصر الوطنون الشرفاء ومن خلال أكبر جمهور مصرى وعربى يشجع النادى الأهلى بحب وعشق فانبرى الببلاوى خلال دقائق وقام بإلغاء قرار الوزير المتحمل المسئولية القانونية والدستورية أمام مجلس الوزراء والرأى العام المصرى ودافع بلا دراية أو تشكيل لجان قانونية أو العودة لصاحب الشأن إرضاءً لأصحاب المصالح والنفوذ الذين قاموا برفع الراية الحمراء وتفعيل مبادرة واتفاقية شرف اللصوص والمصالح والمناصب ليجهضوا أول ضوء أخضر للحلم المصرى فى معرفة الحقائق بما يدور داخل المكاتب المغلقة بالأندية الرياضية والاتحادات التى أصبحت بعيدة عن الرقابة والمتابعة دولة داخل دولة تتحدى القوانين وتقفز فوق الجميع من خلال شراء الذمم والنفوس الضعيفة واهمين أنهم حققوا الهدف وهو وقف القرار وقاموا بترتيب أوضاعهم وإخفاء خطاياهم وأخطائهم أمام حازم الببلاوى ليبلع طعمهم ليظن أنهم يعملون للمصلحة العامة ولا يبغون إلا رضاء الرب ولكن للأسف الشديد استسلم الببلاوى لهذا المخطط الشيطانى ولم يصدر قراراً لتصحيح الأوضاع واكتفى بالتصريحات.. رغم ان الإخوان والفاسدين فعلوا كوارث سياسية واقتصادية ولكنه لم يتحرك إلا بعد فوات الأوان ولكن التساؤل لماذا تحرك الببلاوى فى أزمة النادى الأهلى وتحويل حسن حمدى إلى النيابة بسرعة الصاروخ.. الإجابة عند الببلاوى وحده الذى عنده الخبر اليقين؟!

التساؤل الذى لم يجد إجابة أو استجابة كما أتوقع: لماذا يصمت الببلاوى على قيام خالد زين الذى يحج إلى مكتبه ليل نهار فى مجلس الوزراء كرئيس للجنة الأوليمبية المصرية الذى يستقوى بالخارج لهدم وإيقاف الانتخابات وخارطة الإصلاح فى النوادى المصرية من يعمل لحساب من ولمصلحة من ولماذا يصر زين وليس بزين يسئ إلى مصر والشعب المصرى باستدعاء اللجنة الأوليمبية الدولية لإصدار قرار ضد مصر هل أصبح خالد زين للأسف الشديد هو الوجه الآخر لتنظيم الإخوان الإرهابى الذى يستقوى بالخارج ويطالبه بالتدخل فى الشأن المصري.. الرياضة يا سادة هى خطوات بناء العقول والأجسام للشباب والفتيات ولكن الهدف هو تدمير وتغييب العقول المصرية حتى تتجه إلى العنف والإرهاب والمخدرات والبرشام ونجلس ونتباكى على اللبن المسكوب.. كنا فى حاجة إلى حكومة وطنية تنحاز إلى فقراء هذا الوطن وليس إلى الفاسدين والمفسدين الذى احتكروا كل شيء.. لقد تخلصنا بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو من احتكار عز ولكن للأسف الشديد ظهر أكثر من ألف عز فى مجال الرياضة والأندية التى أصبح كرسى الرئاسة بها أقوى من كرسى رئيس وزراء فى هذا الزمن اللامعقول.. والتساؤل المنطقى أين الجهات الرقابية التى تعرف كل الحقائق ولماذا لا يتحرك الرجل المحترم عدلى منصور الذى يحظى بحب وقبول جماهيرى لأنه أحد قامات المحكمة الدستورية التى ترسى العدل والحق بين البشر ولماذا لا يتحرك هذا العالم الجليل والرئيس الزاهد فى المناصب وسرطان السلطة والثروة وهو يملك السلطة التشريعية ليعيد الأمور إلى نصابها وتنتصر دولة القانون على دولة اللصوص.. هل فقدنا الأمل فى تنشق الجماهير هواء نقياً وليس هواء ملوثا بصبغة رجال باعوا ضمائرهم وأصبحوا عبيداً لشهوتى الكرسى والمال هل يتحرك الببلاوى ويعيد الأمور إلى نصابها ويحول من تدور حوله الشبهات والاتهامات للنائب العام ليخلص ذمته وضميره من دعمه وتدعيمه لأصحاب اتفاقية شرف اللصوص.

وأخيراً.. متى تعود مصر إلينا ويكون للشرفاء والكفاءات والوطنيين مكان تحت سماء هذا الوطن الذى لن يموت بفعل عبقرية شعبه وجغرافية وتضاريس ونضال رجاله الذين يعيشون فى زمن اللامعقول أو زمن حمدى ورجاله.

 

التمرد على تمرد!!

 

من الأشياء المبكيات المضحكات أن يتم التمرد على تمرد من أعضاء حركة تمرد التى كانت صاحبة الطلقة الأولى فى الخلاص من حكم مرسى والإرشاد والإخوان وأستمدت تمرد مصداقيتها لدى الجميع كونها حركة شعبية خالصة لم تتلوث سياسياً أو ماديا أو سلطويا واستمدت أيقونتها من نبض الشارع المصرى ولكن عندما انخرطت تمرد بشبابها وقيادتها فى بوتقة السلطة ودخلت لجنة الدستور وأعلنت عن ترشيح قيادتها للبرلمان شق الخلاف بين صفوفها وتبادلوا البلاغات والاتهامات والتراشق بالألفاظ لتتمرد تمرد على أبنائها ويدفع الجميع فاتورة العبث السياسى غير المدروس واقعيا ومستقبلياً لتفقد تمرد حبلها السرى وهو الحلم الشعبى لأنها دخلت خندق الصراع على السلطة لأن الخط الفاصل بين المد الشعبى والارتماء فى أحضان الآخرين ما بين مؤيدين ومعارضين فقدت تمرد أهم خصائصه وهو التمرد على أشباه الحكام الذين باعوا الأرض والعرض والإنسان واستخدموا القهر والذل والقتل والدماء لتحقيق أهدافهم.. ولكن للأسف الشديد قام أبناء هذه الحركة الوطنية بالتمرد على تمرد!!